تواصل الصحف الإيطالية الهجوم على فتاة الإغاثة الإيطالية "سيلفيا رومانو" المحررة بعد اختطافها 18 شهرا فى كينيا، على يد جماعة الشباب الصومالية الإرهابية، وذلك بسبب اعتناقها الإسلام وارتدائها الحجاب، وقالت صحيفة "ليبرو" الإيطالية "تحرر امرأة مسلمة، اعتنقت الإسلام على ايدى جماعة إرهابية ومكثت معهم حوالى عام ونصف، وهو ما يعد "صفعة" لروما.
ودفعت الحملة الشرسة التى تعرضت لها رومانو ، التى أطلقت على نفسها اسم "عائشة" المدعى العام فى ميلانو إلى فتح تحقيق حول ما تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعى والتهديدات التى تعرضت لها الفتاة بسبب ارتدائها الحجاب واعتناقها الاسلام ، كما وضعت الشرطة الإيطالية عدة دوريات بجوار منزلها فى ميلانو ، خوفا على سلامتها حتى إنهاء التحقيق، وفقا لصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية.
وقالت رومانو على صفحاتها الخاصة على الفيسبوك ردا على هذه الهجمات "بالنسبة لى .. انتهى الأسوأ.. فنستمتع بهذه اللحظة"، مضيفة "كل ما يهمنى هو العودة لعناق احبائى"، ووجهت الشكر لكل من دعموها هى وأسرتها، وقالت " شكرا لجميع الاصدقاء المقربين وحتى الغرباء الذين استقبلونى ورحبوا بى".
وأثار عودة رومانو بالزى الإسلامى، الذى يغطيها من رأسها إلى قدميها ، غضب السياسيين ووسائل الإعلام، خاصة اليمين المتطرف، الذى وصفها بـ" الارهابى الجديد"، وقال الاتحاد اليمين المتطرف إن "حكومة جوزيبى كونتى قامت بدفع فدية لتحرير فتاة تساعد الارهاب ، وهو ما يعنى تمويل تلك المنظمات الارهابية".
وقال النائب أليساندرو باجانو إن " المشكلة ليست فى سيلفيا رومانو، فهى فتاة مجنونة ، استخدمها الارهابيون للحصول على المال والأسلحة ، وعرض محجبة عائدة من جماعة ارهابية بعد 18 شهرا يعكس ان الحكومة الايطالية غير قادرة على التعامل مع حالة الطوارئ".
وأهانت الاحزاب اليمينية المتطرفة الفتاة الايطالية ووصفت أياها ب"الخائنة" ، ووجهوا اتهامات لها بالتسلل إلى الجماعات الارهابية ،حتى ان هناك من طلب بفرض عقوبة الاعدام عليها".
وقالت صحيفة "كورييا" الإيطالية فى تقرير لها بعنوان "سيلفيا رومانو ودور الوسيط القطرى"، والذى يلقى الضوء على الدور القطرى فى إطلاق سراح رومانو، إن قطر تساعد الحركات المتطرفة وتدفع لها أموال بشكل غير مباشر لمساعدة هذه الفصائل الخطيرة، وقامت الدوحة بدفع أكثر من مليار دولار على شكل فدية لاطلاق سراح مواطنين.
وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة أدرجت اثنين من الممولين المزعومين من قطر على القائمة السوداء فى أغسطس 2015، وهى طريقة لتحذير دولة ما زالت تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية هى قاعدة العديد.
وعلى العكس من ذلك ، جاء العديد من المواطنين والسياسيين وحتى المؤتمر الأسقفى الإيطالى للدفاع عن الشابة. قال رئيس الأساقفة ، الكاردينال جوالتييرو باسيتي: "نشعر جميعًا بأننا ابنتنا".
ودافع عنها أيضا إنريكو بارازولى ، راعى الكنيسة التى كانت تتردد عليها رومانو قبل اختطافها ، وقال إنه يشعر "باحترام كبير" لاختيارها اعتناق الإسلام.
وقالت فاميليا كريستيانا: "إن قضاء 18 شهرًا فى الأسر شيء لا يمكننا حتى أن نتخيله ، إذا اعتقدت بعقل بارد أن الإسلام هو الجواب الصحيح لوجودها ، فسأكون سعيدًا".
كما حث وزير الخارجية الايطالى لويجى دى مايو فى تغريدة ،مواطنى بلاده على "الدفاع عن سيلفيا رومانو"، التى نالت حريتها بعد 18 شهرا من الأسر، من خلال الاحترام"، مضيفا فى اشارة إلى الهجوم الذى تعرضت له الفتاة لاعلانها اعتناق الاسلام، "لقد رأينا الكراهية والأكاذيب والهجمات الاستغلالية والدعاية. هذه ليست إيطاليا ، الإيطاليون لديهم قلب كبير".
وكانت رومانو أكدت منذ عودتها إلى إيطاليا أن اعتناقها الإسلام كان حرًا وأنه لم يتعرض لأى عنف فى أسره الطويلة بين كينيا والصومال ، والتى بلغت ذروتها فى عملية إنقاذ فى أوائل شهر مايو نظمتها المخابرات الإيطالية ، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الإيطالية.
وسيلفيا رومانو تبلغ 23 عاماً، كانت تعمل كمتطوعة فى دار للأيتام فى قرية تشاكاما فى جنوب شرق كينيا عندما خطفها مسلحو الحركة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة