فى الأفق البعيد، قد تصبح الصورة غير واضحة، حين ترى سيدات ترفع لافتات أسمائهن على طاولات قمم عالمية، يقررن مصير الأمم، ويضعن ميزانية أخرى، لتختفى كواليس كل واحدة منهن وراء صمودهن وإصرارهن أن يصبحن كما قررن الأقوى والأفضل.
فى 30 حلقة متوالية، سنسرد كواليس حياة نساء أوروبيات، ما بين ربات منازل أصبحن من قادات العالم، وأخريات حلمن أن يكن رؤساء دول، وملكات وضعت صورهن على العملات المعدنية، ونلقي الضوء على قصص وصولهن إلى السلطة وحكايتهن الشخصية فى سلسلة "هن من أوروبا".
وإليكم الحلقة الرابعة عشر: فرانشيسكا دى جيوفانى
فرانشيسكا
تحت عنوان "أول امرأة تتولى"، دخلت الإيطالية فرانشيسكا دي جيوفانى، صفحات التاريخ المضيئة، بعد أن عينها البابا فرنسيس، فى أحد المناصب العليا التى لم تكن الكنيسة الكاثوليكية، تسمح أبدًا بترسيم سوى الرجال فيها، فأصبحت فرانشيسكا نائبًا لوزير الخارجية، حيث تباشر عملها في قسم يعرف باسم "العلاقات مع الدول"، وتتولى شؤون العلاقات متعددة الأطراف بالوزارة.
فرانشيسكا
ولدت فرانشيسكا دي جيوفاني فى 24 مارس 1953، وهى محامية الإيطالية تعمل فى الأمانة العامة للدولة من الكرسى الرسولى منذ عام 1993، حيث فى يناير 2020 أصبحت أول امرأة تشغل منصب إدارى فى هذا الفرع من الكوريا الرومانية.
نشأت فى باليرمو، درست القانون وأكملت تدريبها كموثقة، ثم عملت فى إدارة المركز الدولى لحركة فوكلير، وفى 15 سبتمبر 1993، انضمت إلى سكرتارية دولة الكرسى الرسولى، حيث عملت فى مجال العلاقات المتعددة الأطراف، وشملت مسؤولياتها قضايا اللاجئين والهجرة بالإضافة إلى حقوق الإنسان الدولية، والاتصالات، والقانون الخاص، ووضع المرأة، وقضايا حق المؤلف، والسياحة.
فرانشيسكا
فى 15 يناير 2020، عيّنها البابا فرنسيس وكيلًا للشؤون المتعددة الأطراف فى قسم العلاقات مع الدول فى وزارة الخارجية، لتكون أول امرأة وأول شخص عادى يشغل منصبًا إداريًا فى وزارة الخارجية ، وهو منصب مخصص عادة لعضو من رجال الدين، و تشمل مسؤولياتها مصالح الكرسى الرسولى فى المنظمات الحكومية الدولية والمعاهدات الدولية ، بينما يرأس القطاع الثنائى وكيل آخر هو ميروسلاف واتشوسكى، وهو رجل دين بولندى.
وكانت العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف فى السابق من مسؤولية وكيل وزارة واحد، كان آخرها أنطوان كاميليرى حتى تعيينه فى السدة الرسولية فى 31 أكتوبر2020.
والمعروف أن الكنيسة الكاثوليكية لم تكن تسمح سوى بترسيم الرجال في المناصب الرفيعة، فيما تتولى النساء عادة المناصب غير الظاهرية، ولكن قرار البابا فرانسيس كسر القاعدة، لعدة مطالبات من الجماعات النسائية، وأهمها من الاتحاد الدولى للرئيسات العامات للأديرة، بتعيين النساء في المناصب الرفيعة بالدولة ومنحهن فرصًا أكبر.
فرانشييسكا
ويتميز منهج فرانشيسكا، بدراسات القانون الإنساني الدولى والخاص، والجنس، والهجرة والاتصال، وستكون مهمتها فى المجتمع الدولى، لضمان أن يتطور الترابط بين الرجال والأمم في البعد الأخلاقى، وكذلك فى الأبعاد الأخرى والجوانب المختلفة التى تكتسبها العلاقات في عالم اليوم، علاوة على ذلك، فهى داعية للمفاوضات والحوار كحل للنزاعات الدبلوماسية.
كاريكاتير عن فرانشيسكا
وتحدثت فرانشيسكا لوسائل إعلام الفاتيكان، وقالت: آمل أن يعكس كونى امرأة، ايجابية بشكل كبير على هذه المهمة التى كلفت بها، وأن لايؤثر ذلك على زملائى الذكور، مشيرة إلى أن البابا فرنسيس اتخذ قراراً غير مسبوق، بالتأكيد، والذى يمثل، بخلاف نفسى شخصياً، مؤشراً على الاهتمام بالمرأة، لكن المسؤولية مرتبطة بالوظيفة وليس بكونها امرأة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة