ليس هناك أروع من مشاهدة تحول الحال من القبح للجمال، واستبدال المعاناة بالرفاهية.. هذا باختصار ما يمكن وصفه في حالة ترعة المريوطية بالجيزة، وانتهاء معاناة عشرات الآلاف من الأسر – بينهم كاتب هذه السطور _ من الكوارث البيئية، وأهرامات القمامة، التي كانت تفوق في ارتفاعها أهرامات الجيزة المجاورة، وكثير من المآسي التي تنتهي مؤقتاً بانتهاء أعمال تطوير ترعة المريوطية، بعدما أصبحت في جمال وروعة كورنيش النيل، وهو إنجاز للأمانة يحسب لمحافظ الجيزة النشط، الذي يضع يده، تقريباً في كل منطقة بها مشكلة بالمحافظة.
إلى هنا نصل لما بعد الإنجاز... وما أدراك ما بعد الإنجاز، ذاك المرض العضال الذي يصيبنا بعد كل تحقيق نجاح، ويتمثل في عدم استكمال مشروع النجاح، أو عدم متابعته، حتى نجد أنفسنا بعد شهور، أو سنوات على أقصى تقدير، عدنا مرة أخرى لما قبل النجاح.
ما بعد إنجاز تطوير ترعة المريوطية، وجب فوراً التوقف عند "آفة حارتنا".. النسيان، والإهمال، وعدم المتابعة، ومن الآن أضع تخوفاتي وتحذيراتي بين يدي هذا المحافظ النشط النشيط، وأدعوه أولاً للمحافظة على إنجازه، والمساهمة في استمرار ترعة المريوطية بهذا المشهد المبهج مدى الحياة، حتى يظل الإنجاز مسجلاً باسمه، ويظل حائزاً على دعواتنا له مدى الحياة.
أول خطوات المحافظة على الإنجاز، تتمثل في تكليف فريق للمتابعة المستمرة، وتركيب كاميرات بمحيط الكورنيش، حتى تستطيع المحافظة تحديد المجرمين الذين يلقون المخلفات ليلاً من عربات الكارو، ويهربون.
حبس فرد أو اثنين او أكثر من هؤلاء المجرمين كفيل بالقضاء على هذه الجريمة، وتحرير محاضر لأصحاب المحال والسكان الذين يلقون مخلفاتهم في الشوارع ومن السيارات، يقضي على المشكلة، ويحافظ على الإنجاز، واستمرار المتابعة والمحاسبة، يحافظ على أموال الدولة التي أنفقت في هذا الإنجاز.
ثم نعود ونذكر السيد المحافظ، أن لا إنجاز يستمر، ولا مشهد جمالي يستكمل، ولا أموال دولة محفوظة في وجود مواقف الميكروباصات بمحيط كورنيش المريوطية، ففضلاً عن بشاعة مشهد ومشاهدة سائقي ميكروباص موقف ترسا، وملوك التوك توك، السائرون عكس الاتجاه طوال اليوم، وتسببهم في ازدحام وتكدس طريق المريوطية طوال اليوم، فإن هناك تخوفاً يتمثل في اقتران وجود هذه الموقف بإلقاء القمامة مرة ثانية، واستمرار التلوث البيئي، بمحيط الإنجاز الذي تم سيادة المحافظ
يقيني أن اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة أحرص على إنجازه، وأكثر مني علماً بالمشكلات التي تواجه المنطقة، ولكني أذكره فقط بآفة حارتنا.. أذكره بممارسات المواطنين، وكوارث سائقي الميكروباص والتوك توك، وأخبره أن لا إنجاز يستمر في المنطقة في وجود موقف الميكروباص العشوائي بشارع الهرم، وموقف ميكروباص ترسا، ومواقف التوك التوك المنتشرة بطول شارع المريوطية، وكفيلة بإعادة كل جميل للقبح، وهو المشهد الذي لا نتمنى أن يعود، بعد التخلص منه، وتحقيق إنجاز تطوير ترعة المريوطية بكل هذا الجمال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة