تناولت مقالات صحف الخليج اليوم الاثنين العديد من القضايا الهامة ، ولعل المتابع للصحف العربية والخليجية على وجه التحديد يلحظ أنها تنطق بلسان وطني قومي واحد وهو الداعم لمصر فى مواجهة الغطرسة الاستعمارية ، والاحتلال العثمانى الجديد ، وتأييد كامل لخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى بشأن الدفاع عن الأمن القومى المصرى والعربى ما يتطلبه ذلك من خطوات قادمة فى مواجهة هذا التعدى الأردوغانى السافر على ليبيا وأمنها وسيادتها .
ولعل المتابع هنا لمقالات صحف الخليج أمس واليوم وقد تمتد هذه الرؤية العربية الوطنية بالتأكيد أن مصر لا تدافع عن أمنها القومى فحسب ، بل هي تدافع عن أمن ومكانة وتراب الأمة العربية ، وفى مقدمته الحفاظ على تراب وسيادة وحقوق الشعب الليبى ، كما أن الجميع يقر ويعترف أن الجيش المصرى هو بمثابة خط الدفاع الأول وأنه ذو مكانة عالية بين جيوش العالم وقادر على أن يقوم بما يمليه عليه دوره الوطني العروبى ، خاصة وأنه يمتلك من الشرعية والقانونية الدولية والإقليمية ما يمكنه من الدفاع عن أمن وسلامة واستقرار مصر .
خالد عمر بن ققه : مصر والجزائر في ليبيا.. الصوت والصدى
تناول الكاتب والصحفى الجزائرى فى مقاله بجريدة الرؤية الإماراتية الوضع فى ليبيا والذى اعتبره يشي بانفراج بات وشيكاً عبر عمل عسكرى مدمَّر يُفْضي إلى حل سياسي،وذلك لدخول مصر التى أعتبرها الحلقة الأخيرة فى استهداف العالم العربى، وهى كما قال الكاتب الأقوى عسكرياً على خط تحديد مسار مستقبل ليبيا بشكل مباشر، وبذلك يتم إشغالها بحروب على عدة جبهات (دينية، مائية، أمنية، اقتصادية، جغرافية، وجيو ـ استراتيجية).
وأوضح الكاتب أن ذلك يفرض حل الأزمة الليبية من جهة، وحماية البعد الأمنى الوطنى وحتى القومي على مصر والجزائر التنسيق بينهما، وإلا فستكونان في المستقبل في مأزق داخلى ـ محلي، حتى لو تدخلت مصر عسكرياً ـ وهذا ما يراد لها من قوى الشر المختلفة، خاصة إسرائيل ،وأيضاً حتى لو ظلت الجزائر جانحة لسلم يفرضه بالقوة الجار الليبي ـ التركي الجديد.
مشاري الذايدى: وعادت الرباعية العربية للتوهج... الوجهة مصر
أكد الكاتب والصحفى السعودى فى مقاله بجريدة الشرق الأوسط اللندنية، أن مصر تملك الشرعية الدولية والأخلاقية والسياسية للتدخل العسكرى بليبيا، والجيش المصرى العظيم جاهز لذلك.
معتبرا أن مواقف السعودية والإمارات والبحرين موقف ساطع لا ريب فيه مثل برودة المطر فى لاهب القيظ على القلب الظمآن.
وأوضح أن هناك تضامن صريح فصيح وتعهد لا لبس فيه بالوقوف مع مصر قلباً وقالباً، على سبيل المثال، بيان الخارجية السعودية ، مما يعني أن هناك انبعاث رائع للرباعية العربية، من جديد، بما يستوجب البناء عليه، وتزخيمه، وتثميره، وإعادة الدوران لعجلة الحلف العربي الرباعي، معتبرا أن هذه لحظة مثالية للتفاهم والتنسيق الدائم، كما كان الأمر في البداية، مضيفا : ولتكن محطة الضخ الجديدة لمياه التحالف هي الخطر الإخواني بنسخته التركية في ليبيا".
غسان شربل : مصر وتركيا والامتحان الليبى
تناول الكاتب ورئيس تحرير الشرق الأوسط الوضع الليبى والانتهاك والمخطط الاستعمارى التركى ، بطرحة عددا من الأسلئة ومنها ، ماذا تريد تركيا إردوغان من تدخلها العسكرى المباشر فى ليبيا؟ هل تريد أنْ تكونَ اللاعب الأولَ في هذا البلد الذي يمتلك موقعاً استراتيجياً وثروة نفطية في أرضه ومياهه؟ أم تريد إضافة إلى ذلك تطويقَ مصر والإضرار بأمنها ومصالحها ومعاقبتها على الأضرار التي ألحقتها بالمشروع "الإخواني" إبان "الربيع العربى"؟ وهل تريد تركيا إردوغان استنساخ تجربة إيران خامنئي في الإمساك بمفاتيح القرار في عواصم عربية والمجاهرة بذلك؟
وما هي حقيقة رقصة التانغو المعقدة بين إردوغان وبوتين من إدلب إلى سرت؟ وهل يعتبر إردوغان أنَّ الشرق الأوسط غابة، الغلبة فيها للأقوى لا للمراهن على الأمم المتحدة ودموع أمينها العام أو الأمين العام للجامعة العربية ومناشداته؟ وهل يعتقد أنَّ ما فعلته وتفعله إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن يبرر لتركيا أن تتسلَّلَ بدورها إلى خرائط عربية وتتولى تطويعها وإلحاقها بـ"الربيع المعدل"؟
وشدد الكاتب على أن الإجابة على كل هذا لا تتغافل وجوده العسكرى فى قطر والصومال وقبرص.
وعاد الكاتب ليؤكد أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي افتتح صفحة جديدة في الأزمة الليبية، موضحا أن الخطاب كان مهماً بمكانه وزمانه ومفرداته، واقترب الرئيس المصرى من الحدود مع ليبيا ليعلن وبلهجة قاطعة، أنَّ بلاده لا تستطيع الاستقالة من مصير ليبيا، ليس فقط لأنَّها عربية، بل أيضاً لأنَّها تعني دور مصر واستقرارها ومصالحها الحيوية.
وركز الكاتب على أن الخطاب جاء فى التوقيت بعد وقت قصير من محاولة تركيا الانتقال إلى مرحلة فرض الشروط حول ما يجب أن تكونَ عليه الأحوال في سرت والجفرة، موضحا أن المفردات كانت هادئة وصارمة في آن، وكافية لإطلاق الرسالة في اتجاه من يفترض أن يسمع.
وشدد رئيس تحرير الشرق الأوسط في مقاله : إنَّها رسالة بالغة الوضوح موجهة إلى تركيا، وهي ليست مجرد رسالة مصرية بل هي أوسع من ذلك، لهذا اعتبر السيسي أن التطورات في ليبيا "وجلب المرتزقة والميليشيات لها" يمثل "تهديداً للأمن القومي العربي والإقليمي والأوروبي والسلم والاستقرار الدوليين، فضلاً عن التهديد المباشر للمصالح المصرية".
وكشف الكاتب أن هناك عبارة قد تكون تستخدم للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة الليبية قال السيسي : "لو تقدَّم الجيش إلى ليبيا ستكون القبائل الليبية على رأسه.
وأختتم الكاتب مقاله بأن الحلقة الليبية في المشروع الإردوغاني مهمة وخطرة، لذا يمكن فهم التضامن الصريح مع مصر ، حيث سارعت السعودية إلى التعبير عنه بعد قليل من خطاب السيسى، وما عبَّرت عنه السعودية والإمارات والبحرين من دعم للموقف المصري هو في الحقيقة تعبيرٌ عن توق عربي إلى إعادة التوازن بين المكونات في منطقة الشرق الأوسط، وليس سراً أنَّ السدَّ العربي في وجه هذه الرياح يبدأ بتفاهم سعودي - مصري على بناء موقف عربي موحد يحوّل الامتحان الليبي إلى فرصة لردع أحلام إردوغان.
د.غانم النجار : صراع العنصرية في زمن "كورونا"
تناول الكاتب فى مقاله بجريدة الجريدة الكويتية ، عودة العنصرية وصار الصراع حولها أكثر تركيزاً، وبمطالبات أكثر وضوحاً، ويختلف هذا الصراع عن سوابقه التقليدية، حيث يفتح حقبة جديدة في مكافحة العنصرية، وهي "ما بعد العنصرية المؤسسية".
معتبرا أن ممارسات بعض تلك الدول خارج حدودها كانت داعمة للعنصرية والعنصريين، لذا فملامح الصراع الحالي تجاوزت بمراحل الحادثة التي فجرتها في مقتل جورج فلويد بأمريكا، إلى العديد من المجتمعات، من مظاهرات ودعوات إلى مزيد من الجدية في التعامل مع العنصرية.
كذا الأنشطة الرياضية، كالعادة من أهم محطات التحرك ضد العنصرية، ففي الدورى الممتاز الإنجليزى صار اللاعبون والإداريون يجثون على ركبهم، كرمز ضد العنصرية، كما تمت كتابة "حياة السود مهمة" على فانيلات اللاعبين، الشعار الذي تحول إلى حركة عالمية، والأمثلة غير ذلك كثيرة.
الصراع الآن وتوجهاته هو صراع ما بعد زوال العنصرية المؤسسية، والإحباط من أن الممارسات العنصرية أعادت إنتاج نفسها، وهي قائمة بقوة، ومن هنا تأتي أهمية الحراك.
عبدالله بن بجاد العتيبى : ليبيا و"الإخوان" .. في البدء كانت الخيانة
تناول الكاتب فى مقالة بجريدة الاتحاد الإمارتية ، جماعات الإسلام السياسى فى ليبيا وعلاقاتها بالإخوان كل بَناتها من تنظيمات العنف الدينى التى تستبيح الخيانة والعمالة لأردوغان، وتقدم له كل التسهيلات لاستعمار ليبيا واحتلالها، وإن بإسقاط الدولة الليبية واستباحة دماء الشعب الليبي، وتسليم ثروات البلاد ونفطها للمستعمر التركى، متسائلا : فلماذا يفعلون ذلك؟ وكيف يبرر الإخوان خيانتهم لوطنهم وعمالتهم للمستعمر؟
وأوضح الكاتب أن جماعة الإخوان منذ تأسيسها ومعها كل جماعات الإسلام السياسى كانت دائماً وأبداً جماعةً عميلةً للمستعمر والأجنبي والعدو، وكانت "حصان طروادةٍ"، وشكلت "الطابور الخامس" في كل بلدٍ عملت فيه وانتشرت داخله أيديولوجيتها وخطابها وتنظيماتها.
فالجماعة في خطابها، منذ حسن البنا وسيد قطب وكل مرشدي الجماعة ورموزها ومن بعدهم كل رموز الإسلام السياسي، لا يؤمنون بفكرة "الوطن"، ويكفرون بـ «"الدولة الحديثة"، ويخرجون رموز الدول وقيادتها من الإسلام، ويكفرّون الشعوب والمجتمعات بالجملة.
فالإخوان كما يؤكد الكاتب يعتبرون "خيانة" الوطن و"الغدر" بالشعب و"العمالة" للمستعمر أموراً مباحةً، وأحياناً واجبةً لخدمة الجماعة وتحقيق هدفها بالوصول إلى السلطة، والمتأمل في رسوخ هذا المفهوم، يكاد يشك في إسلام هذه الجماعات والتنظيمات، التي جعلت الوصول إلى السلطة "إلهاً" جديداً و"ديناً" محدثاً، وإنْ سمته بالإسلام، فهو بالفعل نقيض للإسلام.
كما أوضح أن كل قيادات ميليشيات "الوفاق" هم "إخوانيون"، تكفيريون، إرهابيون وقتلةٌ دمويون، ويبذلون دماءهم رخيصةً للمشروع الأصولي التركي، ومرتزقةٌ تدفع لهم دولةٌ عربيةٌ صغيرةٌ لهدم بلادهم وتخريبها، وهم كاللعبة بين أصابع الشيطان.
مختتما بأنه ليس أمام الليبيين الأحرار إلا الدفاع عن وطنهم ودولتهم وجيشهم وشعبهم، والقضاء على الخونة والعملاء، ومن يقف خلفهم.
عائشة المرى : تركيا من تصفير المشاكل لتصدير الحروب
ركزت الكاتبة في مقالها بجريدة الاتحاد الإماراتية على أن تركيا غرست مخالبها فى الشمال العراقى، بعد أن أعلنت عن بدء عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "مخلب النسر"، بحجه استهداف القواعد الخلفية لحزب العمال الكردستانى في بلدة قنديل ومنطقتي سنجار وحكروك، تعتزم تركيا بناء مزيد من القواعد العسكرية المؤقتة في شمال العراق، في الوقت الذي تحتفظ فيه بأكثر من 10 قواعد مؤقتة، موجودة بالفعل شمالي العراق.
وأوضحت الكاتبة ، أن سياسة أردوغان قوضت استراتيجية "تصفير المشكلات"، التي وضعها مهندس السياسة التركية السابق أحمد داود أوغلو، والتي قيل وقتها إنها تتلخّص في بناء تركيا لعلاقات إقليمية تقوم على الاحترام المتبادل، والحوار، بينما الواقع أن السياسة التركية لا تزال تتبنى المفهوم الذي أسماه أوغلو نفسه "العثمانية الجديدة"، القائمة على التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار، في محاولة لاستعادة فضاء الإمبراطورية العثمانية وبَعثه، بوصفه عمقاً استراتيجياً للدولة التركية الحديثة، لإحياء روابط تاريخية بمنطقة الجوار الجغرافي، عبر عمليات عسكرية، ونشر جنودها خارج الحدود، وبناء قواعد عسكرية وعلاقات سياسية وثقافية، تستهدف جعل مناطق الجوار أكثر صلة بتركيا.
وذكرت الكاتبة أن الجيش التركي يقاتل اليوم على عدة جبهات، في سوريا والعراق وليبيا، وذلك لتحقيق طموحات أردوغان "العثمانية"، وأن تركيا لديها مشروع إقليمي يمتد إلى الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
وتحاول تركيا الأردوغانية إعادة صياغة الحقائق على الأرض وإعادة رسم الجغرافيا، بما يتواءم مع المخيلة السياسية للعثمانيين الجدد في أنقرة.
د.السيد ولد أباه: صراعات الحكم في تركيا والوضع العربي
تناول الكاتب والأكاديمي الموريتانى في مقاله بجريدة الاتحاد رؤية رئيس وزراء تركيا ووزير خارجيتها الأسبق أحمد داوود أوغلو فى كتابه بعنوان "الزلزال النسقي والصراع حول النظام الدولي"، الذى يقدم فيه قراءته للمتغيرات العالمية الراهنة ومنزلة بلاده فيها.
فأوغلو حسب رأي الكاتب هو "العقل المفكر" للحزب الذى انشق عن الحركة الأربكانية، وقد طرح أوانها فكرة تشكيل حزب واسع يخرج من ضيق تيار الإسلام السياسى ليكون كتلة واسعة تستقطب نخب الأناضول المحافظة والمجتمع الصوفي والقوى الصناعية التجارية المحلية، مع الانفتاح على الاتجاه الأورو آسيوى.
ولايمكن تفسير نجاحات حزب العدالة والتنمية المتكررة إلا بفهم هذه المعادلة الائتلافية الواسعة التي استغلها الرئيس الحالي أردوغان في مشروعه لتسلق السلطة والانفراد بها بعد القضاء على كل التوازنات المؤسسية التي كان يقوم عليها النظام السياسي التركي منذ الخمسينيات.
ويشرح الكاتب بأن سياسات التدخل الخرقاء فى الأزمات الشرق أوسطية، وآخرها ما حدث فى ليبيا، حولت تركيا إلى معضلة إقليمية كبرى، وإلى بلد معزول في المنطقة، إلا أن أوغلو نفسه يتحمل جانباً كبيراً من هذه المسؤولية، ففي فترة توليه حقيبة الخارجية ظهرت السياسات العدوانية تجاه الدول العربية، كما كان شاهداً فاعلا على تضييق الحريات السياسية واعتقال قادة الرأي وتسريح آلاف القضاة والضباط بعد المحاولة الانقلابية الغامضة عام 2016.
كرة التمدد التركي في اتجاه الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وشرق المتوسط ومنافسة روسيا في وضع البلد المركزي في المجال الأورو آسيوي، فهما أيضاً من تصور أوغلو، وقد سعى إلى تثبيتهما من خلال مفهومه للعثمانية الجديدة الذي يدعي اليوم أنه تخلى عنه.
وما لا يعرفه الكثيرون أن أوغلو تربى في حضن تيار الإسلام السياسي وأعاد صياغة العديد من أطروحاته، وفي مقدمتها فكرة "النموذج الحضاري البديل" التي استقاها من عبد الوهاب المسيري، كما استند إلى سيد قطب والمودودي في فكرة "دار الإسلام" كخيار بديل عن "الدولة القومية السيادية"، وهو اليوم يحاول من خلال صياغات جديدة إنقاذ حركية الإسلام السياسى التركية بعد أن أصبح أردوغان في نسخته الجديدة أقرب إلى التيار القومي التركى المتشدد ومتحالفاً مع تنظيماته الحزبية ومتقوياً بالأجهزة الأمنية العسكرية التى كان في السابق يطلق عليها "الدولة العميقة".
ويقول الكاتب أن الحقيقة الماثلة للعيان أن مشروع «العدالة والتنمية» قد بدأ في خط الانكسار منذ انتخابات مارس 2019 التي هُزم خلالها في كبريات المدن، وخصوصاً إسطنبول وأنقرة، كما أن انشقاق عدد من رموزه الكبار دليل واضح على هذا التراجع والانهيار..
وأمام المخاطر الحقيقية التي تشكلها سياسات أردوغان في المنطقة العربية، لا مكان للرهان على "الخوجة" أوغلو الذي خدع العرب بشعار سياسة "صفر أعداء" في الوقت الذي تحول إلى عرّاب مشروع الهيمنة التركية على العالم العربي باسم العثمانية الجديدة.
طارق الحميد : بيننا وبين مصر "مسافة السكة"
تناول الكاتب السعودى فى مقالة بجريد عكاظ خطاب الرئيس السيسى ، معتبر أن قول الرئيس السيسى : على الجيش الاستعداد لتنفيذ "أى مهمة هنا داخل حدودنا، أو إذا تطلب الأمر خارج حدودنا"، وذلك على خلفية التدخل التركي في ليبيا فهذا يعني أن المنطقة، وليس مصر.. بل دول الاعتدال العربي ككل قد باتت أمام لحظة مواجهة التمدد التركى.
وشرح الكاتب أن القصة ليست استسهال الحروب، بل كما قال الرئيس فإن "الموقف الآن اختلف"، كون الأتراك يقومون ببلطجة واحتلال بليبيا، وبذلك تهديد للأمن القومي المصرى، والعربى برمته، كما يعني فشل كل جهود التفاوض المعلنة، وغير المعلنة.
وأكد الكاتب أن آخر تلك الجهود التى فشلت رفض الوفاق للدعوة المصرية لمناقشة الأوضاع الليبية بالجامعة العربية التي هي من منح بالأساس الغطاء للتحرك في مجلس الأمن حينها لإصدار قرار يحمي الثورة الليبية ضد القذافي، وجرى بعدها ما جرى.
مختتما بأن حديث الرئيس السيسي، كان واضحا في رسم خط ملزم حين قال إن تجاوز "خط سرت-الجفرة.. ده أمر بالنسبة لنا خط أحمر"، معتبرا أنه يبدو أننا وصلنا إلى لحظة المواجهة المنتظرة، والمتوقعة، ولسبب بسيط.
فالآن كما يقول الكاتب ، هى فرصة لمن يريد أن يثبت أنه من دول الاعتدال المعنية بحماية الدول العربية من العبث التركى، وقبله الإيراني، بدولنا، ودول الاعتدال هي السعودية، والإمارات، اللتان قالتا لمصر ركيزة الاعتدال إنهما معها، وإن أمنهما من أمن مصر. والآن هي فرصة من يريد إثبات أنه مع حماية الدولة العربية، قولا واحدا.
مطالبا الجامعة العربية بإصدار بيان لمطالبة تركيا بالانسحاب من ليبيا فورا، والإعلان عن الالتزام بدعم أي موقف، أو قرارات، تتخذها القاهرة، ويقال لمصر، والمصريين كما قالت السعودية والإمارات، وبكل وضوح: "مسافة السكة".
فهذا كما يقول الكاتب ليس حماية لمصر وحسب، بل حماية للأمن القومي العربى، وتجنب ضياع دولة عربية أخرى، وابتلاعها من دولة إقليمية متربصة كتركيا.
نجيب يماني : تولي المرأة القضاء خطوة قادمة وإن تأخرت !
عبر الكاتب فى مقاله بجريدة عكاظ السعودية عن أسفه لإسقاط مجلس الشورى السعودى المحاولة الثانية لتوصية تولي المرأة القضاء، كما طالب المجلس وزارة العدل برفع نسبة التوظيف النسائي في قطاعات النيابة كاتبات عدل ومستشارات اجتماعيات.
معتبرا أن هاتين التوصيتان لهما أساس في شرع الله تعضدهما العديد من النصوص، تشتد الحاجة إليهما في ظل نقص عدد القُضاة في المحاكم المختلفة، وزيادة عدد القضايا المطروحة أمامها.
وأوضح الكاتب أن رؤية المملكة 2030م طالبت بتمكين المرأة وإفساح المجال أمامها لتؤدي دورها المطلوب والمساهمة في توطين خبراتها واستثمارها، مؤكدا أنه ليس هناك نص يوحي بعدم جواز تولي المرأة مراتب القضاء المختلفة.
وأوضح أن هناك من يتكئ على حديث "لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة"،إلا أن الكاتب يفنده بأنه حديث آحاد لا يؤخذ به في مقام التشريع، وأن البعض يتكئ على حديث "النساء ناقصات عقل ودين" معتبرا أن الحديث لا يصلح أساساً لحجب حق المرأة فى الولاية العامة.
ويختتم بأن علماء الأصول يقولون :إن كل من يصح منه أداء الشهادة ولو فى موضع دون موضع يصح منه القضاء في الموضع الذى تصح شهادته فيه وذلك لأن كلا من الشهادة والقضاء من باب الولاية والشهادة أقوى من القضاء.
مختما بأنه ليس هناك ما يمنع بأن تكون المرأة مأذونة وقاضية ومُفتية وليست الذكورة شرطاً في ذلك ولا يصح إلا الصحيح، فتولى المرأة القضاء خطوة قادمة وإن تأخرت.