فى ظل استمرار المظاهرات المعادية للعنصرية فى عدد من دول العالم، تضامنا مع مقتل المواطن الأمريكى "جورج فلويد" على يد أحد عناصر الشرطة الأمريكية، متهمين الشرطة بممارسة أفعال عنصرية، وخرجت مظاهرات عديدة ضد العنصرية وأهم زعمائها التاريخيين، وكان ضحية تذمر المتظاهرين تمثال رئيس الوزراء البريطانى الأسبق ونستون تشرشل.
وأدان رئيس الوزراء البريطانى، بوريس جونسون، محاولة الهجوم على تمثال رئيس الحكومة الأسبق، ونستون تشرشل، بالقول إنها "سخيفة ومخزية"، لكن السؤال: لماذا رأى المتظاهرون أن تشرتشل عنصرى؟
كذلك إلى جانب تمييزه بين "اليهودى السىء واليهودى الجيد" المعادى للسامية بشكل عميق، فإن الدوافع الاستعمارية وراء تأييد تشرشل للصهيونية توّضحت لاحقا عندما خاطب اللجنة الملكية حول فلسطين عن موضوع تقرير المصير الفلسطينى: بعد أن لجأ إلى التشبيهات مع عالم الحيوان، قارن الحكم الذاتى الفلسطينى بالكلب الذى يريد أن يتحكّم بالعلف الخاص به، وقال "لن اعترف إن خطأ كبيرا قد ارتكب بحق الهنود الحمر فى أميركا أو السود فى استراليا بإحلال عرق أقوى، وأعلى نوعية. . . مكانهما".
وعندما اعترض البعض فى مكتب الهند ضد "استخدام الغاز ضد السكّان الأصليين" اعتبر اعتراضاتهم "غير معقولة"، قال إن "الغاز سلاح أكثر رحمة من قذيفة شديدة الانفجار ويجبر العدو على قبول الحسم بخسارة أقل فى الأرواح أكثر من أى طريقة أخرى للقتال"، لقد أدّى هذا المنطق، كما يذكر المؤرخ سفين ليندكفيست، إلى بعض أبشع الابتكارات فى مجال الحرب، فحتى استخدام الأسلحة النووية فى هيروشيما وناجازاكى تم تبريره جزئيا على أنّه وسيلة لإنقاذ الأرواح.
يقول المؤرخ بول أديسون "لم يكن لديه أى مشكل مع هذا التعريف للفاشية"، و"فى فبراير 1933 أشاد تشرشل بموسولينى واصفا إياه بأنه "أعظم مشرّع بين الرجال".
فى عام 1935، أعرب تشرشل عن "إعجابه" بهتلر و"الشجاعة والمثابرة والقوة الحيوية التى مكنته من التغلب على كل العقبات التى اعترضت طريقه"، ويشرح أديسون أنه فى حين أن تشرشل لم يؤيد اضطهاد النظام النازى لليهود، فإن "الطموحات الخارجية للنازيين، وليس سياساتهم الداخلية، هى التى تسببت بالقلق الأكبر لدى تشرشل".
ويضيف بول ميسون أن تشرشل شكر موسولينى على "تقديم خدمة جليلة للعالم" فى حربه ضد الشيوعية والنقابات واليسار، فى زيارة إيطاليا فى عام 1927، وأعلن تشرشل "لو كنت إيطاليا، لكنت أيّدتك بكل إخلاص من البداية إلى النهاية فى الكفاح النبيل ضد الشهوات والعصبيات الحيوانية للأيديولوجية اللينينية"، كما كتب عن علاقاته "الحميمة والسهلة" مع موسولينى، مضيفا "فى الصراع بين الفاشية والبلشفية، ليس هناك أى شك أين تصبّ عاطفتى وقناعاتى".