واحد من أهم الروائيين الأفارقة على الإطلاق هو الأديب النيجيرى تشينوا أتشيبى، صاحب رواية "أشياء تتداعى" لكن لهذا الأديب العالمى روايات أخرى حققت شهرة واسعة هى رواية "سهم الرب" أو "سهم الله" الصادرة عام 1964م، والتى ترجمت إلى عدة لغات منها اللغة العربية، والتى جاءت نتاج تحقيق قام به عن السياسات الاستعمارية حيث قام بالبحث عن قصة قسيس نيجيرى رفض التعأون مع البريطانيين.
يصور "تشينوا أتشيبى" فى هذه الرواية بأسلوب ممتع حياة القرية الأفريقية وعادات وتقاليد شعبها التى كادت تختفى بعد غزو الرجل الأبيض من خلال سلسلة من الأحداث تتسم ببساطة السرد وبراعة التصوير.
تستكشف الرواية التداخلات بين عادات قبائل الأيكبو والمسيحية الأروبية، وتقع أحداث القصة فى قرية أومارو فى بدايات القرن العشرين، وتحكى الرواية قصة حياة أوزولو وهو رئيس كهنة الأولو، والذى أمر أبنه لمعرفة أسرار الأجانب، وخصوصًا بعدما صُدم من قوة التدخل البريطانى فى المنطقة، وكما هو الحال مع أكونكو فى "الأشياء تسقط متناثرة" وكذلك مع أزولو فى فى "ليس مطمئنًا"، قابل أزولو نهايته التراجيدية.
وقد جاءت ألفكرة لكتابة هذه الرواية عام 1959، حينما عرف أتشيبى بقصة رئيس الكهنة الذى سجنه أحد الضباط، وتتطورت الفكرة بعدها بعام، حينما وجد أتشيبى مجموعة من أثار قبيلة الإيكبو يستخرجها عالم الآثار ثرستان شو، وقد ذُهل أتشيبى من مدى الرقى الثقافى لهذه الآثار، وفى الوقت الذى أظهر له أحد معارفه سلسلة من الرسائل السرية من ضباط الاستعمار (والتى لا تختلف عن تلك التى أشار إليها فى روايته "الأشياء تسقط متناثرة" الخاصة بالقبائل البدائية لجنوب النيجر، جمع أتشيبى هذه الخيوط التاريخية جنبًا إلى جنب، ليكتب روايته الثالثة "سهم الرب"، ومثل الأعمال السابقة لأتشيبي، نالت "سهم الرب" إشادة من النقاد، وتم نشر النسخة المعدلة منها فى (1974م) لتعديل ما وصفه أتشيبى "نقاط الضعف الهيكلية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة