أثار انتشار فيروس كورونا فى أمريكا اللاتيينة الرعب خاصة فى ظل عدم وضع نظام محدد للسيطرة على السجون فى ظل انتشار الأزمة الصحية، فتكدس الزنزانات الصغيرة للنزلاء يجعل السيطرة صعبا وتحقيق التباعد الاجتماعى داخل السجون مستحيل، وقالت وكالة "أوروبا بريس" إن وفاة سجين فى سجن مدينة تورى الإكوادروية ،بعد إصابته بوباء كورونا، أدى إلى اطلاق العنان لشغب أدى إلى فوضى كبيرة فى السجن، فقد توفى الرجل الذى يبلغ 66 عاما فى وحدة العناية المركزة بمستشفى خوسيه كاراسكو أرتياجا ،بعد التهاب رئوى حاد وكان يعانى أمراضا أخرى مثل القلب.
السجون فى امريكا اللاتينية فى زمن الكورونا
بالإضافة إلى ذلك، فقد تم إدخال رجل وامرأة من نفس السجن إلى المستشفى مصابين بالالتهاب الرئوى وهناك سجناء آخرون، لم يخضعوا لاختبارات فيروس كورونا ويعانون من مشاكل الجهاز التنفسى.
في هذا السياق، قام السجناء ببث صوتيات ومقاطع فيديو من خلال الشبكات الاجتماعية، مطالبين سلطات السجون بتوفير رعاية صحية أفضل ، واختبارات تشخيصية لـ 2620 سجينًا ، وموارد لتجنب الإصابة بفيروسات تاجية محتملة.
كما تم تشخيص ما لا يقل عن 12 سجينا أصيبوا بفيروس كورونا فى سجن جيريمى بهايتى،مما أثار حالة من القلق لدى الجهات، وفقا لوكالة "أوروبا بريس".
السجون فى امريكا اللاتينية
وأكد أنجيلو دوفيلسون ، مدير إدارة الصحة في جراند آنس ، أن المصابين تم عزلهم ، للحد من انتشار الفيروس ، ويتم علاجهم في السجن.
وأشارت الوكالة إلى أن هذا هو ثانى تفشى لفيروس كورونا فى السجون الهايتية، ففى مايو الماضى، تم تشخيص عشرات السجناء فى السجن الوطنى ،الواقع فى قلب منطقة بورت، والذى يعتبر من أكثر السجون اكتظاظا،حيث يوجد به ثلاثة أضعاف قدرته.
سجن سلفادور
منظمات حقوق الإنسان بدورها أشارت إلى أن وجود 80 سجين فى زنزانة صغيرة يؤدى الى تفشى العدوى بشكل سهل بين السجناء، حسب الشبكة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان.
سجن للنساء فى امريكا اللاتينية
وفى الأسبوع الماضى، توفى سجينان فى السجن الوطنى ، مع أعراض كورونا ، كما انتشرت العديد من الإصابات فى سجون بورت وبيتى جوايف وجاكميل وكاب هايتيان.
لكن الدولة التي تقع في المركز الثاني على مستوى العالم في عدد نزلاء السجون مقابل عدد السكان، السلفادور، لم تتخذ أية خطوات في هذا الاتجاه. وتعاني السلفادور منذ عقود من تفشي الجريمة وعنف العصابات إلى حد جعل سجونها تكاد تنفجر من كثرة نزلائها.
وأعلنت حكومات تشيلي، وكولومبيا،ونيكاراجوا أنها سوف تبدأ في تحويل الآلاف من نزلاء السجون إلى الإقامة الجبرية في منازلهم مع إعطاء الأولوية لكبار السن والسيدات الحوامل ومن يعانون من مشكلات صحية تزيد من خطر الوفاة حال الإصابة بفيروس كورونا.
كما بدأت البرازيل بالفعل في نقل نزلاء السجون ممن يتجاوزون سن الستين إلى الإقامة الجبرية في منازلهم في حين أعلنت حكومة بيرو أنها تدرس إلإصدار عفو عن الحالات الأكثر عرضة لخطر الوفاة حال الإصابة والذى بلغ عددهم حوالى 1300 سجين.
فوضى فى احد سجون امريكا اللاتينية
وفي جواتيمالا سجلت حالات إيجابية لفيروس كورونا، وبحسب المديرية العامة لنظام السجون، فإن النزلاء الذين ذهبوا إلى مراكز المستشفيات بسبب مشاكل صحية هم الذين كانوا ينقلون الفيروس إلى السجون.
وتعانى جواتيمالا فى الأساس من نسبة اكتظاظ تصل إلى 374% مما يجعل من المستحيل الحفاظ على المسافات الاجتماعية ، وفقا لبيانات قدمها مركز البحوث الاقتصادية الوطنية.
وطالب العديد من الخبراء، بتوسيع اختبارات الكشف عن كورونا فى مراكز السجون التى لديها بالفعل حالات ايجابية، وقالت الخبيرة كورين ديريك: "اعتقد أنه من المهم إجراء المزيد من الفحوصات والاختبارات لأنه من المهم الكشف المبكر عن الاصابات وذلك من اجل اتخاذ تدابير سريعة تقلل من المخاطر".
وأضافت دريريك أن هذه القضية يجب أن تكون ذات أولوية ، لأن الزيادة الكبيرة والسريعة في الحالات في بعض السجون ستضع النظام الصحي الذي يحاول البقاء في وضع أكثر خطورة كما أن مواجهة الوباء ستصبح أمرا مستحيلا".
وأشارت الخبيرة إلى أن "نظام السجون مختلف عن الخارج، فالمساحات صغيرة للغاية وهناك فرص كبيرة لانتشار الفيروس بسرعة كبيرة، ولذلك فمن الضرورى إجراء اختبارات بين المعتقلين والعاملين الذين هم يتحركون الى الخارح ومن الممكن أن ينقلوا العدوى الموجودة بداخل السجون إلى أسرهم وعائلاتهم".