في الآونة الأخيرة أصبح من السهل التعرف على بـ"صمات الأصابع" بطريقة آلية سريعة، ذلك نتيجة التقدم في قدرات أجهزة الحاسب الآلي، وهو ما يطلق عليها تقنية التعرف على بصمة الإصبع، حيث يشير إلى آلية التحقق من تطابق بصمتي إنسان باستخدام الخصائص والسمات الفريدة لبصمة الإصبع، فى التقرير التالى، يلقى "اليوم السابع" الضوء على قارئ البصمة ودوره فى رصد البصمات والوظائف الخاصة به حيث أن بصمات الأصابع والتعرف عليها هو أحد أكثر المقاييس الحيوية شهرة، كما أن بصمات الأصابع من أقدم الصفات التي استخدمت لأكثر من قرن لتحديد الهوية إن القوة في استخدام بصمات الأصابع يرجع إلى "تفرد البصمة" وتميزها، وثباتها، ويدخل ضمن هذه الكشوف قارئ بصمة الأصابع الذي يمثل محاكاة عمل المحلل البشري بأخذ عينة من البصمة ومقارنتها بالعينات الأخرى في السجل – بحسب لواء كيميائي محمود الحارث الباسوسي، خبير فحص التزييف والتزوير والبصمات بمصلحة الأدلة الجنائية سابقًا.
كيفية الوصول لهوية المتهمين بـ"قارئ البصمة"
فى البداية – يجب أن نعلم أن لقارئ البصمة وظيفتان أساسيتان: الأولى أخذ صورة من بصمة الأصبع، والثانية التأكد من تطابق نتوءات البصمة مع البصمة المخزنة"، وهناك طرق مختلفة للحصول على صورة من إصبع شخص ما، وكل طريقة تنتج نفس النوع من الصور، لكن بطرق مختلفة، كما أن قلب القارئ البصري يتكون من Charge Coupled Device وهو نفس الحساس الضوئي المستخدم في آلات التصوير الرقمية وهو عبارة عن ثنائيات حساسة للضوء تسمى photosites يقوم كل photo site بتسجيل pixel واحد - نقطة صغيرة تمثل الضوء الساقط على النقطة - بحيث تمثل الـ pixels المضيئة والمظلمة بشكل جماعي صورة للمنسوخ - بصمة إصبع مثلاً - ويعالج "محول النظير إلى رقمي" في نظام القارئ الإشارة الكهربائية من النظير لتكوين مثيل رقمي للصورة – وفقا لـ"الباسوسى".
تبدأ عملية القراءة عند وضع الإصبع على سطح زجاجي، فتلتقط كمرة الـ CCD الصورة، حيث يمتلك القارئ مصدر ضوء خاص به، وهي عبارة عن مصفوفة من أشعة ضوئية ثنائية لتضيء النتوءات في الإصبع، ويقوم نظام الـ CCD بتكوين صورة معكوسة للإصبع، وينتج عن ذلك مناطق مضيئة "تمثل النتوءات" ومناطق أقل إضاءة "تمثل المنخفضات بين النتوءات"، وقبل عملية المقارنة مع النسخة المخزنة يتأكد معالج الـ CCD من وضوح الصورة الملتقطة للبصمة، حيث يدقق على متوسط الإضاءة أو القيمة العامة في عينة صغيرة من الصورة الملتقطة، ويقوم برفض الصور المظلمة أو قليلة الإضاءة، وعند رفض الصورة يقوم القارئ بتعديل وقت التعرض للضوء ليزيد أو يقلل الإضاءة ويحاول قراءة البصمة مرة أخرى.
مزايا استخدام نظام التعرف على بصمة الإصبع:
من مزايا استخدام نظام التعرف على بصمة الإصبع ما يلي:
1-تفرد كل إصبع لكل فرد ببصمة مميزة.
2-لا يمكن تخمين بصمة الإصبع، مثل ما نستطيع تخمين كلمة السر.
3-توفرها معك في كل مكان، بعكس بطاقة التعريف الممغنطة.
4-عملية مسح الأصابع سهلة وآمنة صحيا، ولا توجد لها أضرار صحية لأنها لا تعتمد على أشعة ليزر أو أشعة سينية أو ما شابه ذلك.
5-عمليات البحث والتطوير في هذا المجال سريعة وقوية جدا.
6-إذا أردنا أن نزيد من مستوى أمن التعرف، يمكننا أن نسجل ونتعرف على بصمة أكثر من إصبع للشخص الواحد (لغاية عشرة أصابع) وبصمة كل إصبع كما ذكرنا مميزة وفريدة.
7-أجهزة التعرف على بصمة الإصبع ذات أسعار منخفضة نسبيا بالمقارنة مع غيرها من أنظمة التعرف على الهوية.
عيوب استخدام نظام التعرف على بصمة الإصبع:
على الرغم من فاعلية أنظمة التعرف على بصمة الإصبع في أنظمة الحماية إلا أن له عيوب، منها ما يلي :
1-أن القياسات الحيوية كانت دائما عرضة لعمليات الخداع الذكية، حيث يمكن خداع بعض أجهزة التعرف على بصمة الإصبع عن طريق تصميم مجسم للإصبع، وفي أسوأ الأحوال قد يقوم المجرم بقطع يد شخص ما حتى يتمكن من اجتياز النظام.
2-قد تكون أخطر عيوب القياسات الحيوية، أنه إذا استطاع أحد أن يسرق بصمة أصابعك فلن تستطيع استخدامها كوسيلة تحقق مدى الحياة إلا بعد التأكد من إعدام كل النسخ، لأنك لن تحصل على بصمة جديدة مثل لو سرقت بطاقة الصراف أو رقمك السري.
الخلاصة: مع وجود هذه العيوب في نظام التعرف على بصمة الإصبع الذي يستخدم لحماية المعلومات إلا أنه يعتبر أفضل بكثير من غيره من أنظمة الكشف عن الهوية وكذلك الأنظمة التقليدية، فهذا المجال يعتبر من أحد المجالات التي كثرت فيه البحوث في هذا العصر ويتوقع أن يستخدم هذا النظام بكثرة في المستقبل.