تناول الكتاب فى صحف الخليج العديد من القضايا الهامة، وعلى رأسها، الأمل فى عودة الحياة لطبيعتها مع موسم إجازات الصيف، والوعى المجتمعى بالالتزام بالاجراءات الاحترازية للتعايش مع كورونا، بالإضافة للقضايا الهامة الانفجار العام فى أمريكا عقب مقتل جورج فلويد على يد شرطى، يضاف لذلك إلقاء الضوء على ديكتاتورية أردوغان التى يفرضها على شعبه.
سعيد البادى
عودة الحياة
قال الكاتب سعيد البادى، فى مقاله فى صحيفة البيان الإماراتية، اليوم السبت، مع اقتراب موسم الإجازات والعطلات الصيفية، يتأجّج الشوق للترحال والأسفار، لركوب الطائرة والتسكع في المطارات، وجدتني لا شعورياً أنفض الغبار عن حقيبتي، فقد عانت كثيراً من الإهمال وهي قابعة في مكان ما من المنزل، مرَّت فترة منذ آخر مرة زرتها من باب الاطمئنان أو المواساة.
وأضاف الكاتب سعيد البادى، قائلا "قد يكون الوقت مبكراً لمعرفة ماذا سنفعل هذا الصيف، فقد أصبحت خططنا فورية، بمعنى أننا نتصرف وفق ما تقتضيه الظروف، وما يفرضه الوضع الراهن يوماً بيوم، لكن ذلك لا يمنع من تجهيز الحقائب وملابس السفر، كنوع من التغيير وكسر رتابة الأيام، فقد يفرجها الله علينا في الأيام المقبلة، ونكتشف أننا كنا نعيش حلماً مزعجاً وانتهى.
وأوضح أن روح التفاؤل هي الطاغية هذه الأيام، خصوصاً مع عودة الحياة في دبي، وإذا عادت دبي يعود العالم كله كما كان، كأن العالم أصبح يضبط إيقاعه على ساعة دبي، وهكذا انتشرت في الأيام الفائتة مقاطع فيديو لشوارع باريس ولندن ونيويورك وقد عادت لها الحياة، وغصت بالمتسوقين ومرتادي المقاهي والمطاعم.
والآن ومع بدء الاستعدادات لعودة الحياة لطبيعتها يبقى الوعى المجتمعي هو أساس التعايش مع «كورونا»، فالتقيد بالإجراءات الاحترازية خير وسيلة لمنع انتشار الوباء واستمرار الحياة وانتعاش الاقتصاد.
وانتهى الكاتب قائلا " نظرت إلى حقيبتي كانت تبدو حزينة، مسحت على ظهرها وأخبرتها أنه لن يكون هناك سفر قريباً هذا العام، وتركتها على أمل أن الحياة ستعود قريباً كما كانت، ولا شك أن موسم الرطب والهمبا سيكون ثرياً وجميلاً هذا الصيف في ربوع البلاد.
عبد الرحمن شلقم
بالون أمريكى غاضب عابر للقارات
قال الكاتب عبد الرحمن شلقم فى مقاله بجريدة الشرق الأوسط السعودية، اليوم السبت، إن الزمن الأمريكى بتوقيته الخاص، لا يغادر جغرافيا البشر على امتداد العالم، واضاف الكاتب تابعت الآذان والعيون عبر وسائل الإعلام المختلفة الحدث الذى هزَّ الولايات المتحدة الأمريكية، إثر مقتل شاب أمريكي أسود تحت ركبة شرطي أبيض. قتل الشرطة في أمريكا أشخاصاً مشتبهاً بهم من البيض والسود، لا يشكل خبراً صادماً؛ إذ يتكرر بلا توقف. لماذا هذه المرة اهتزت أمريكا بكل ولاياتها وألوانها غضباً لمقتل شاب أسود مقابل عشرين دولاراً، قيل إنَّها مزيفة دفعها لبقال؟ ردود الفعل الغاضبة تحولت إلى موجة عالمية حملت عنوان مواجهة العنصرية والكراهية.
وأوضح الكاتب أن هناك ما هو قديم وما هو جديد فيما حدث وردود فعله، مضيفا أم الولايات المتحدة منذ تأسيسها كانت العنصرية صفحة في كيانها. الحرب بين الشمال الوحدوي والجنوب المنعزل العنصري، تركت أثرها في تكوين الهوية الأمريكية التي ولدت بعد الاستقلال عن بريطانيا. الهنود الحمر السكان الأصليون للقارة الجديدة جرى ترتيب وضعهم في محميات خاصة لهم وبقوا خارج دائرة الفعل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، أما مجموعات السود الكبيرة التي جلبت قسراً من القارة الأفريقية كآلات للعمل في المزارع والمصانع، فقد بقيت بعد الاستقلال وقيام الدولة الجديدة، تكويناً لا أثر ولا تأثير له في منظومات المجتمع الجديد. فرَض وضعاً عنصرياً طال كل مفاصل الحياة.
رغم الفصل العنصري وجدت الأقلية السوداء ثقوباً تسربت منها إلى صفوف التعليم والتدريب، وكذلك الأنشطة المهنية. تنامت المقاومة للميز العنصري مع بداية القرن العشرين، وكان المنعطف الكبير مع ثورة القسيس مارتن لوثر كنغ التي كان شعارها، «عندي حلم». كان كنج هو المهاتما غاندي الأسود، وقد نجح في إشعال الوعي بين الأمريكيين السود، واندفعوا إلى تحطيم القواعد والتقاليد التي تكرس الفصل العنصري إلى أن تهاوت بالكامل في منتصف ستينات القرن الماضي. مارتن لوثر كنغ كان ضحية تلك الثورة وبطلها مثله مثل المهاتما غاندي. الحلم دائرة أمل بين الحق والحقيقة. الحرية حق لا جدال فيه، والمساواة بين بني البشر كذلك بغض النظر عن الدين والعرق. المواطنة هي الأساس الذي تقام عليه دعائم الدولة. كان وصول باراك أوباما إلى سدة رئاسة الدولة الأميركية هو تاج حلم مارتن لوثر كنغ. العنف في الولايات المتحدة الأميركية ترتكبه عناصر من الشرطة ومن غيرها، والجريمة عادة يدفع ثمنها الجميع. القتلى من البيض والعرق اللاتيني أكثر من السود بدوافع مختلفة. المجتمع الأميركي جديد في تكوينه العرقي وثقافته ونمط حياته ومنظومة قيمه.
واستطرد الكاتب قائلا في السنة الماضية تجاوز عدد القتلى في أمريكا ألف ضحية، فلماذا هذا الانفجار العام في أغلب الولايات الأمريكية غضباً على مقتل جورج فلويد؟... لا شك أن نقل صورة حية لمشهد ضغط الشرطي بركبته على رقبة الضحية وهو يختنق قائلاً لا أستطيع التنفس، حوَّلت المشهد إلى ملحمة إنسانية مأساوية مكثفة. المشاعر البشرية لها قدرة هائلة على الترميز. تحولت تلك الجملة القصيرة، «لا أستطيع التنفس» إلى لغم لا يتوقف عن الانفجار عبر مسيرات الألوف التي احتشدت في مختلف المدن الأمريكية.
وأضاف الكاتب تحول شعار العرق واللون إلى بالون ضخم يرتفع في النفوس والهتافات والفضاء. اختلط السود والبيض واللاتين والآسيويون في الشوارع والميادين، وتسابق السياسيون الإعلاميون، كل يغرس دبوسه في ذلك البالون لتندفع منه روائح الكبث والإحباط والغضب. المعاناة من الفاقة والبطالة التي ضاعفها «كورونا»، وحرارة الانتخابات الرئاسية والتشريعية القريبة القادمة، أضافت هواءً إلى البالون وزادت كمية الدبابيس، وصار الغضب عابراً للألوان والأعراق.
محمد نور الدين
تركيا والديمقراطية المزعومة
قال الكاتب محمد نور الدين في مقالة بصحيفة الخليج الإماراتية، بأكثرية أصوات الحزب الحاكم وشريكه حزب الحركة القومية بات إسقاط عضوية النواب أمراً سهلاً وسيفاً مسلولًا على رؤوس نواب المعارضة
وأضاف الكاتب لا تتوقف عمليات توقيف وسجن النواب والصحفيين في تركيا، فبعد أربعة أعوام من محاولة تحركات الجيش في 15 يوليو 2016 لا يزال من يتهمون بانتمائهم إلى جماعة الداعية الديني المقيم في الولايات المتحدة، فتح الله جولن، يتعرضون للاعتقال، حيث أن الاستهداف يطال كل المؤسسات العسكرية، والأمنية، والتعليمية، ولا سيما القطاع الصحفي. ورغم العدد الهائل من الاعتقالات حتى الآن فإن الصحافة تطالعنا كل يوم بأخبار عن اعتقال هذا، وذاك.
وقال الكاتب إن فجر الاثنين الماضي، كانت الشرطة تداهم منزلي الصحفيين إسماعيل دوكيل، ممثل tele1 في أنقرة، وميسّر يلدز مديرة oda tv في أنقرة. والتهمة هي التواصل مع أحد عناصر الجيش لجمع معلومات عسكرية، أي إن التهمة هي«التجسس ضد الجيش»، والتعاطف مع حزب العمال الكردستاني، وقبل ذلك، في مارس الماضي، كان المدير العام ل oda tv باريش بهلوان، ومدير الأخبار فيه باريش تيرك أوغلو، والمراسلة هوليا كيلينتش، يعتقلون من جانب الشرطة بتهمة إفشاء أسرار عسكرية عندما نشروا خبراً عن مقتل عناصر من الاستخبارات التركية في ليبيا، وإظهار صور من مراسم دفنهم في تركيا، الأمر الذي كشف قتلى أتراك كانت أنقرة تحاول التغطية عليهم حتى لا يثار الرأي العام.
واستطرد الكاتب قائلا "قبل ذلك بأيام 4 يونيو كان البرلمان التركي يسقط من عضويته ثلاثة نواب: أنيس بربر أوغلو من حزب الشعب الجمهوري، وليلى جوفين وموسى فارس أوجوللري من حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، ثم اعتقالهم ووضعهم في السجن، (أطلق سراح جوفين بعد ذلك بخمسة أيام). والسبب هو أن بربر أوغلو كان كذب قبل أن يصبح نائبا ًبشأن أنه هو وراء تسريب خبر وصور لصحيفة «جمهورييات» عام 2015 عن إرسال الاستخبارات التركية السلاح إلى سوريا، فيما كان مصدر المعلومات، وفقاً للقضاء التركي، هو عناصر تابعة لجولين داخل الجيش. أما جوفين وفارس أوجوللري فإن التهمة الدائمة هي عضوية تنظيم إرهابي مسلح، أي حزب العمال الكردستاني. وهي تهمة جاهزة تنتظر من يقع عليه غضب سلطة حزب العدالة والتنمية.
ووصفت صحيفة «يني أوزجور بوليتيكا»، التابعة لحزب العمال الكردستاني، السلطة الفاشية لحزبي العدالة والتنمية، والحركة القومية، بأنها لا تشبع من محاولة سحق الشعب الكردي. واتهمت الصحيفة السلطة بأنها تتبع منذ 15 يوليو 2016 سياسة ممنهجة لمحو المعارضة، (خصوصاً الكردية)، من إقالة رؤساء بلديات (95 بلدية حتى الآن وتعيين موظفين تابعين للسلطة مكانهم واعتقال 15 منهم)، واعتقال صحفيين، وصولاً إلى إسقاط العضوية النيابية عن البعض، وإلقائهم في السجن متجاهلين الإرادة الشعبية التي انتخبتهم. والمفارقة المؤسفة أن قانون رفع الحصانة عن النواب قد أقر قبل محاولة تحركات الجيش عام 2016 ولم يعترض عليه حزب الشعب الجمهوري، فكانت النتيجة اعتقال 12 نائباً كردياً لا يزالون في السجن، منهم رئيسا الحزب الكردي حينها صلاح الدين ديميرطاش، وفيجين يوكسيك داغ.
وبعد إفراغ البلديات، ولا سيما البلديات الكردية من رؤسائها المنتخبين، يهدد أردوغان اليوم بإسقاط العضوية النيابية عن عدد كبير من النواب من بينهم 19 نائباً كردياً.
وأضاف الكاتب أنه من الملاحظ في اعتقال النواب الثلاثة، أن السلطة تحاول أن تلصق بحزب الشعب الجمهوري صورة الشريك لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي في العمل مع الإرهاب، وضد الحكومة، وهذا يأتي في إطار شيطنة حزب الشعب الجمهوري لإضعافه في الشارع.
والسؤال الذي يطرح: في أي سياق تأتي هذه الضغوط على المعارضة؟ وعلى الرغم من أنه باق إلى موعد الانتخابات النيابية ثلاث سنوات، فإن إجراء انتخابات مبكرة ليس مستبعداً، بحيث ما إن تكتمل الضغوط، ومنها ربما حظر الحزب الكردي، ستكون الانتخابات المبكرة خياراً لحزب العدالة والتنمية، ومفاجأة خصومه الذين لا يزالون يمارسون سياسة رد الفعل، لا الفعل بذاته.