تناولت صحف الخليج اليوم، الخميس، عدة قضايا على رأسها الوضع فى ليبيا والمساندة العربية وتوحد الصف العربي خلف مصر، فى مواجهة العربدة والاحتلال التركى للأراضى الليبية وما يمثله من تهديد للأمن القومى المصرى والعربى، كما ركزت مقالات الكتاب اليوم على الوضع في سوريا وموقف بشار الأسد من قانون قيصر الأمريكى وما يمثله من تهديد مباشر لمكانة الاسد فى القصر، والتداعيات التى باتت على سوريا وفرضت عليها أن تكون بؤرة حرب وصراعات إقيليمة وساحة إنهاء صراعات دولية ، خلافا لحديث الساعة وباء العصر ، كورونا وما سببه في البشر والعالم.
د.زاهي حواس : قصة المسلات التي غرقت في النيل
أوضح الدكتور زاهى حواس في مقاله بجريدة الشرق الأوسط ، أن الأثريين يحفرون عن الآثار بين الرمال ووسط المنازل وفي مياه البحر المتوسط، ولم يتصور أحد أن يمكن الحفر في نهر النيل، موضحا وهو زير أثار أسبق وعالم دولى في الأثار المصريى أن مشروع انتشال الآثار الغارقة في نهر النيل لم يأت بين يوم وليلة، لكنه بعد دراسات وأفكار كثيرة، وأشار إلى أنه كان هناك فكرة أن يمول هذا المشروع أحد الأثريين الأجانب، ولكننا فضلنا أن يكون ذلك العمل مصرياً خالصاً والتمويل مصرياً.
وأوضح حواس أن النهر هو الموقع الأثري الوحيد في مصر الذي لم يتم الكشف عنه بعد، وخاصة أنه كان الشريان الأساسي لعمليات نقل كتل الآثار الضخمة من المحاجر إلى المواقع الأثرية المختلفة خلال العصر الفرعوني، وأعتقد أن عملية نقل هذه الكتل الضخمة هي أحد أهم الأعمال التي تقابل الأثريين، ولنا أن نتصور أن هناك مسلات من الجرانيت التي تزن حوالي 400 طن تم نقلها عن طريق النيل.
وكشف أن نهر النيل لم يتحول منذ العصور الفرعونية، بل قام بإضافة قنوات موازية للنيل مثل القناة التي قطعها موازية للنيل العظيم أمام الأهرامات، أي أن هذه القناة قد تكون من ميدوم حتى أبو رواش، ، وقد تم الكشف عن أدلة للميناء الذي كان يخدم هرم خوفو وآخر لخفرع وقد بدأت عملية النقل داخل نهر النيل من أسوان حتى كوم أمبو، وهي المنطقة التي كان يوجد بها العديد من محاجر الديوريت من النوبة والجرانيت من أسوان والحجر الرملي من محاجر جبل السلسلة.
عثمان الميرغني : المخرج من أزمة السودان
يكشف الكاتب السوداني في مقاله بجريدة الشرق الأوسط أن تقارير دولية ترصد أن انتقال السودان إلى الحكم الدستوري يفشل، فإصلاح المؤسسات السياسية لم يبدأ، بينما البلد يواجه أزمة اقتصادية متفاقمة، وتردياً مأساوياً في الأحوال المعيشية، واندلاع أحداث عنف على مستويات محلية.
معتبرا أن الحكومة الانتقالية السودانية ورثت بلا شك تركة ثقيلة من الدمار الشامل الذي خلفه النظام الساقط والذي سيحتاج إلى وقت وصبر وإمكانات لمعالجته، موضحا أن الاتفاق الذي توصل له رئيس الورزاء عبد الله حمدوك مع قوى "الحرية والتغيير" مؤخرا قد يكون فرصة لتدارك الأمور إذا وجد طريقه إلى التنفيذ.
وتناول الكاتب اختلاف وجهات النظر بين الحكومة وقوى الحرية والتغيير حول رفع الدعم لتنفيذ الإصلاح الاقتصادي والسعي للحصول على قروض من المؤسسات الدولية والاستفادة من إعفاء الديون، ، وما تراه الحرية والتغيير من زيادة أعباء المعيشة على الناس، معتبرا أن موقف «الحرية والتغيير» ينطلق من ذات الرؤية السياسية التي عطلت مثل هذه الخطوة في الماضي، لكن هل هناك بديل؟
وأشار إلى هناك إجراءات أخرى يمكن أن تتخذ لكنها تحتاج إلى مكاشفة بين الشقين المدني والعسكري في السلطة، وهناك آمال كبيرة يعلقها البعض على مؤتمر شركاء السودان الذي تستضيفه برلين اليوم.
لكن الكاتب يعبر عن عدم تفاؤله بحلول سحرية من الخارج، وخاصة أن الحكومة السودانية تحتاج إلى 8 مليارات دولار بشكل عاجل لإعادة التوازن للاقتصاد، لكن المساعدات الأوروبية الموعودة لم تتجاوز حتى الآن نصف مليار دولار.
وذكر أنه قد تأتي اليوم وعود بالمزيد من الدعم، لكنها لن تكون كافية لمعالجة مشاكل السودان، ذلك أن أزمة «الكورونا» جعلت كل الدول تنشغل بمشاكلها الداخلية وضغوطها المالية والاقتصادية.
وأختتم بأن السودان بلد عامر بالخيرات والثروات، ولا تنقصه العقول، وأفضل ما يمكن أن تقدمه وتفعله حكومة الثورة بشقيها، أن تطلق نفرة للنهوض بالاقتصاد المحلي، بالاعتماد على النفس أولاً أسوة بما فعلت دول أخرى نهضت من ركام الحروب والمجاعات والاضطرابات السياسية لتحقق نهضة.
صالح القلاب : الأسد أمام توقعات كارثية قريبة
كشف الكاتب الأردني وزير الإعلام السابق في مقاله بجريدة الشرق الأوسط أ، بشار الأسد لم يجد ما يلوّح به في وجوه الذين باتوا يهدّدونه فعلياً وجدياً، بعدما بات "قيصر" يقف على أبواب دمشق، إلا بقايا "شراذم" حزب البعث الذي بقي منسياً على مدى سنوات طويلة منذ أزاح "القدر" من أمامه شقيقه باسل بحادث سيارة، لا تزال تدور حوله الشبهات، عام 1994، ثم إنه لا تزال تدور تساؤلات كثيرة أيضاً حول مقتل زوج شقيقته، آصف شوكت، في انفجار لا يزال غامضاً.
وأعتبر الكاتب أن مشكلة بشار الأسد، أنه لم يتذكر حزب البعث إلا بعدما بات "قيصر" هذا يقف له على باب قصر الرئاسة في منطقة "المهاجرين"، ولم يتذكر حزب البعث، الذي كان ما تبقى منه قد توفي مع وفاة والده حافظ، إلا بعدما باتت التحديات الفعلية تقرع أبواب مقره الرئاسي، وهنا، وفي مثل هذه الأمور، فإنه لا قيمة إطلاقاً لتلك الحكمة القائلة: "أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً»، فقد سبق السيف العذل، ولعلّ ما هو منتظر، وهو ما يعرفه الرئيس السوري معرفة أكيدة، هو أنّ رامي مخلوف ابن خاله بات يعدُّ نفسه للانتقال من بيته الذهبي في دمشق، إلى قصر الرئاسة.
واختتم الكاتب رؤيته بأن سوريا أصبحت ساحة صراع إقليمي ودولي، منذ عام 2011 حتى الآن، وهناك الإسرائيليون والأميركيون والروس والإيرانيون والأتراك ورئيسهم رجب طيب إردوغان الذي قد تجاوزت تطلعاته الإمبراطورية الحدود كلها، وقفز بهذه التطلعات إلى أفريقيا، مستعيناً بالتنظيم العالمي لـ"الإخوان " وبحركة "حماس" الفلسطينية، وأيضاً بقطر، وبعض الدول العربية التي ليس فيها مجرد ذرة واحدة من العرب والعروبة!!
وذكر الكاتب أن غالبية العلويين باتوا على قناعة راسخة بأنّ عائلة الأسد قد انتهى دورها مع الرئيس الحالي بشار الأسد، وأن البديل لحزب «البعث»، وأيضاً السنية والدرزية، هو الحزب "القومي السوري» الذي بالإمكان أن يكون واجهته رامي مخلوف، على اعتبار أنّ هذه العائلة كلها إمّا منتمية لهذا الحزب، أو موالية له سياسياً واجتماعياً.
وانتهى الكاتب إلى أنّ نظام بشار الأسد قد بات ساقطاً لا محالة، على المدى القريب أو على المدى الأبعد قليلاً
فاروق جويدة : أمريكا ـ العرب.. هل تغيرت الحسابات؟
تناول الكاتب والشاعر المصرى الكبير فاروق جويدة فى مقاله بجريدة الرؤية الإماراتية ، ما يدور من تساؤلات فى محافل دولية كثيرة، وهو هل غيّرت أمريكا حساباتها في مناطق النفوذ والمصالح، وهل هناك حقائق جديدة في القرار الأمريكي الذي يبدو أنه يتغير ويسعى إلى تأكيد اهتمامات وعلاقات من نوع مختلف؟
واعتبر الكاتب أن همن الغريب أن يهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقطع كل العلاقات الاقتصادية مع الصين، رغم أن العالم يعلم بأن الصين تمتلك كل الوسائل للضغط على الاقتصاد الأمريكي، ابتداء بحجم الديون وانتهاء بالصادرات الصينية إلى الأسواق الأمريكية.
وأكد أن تهديدات ترامب لا تعني شيئاً بالنسبة للصين، وأين تذهب أمريكا وما هو البديل إذا أرادت أن تقطع العلاقات بين الدولتين الكبيرتين؟
موضحا أن هناك إحساس عام بأن أمريكا بدأت تهدأ قليلاً في عدائها مع إيران، بل إن لغة التهديدات قد تراجعت والعقوبات أيضاً، فهناك لغة جديدة بين البلدين أخذت أشكالاً متعددة، منها تبادل الإفراج عن مواطنين في السجون.
واشار إلى أن أمريكا تُغير الآن من مسارها وأمامها حسابات جديدة، متسائلا : فإلى أين يتجه القرار الأمريكي؟ إن هدوء الأجواء مع إيران يعني أن أمريكا يمكن أن تتجه بعيداً عن دول الخليج، خاصة أن التقارب الشديد بين أمريكا وتركيا أعطى الضوء الأخضر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يقتحم ليبيا وبترول البحر المتوسط، فهل تعتقد أمريكا أن بترول المتوسط يمكن أن يعوضها عن بترول الخليج إذا نجحت تركيا في ذلك؟ وكيف نفسر التقارب الشديد بين تركيا وإيران رغم عداء أمريكا لهذه الأخيرة؟ وكيف نفسر اشتراك إيران وتركيا في ضرب مواقع في العراق وسوريا في وقت واحد، فهل أعطت أمريكا الضوء الأخضر لتركيا؟
موضحا أنه رغم أن هذه الإجراءات يمكن أن تهدد بقاء الحلف كله أمام الغضب الفرنسي واليوناني والإيطالي والألماني من تجاوزات تركيا في البحر المتوسط؟ في آخر المطاف، فإن روسيا هي الأخرى دخلت المياه الدافئة ولن تخرج منها، وهذا يعني أن صراع الحرب الباردة يمكن أن يطل مرة أخرى.
واختتم الكاتب بأن الشيء المؤكد أننا أمام خريطة جديدة ترسمها أيدٍ خفية ومصالح متناقضة، ولكن السؤال الأهم: هل غيّرت أمريكا حساباتها مع العرب؟
د. روضة كريز : شكراً للعمّ «كورونا»
تناولت الكاتبة في مقالها بجريدة الجريدة الكويتية أن كورونا حالة خاصة لم يشهدها العالم منذ 60 عاماً أو أكثر، ووصفت هذا بـ "العم كورونا" الذي قلَب كيان العالم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وبيئياً ونفسياً، فوجهت له الشكر ، قائلة "شكرا عمّ كورونا" على كل الإضاءات الرائعة والابتكارات التي ظهرت من شبابنا بدولة الكويت وحكومتها للخدمات التي ظهرت من كل الجهات الرسمية في البلاد لما فيه مصلحة الجميع.
واعتبرت أن القول "شكراً للعم كورونا" لأنه أظهر المتطوعين بكل فئاتهم وهيئاتهم وأفرادهم على العطاء والاهتمام وبذل النفس والوقت والمال في أعمال الإغاثة، ومساندة للجهات الحكومية في البلاد للحفاظ على الهدوء الاجتماعي، والوعي والتطوير .
هيلة المشوح : هل تصبح ليبيا مقبرة الحلم العثماني؟!
تناولت الكاتبة في جريدة الاتحاد الإماراتية الوضع في ليبيا ، حيث قالت أن الأحداث في ليبيا تشتعل بين كر وفر ومواجهات مسلحة توازيها جهود عربية ودولية لوقف إطلاق النار وحقن الدماء، مما استدعى اجتماعاً طارئاً لوزراء الخارجية العرب بطلب من مصر أفضى إلى اتفاق عربي مدعَّم بعدة قرارات تصب جميعها في تعزيز الالتزام المطلق بوحدة ليبيا وسلامة أراضيها وحق مصر والدول العربية في اتخاذ الحلول المناسبة لمنع وقوع ليبيا تحت سيطرة الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة.
وذكرت أن تركيا دولة غازية باغية منذ فجر التاريخ، ذات أحلام استعمارية توسعية ولطالما سعت لبسط نفوذ لا يتوقف عند حدود ليبيا شرقاً بل يتجاوزها بكثير، وقد تكون ليبيا قنطرة تحقيق أحلام السيادة العثمانية وصولا إلى شبه الجزيرة العربية، وعليه فالأمن القومي العربي برمته مرهون في الوقت الحالي بحلول جادة وسريعة، وجهود دولية وعربية صادقة وجريئة.
وأوضحت أن تركيا على موعد مع وأد حلمها التاريخي وقبره في أرض ليبيا العربية الأبية لتعود إلى مربعها الأول، تلملم عنترياتها العثمانية الباغية، وبالتالي تتغير موازين القوى في المنطقة وكان الله «بالحلم» عليما؟!
واختتمت بأن ما تمارسه تركيا في الأراضي الليبية هو بلطجة سياسية ستُلحق بها عاراً فوق عارها التاريخي الدموي، وغدر يضاف إلى سجلها الحافل بالطغيان وخازوق لن تتخلص منه ما بقيت، فالتاريخ لا يرحم!