تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الأربعاء، عديدة قضايا هامة، وعلى رأسها أزمة ليبيا، والعربدة التركية فى الاراضى الليبية، وكيف تصدت لهم مصر حفاظا على وحدة الاراضى الليبية ، ورفض المشروع التركى الاستعمارى فى ليبيا، وما دفع أردوغان للجنون فأحرف وجهة بوصلته ويمم وجهه للشرق الأوسط، عاقداً العزم على نشر الحرب والخراب فى دول وممالك الشرق الأوسط وسرقة جميع المقدرات وبسط نفوذه عليه باسم الخلافة الإسلامية فهم (قوم غزاة) ، ولديهم طابور خامس فى كل بلد، لذا عقد أردوغان المعاهدات مع أوباش الأمة العربية، مثل قطر وجماعة الإخوان الخونة، وحالف إيران وروسيا كى يضمن جزءاً من الكعكة.
ونتائج أعمال اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب التابع لجامعة الدول العربية الذى عُقد عن بعد يدرك أهمية هذا الاجتماع والتى تكمن فى أنه حقق انتصاراً كبيراً للعمل العربى وللدور العربى فى الأزمات التى تشهدها المنطقة، لذلك فإن الإجماع العربى الكبير على دعم المبادرة المصرية وعلى دعم ليبيا والحفاظ على أمنها واستقرارها هو إجماع مهم وتاريخى يذكّرنا بالدور العربى المفقود لسنوات طويلة، ويعطينا الأمل فى قيام جامعة الدول العربية بدورها المطلوب فى القضايا العربية.
رامى الخليفة العلى: هل تفعلها مصر ويكون آخر العلاج الكى ؟
ركز الكاتب فى مقاله بصحيفة عكاظ على رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال تفقد عناصر المنطقة العسكرية القريبة من الحدود الليبية، وقال: ألقى الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى كلمة أثناء تفقد عناصر المنطقة الغربية العسكرية القريبة من الحدود الليبية، وقد كانت مترعة بالرمزية والرسائل. فقد تحدث الرئيس المصرى عن جاهزية الجيش المصرى للدفاع عن مصر داخل وخارج حدودها، وبأنه لن يسمح بأى تهديد لأمن مصر الغربية. كما اعتبر أن مدينتى سرت والجفرة خط أحمر بالنسبة لمصر. وتأتى رسالة الرئيس المصرى استكمالاً للرسائل المتعددة التى وجهت إلى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بأن ما يفعله هو ومرتزقته فى غرب ليبيا يمكن أن يفتح أبواب الجحيم على مصراعيه. صحيح أن أردوغان يستغل ضعف المواقف الأوروبية وضبابية المواقف الأمريكية ولكن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، ولا يمكن أن تصبح ليبيا قاعدة لغزو تركى سوف يهدد جميع دول المنطقة بلا استثناء. قالتها فرنسا قبل ذلك وحذرت بأن الخطوة التركية بالتدخل العسكرى المباشر على الساحة الليبية سوف تدفع البلاد نحو وضع شبيه بالحالة السورية، بحيث يصبح الصراع هناك حرباً بالوكالة. ومع ذلك أصر أردوغان على اندفاعته معتقداً أنها نزهة سوف يحقق من خلالها أهدافه بالسيطرة على العالم العربى واحتلاله سواء بشكل مباشر كما يحدث فى أجزاء من سوريا وبعض المناطق فى شمال العراق، أو بالوكالة عبر عملاء وجماعات متطرفة تمت رعايتها وتنميتها على امتداد السنوات الماضية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين التى تحولت هى وفروعها مخلب قط فى جسد الأمة يوجهها أردوغان أنى شاء.
لا تخفى مصر ولا يخفى الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى رفضه للمليشيات المتطرفة الموجودة فى غرب ليبيا ويدرك هو قبل غيره مدى خطورة تلك الجماعات التى منعت قيام الدولة الليبية، بل ومنعت حتى حكومة السراج أن تقوم بمهامها، وكم من مرة دخلت بعض المليشيات بأسلحتها على (مؤسسات الدولة الليبية) لفرض أجندتها. أما الحليف التركى لتلك المليشيات فلم يترك مناسبة إلا واعتبر نفسه وصيّاً على مصر، وراح يمنح صكوك الشرعية لهذا الطرف ويمنعها عن طرف آخر.
وهو يعمل ليل نهار للإطاحة بالنظام السياسى المصري، ويرعى جماعات وتنظيمات تعلن بكل حين أن هدفها هو الإطاحة بالقيادة المصرية. هذا ما يفعله أردوغان وهو على بعد آلاف الكيلومترات عن الحدود المصرية كيف إذا أصبح موجوداً بتنظيماته الإرهابية ومرتزقته ومتطرفيه على تلك الحدود.
التدخل فى ليبيا ليس رفاهية سياسية، وليس مكاسب على طاولة الحسابات الاستراتيجية، وإنما مسألة حياة أو موت، بقاء أو زوال، أمن أو لاـ أمن. الجيش المصرى من أقوى جيوش المنطقة ولكنه جيش رشيد كما قال السيسي؛ لذلك فإن هناك هامشاً للعمل السياسى للوصول إلى تسوية، تسعى إليها كل الأطراف التى تدرك خطورة الوضع، فهل بقى هناك قليل من عقل لدى حاكم أنقرة يجنب المنطقة وضعاً قد يخرج عن السيطرة ويجعل الجيش المصرى والقيادة المصرية تلجأ إلى آخر العلاج وهو الكي.
محمد الحمادى: العرب يُجمعون على الدفاع عن ليبيا
تناول الكاتب فى مقاله بصحيفة الرؤية الإماراتية، نتائج أعمال اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب التابع لجامعة الدول العربية الذى عُقد عن بعد يدرك أهمية هذا الاجتماع والتى تكمن فى أنه حقق انتصاراً كبيراً للعمل العربى وللدور العربى فى الأزمات التى تشهدها المنطقة.
لذلك فإن الإجماع العربى الكبير على دعم المبادرة المصرية وعلى دعم ليبيا والحفاظ على أمنها واستقرارها هو إجماع مهم وتاريخى يذكّرنا بالدور العربى المفقود لسنوات طويلة، ويعطينا الأمل فى قيام جامعة الدول العربية بدورها المطلوب فى القضايا العربية.
والقرارات التى خرج بها هذا الاجتماع هى محاولة شجاعة من الدول العربية من أجل حماية ليبيا من أى تدخل أجنبي، وبلا شك فإن الرفض والتحفظ الذى كان على بعض بنود القرار العربى لم يكن مستغرباً، فالأطراف الأربعة وهى قطر والصومال وحكومة الوفاق وكذلك تونس، هذه الحكومات لديها مواقفها المسبقة والمعروفة لكن تحفظها أو رفضها وحتى خروجها عن الإجماع العربى لن يكون له تأثير على القرار العربي.
ما تشهده منطقتنا العربية وما تمر به من ظروف صعبة جداً ومن تزايد الأطماع الإقليمية من تركيا وقبلها إيران، يجعلنا نؤكد أهمية أن تكون المواقف العربية قوية وواضحة، وفى الوضع الليبى أصبح العمل على إيقاف إطلاق النار فى ليبيا مهماً وكذلك الجلوس على طاولة الحوار من أجل الوصول إلى حل سياسى فهذا ما يجب أن يعمل عليه العالم وإن رفضت تركيا ذلك.. وهذا ما تطالب به الدول العربية ومصر وهو موقف دولة الإمارات أيضاً التى أعلنت أنها ضد أى تدخل إقليمى أو أجنبى فى ليبيا وضد وجود المجموعات الإرهابية والمرتزقة.
مى خالد: أحداث ليبيا
مما دفع أردوغان للجنون فأحرف وجهة بوصلته ويمم وجهه للشرق الأوسط، عاقداً العزم على نشر الحرب والخراب فى دول وممالك الشرق الأوسط وسرقة جميع المقدرات وبسط نفوذه عليه باسم الخلافة الإسلامية فهم (قوم غزاة) ولديهم طابور خامس فى كل بلد.
لذا عقد أردوغان المعاهدات مع أوباش الأمة العربية، مثل قطر وجماعة الإخوان الخونة، وحالف إيران وروسيا كى يضمن جزءاً من الكعكة.
فى العقد الأخير قامت السعودية بدورها فدحرت إيران وقطعت يدها فى البحرين واليمن وأجهضت مشروعها النووي. وستقطع الشقيقة مصر دابر تركيا فى ليبيا عمّا قريب. وسيعيد طائر الفينيق بسط جناحيه فى سمائنا وتعود كل دولة غازية لحجمها الطبيعى بعد أن أشعل حماسها ونفخ روحها ضياع بعض عواصم القرار العربى فبعد بغداد دمشق والقاهرة التى عادت سريعاً وجاورت السعودية التى حفظها الله وحباها بحمايته ووحد صف حكومتها وشعبها. وستعود جميع العواصم العربية تباعاً.
المرحلة الأولى من استعادة الدول العربية قامت بها السعودية، والآن نفتتح مرحلة تاريخية ثانية بالدور المصرى فى ليبيا، ستستعيد مصر ليبيا عبر الحلول الدبلوماسية أو بالحرب إن استمرت حكومة الوفاق فى عمالتها لتركيا.
محمد بغدادى: أنقرة تغزو بلاد عمر المختار والقاهرة تقف بالمرصاد
عبر الكاتب فى مقاله بصحيفة السياسة الكويتية، عن قلقه من الغز التركى لليبيا وكيف تصدت مصر للعدوان التركى، ما مدى التدخل التركى فى الأراضى الليبية؟ وهل ستتحول ساحة الصراع الليبى إلى حلبة مصارعة بين أقطاب دولية بقيادة أنقرة وموسكو؟ وكيف تناور القاهرة للحفاظ على حدودها الغربية مع ليبيا؟ كيف تقرأ واشنطن مشهد الصراع الجديد فى شمال القارة السمراء؟ فما حدث من تطورات فى الأراضى الليبية خلال الأيام الأخيرة فى غاية الخطورة ويفرض نفسه على الساحة وبعمق ويحتاج للبحث والدراسة، واستمراره بهذا الشكل يعنى فرض واقع جديد ومرير يهدد الأمن القومى المصرى والعربي.
القاهرة تحركت فى الأيام الأخيرة، ونجحت فى حل الخلافات العالقة بين قائد الجيش الليبى خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب الليبى عقيلة صالح، ثم شاهدنا إعلان القاهرة عقب اجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسى مع كل من حفتر وصالح مع بداية هذا الأسبوع.
يذكر أن مصر كانت أعلنت عن مبادرة سياسية تمهد لعودة الحياة الطبيعية إلى ليبيا، محذرة من التمسك بالخيار العسكرى لحل الأزمة فى ليبيا، وأشار الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى أن الحل السياسى هو الوحيد لحل أزمة ليبيا، وأن أمن مصر من أمن واستقرار ليبيا، وأعلن عن مبادرة ليبية – ليبية لحل الأزمة تحمل اسم “إعلان القاهرة”، تدعو لاحترام جميع القرارات الدولية بشأن وحدة ليبيا، فى خطوة يراها مراقبون جاءت فى التوقيت المناسب.
من جهته وجه المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان وقبائل ليبيا نداء فورياً لكل الحكومات العربية الإسلامية ولجامعة الدول العربية ولمجلس الأمن بضرورة اتخاذ موقف صارم ضد التدخل التركى فى شؤون ليبيا الداخلية، كما دعا فى بيان إلى حماية ليبيا من خلال دعم جيشها واحترام إرادة شعبها، والإسراع فى تدارك الموقف الميدانى الخطير بتفعيل الاتفاقية الموقعة بشأن الدفاع العربى المشترك ووقف اجتياح الاستعمار التركى للأراضى الليبية، وطالب مشايخ ليبيا رئيس مجلس النواب الليبى بمتابعة طلبه لمجلس النواب المصرى بشأن تنفيذ اتفاقيات الدفاع الليبى المصرى المشترك.
وبنظرة فى التاريخ نجد أن الأطماع التركية بدأت فى ليبيا منذ عقود باحتلال العثمانيين للأراضى الليبية ونهب ثرواتها، وتوسعت أطماع الأتراك فى البلاد بعد ثورة الفاتح التى قادها العقيد الراحل معمر القذافي، وحاولت أنقرة ابرام تحالفات خفية مع عدد من المسؤولين فى نظام القذافى إلا أنها فشلت فى تلك التحركات ما دفعها للجوء إلى الاختراق الاقتصادى للبلاد عبر جماعة الإخوان وتحديدا خلال فترة طرح سيف الإسلام القذافى لمشروع “ليبيا الغد” وشروع التيارات الليبية المتشددة بمراجعات.
حاكم تركيا أردوغان يستقبل بصفة مستمرة فايزالسراج ، ويؤكد دعمه لحكومة الميليشيات التى حوّلها بطريقة غير مباشرة لمتحدثا باسم الاحتلال التركى السافر للأراضى الليبية. فأردوغان لم يعد يخفى أطماعه فى طرابلس، فمشروعه للهيمنة العثمانية على المنطقة تلقى ضربة شديدة اللهجة فى 30 يونية 2013 بإسقاط الشعب المصرى لنظام الإخوان المسلمين، لكنه لم يستسلم وأخذ يناور ويناور، وما يفعله فى ليبيا هو محاولة جديدة لتكرار ما فشل فيه طوال السنوات السابقة.
ويرى المحللون أن طرابلس فى حاجة لاستدعاء روح الجهاد ضد المستعمر لمواجهة هذا التغول العثمانى الذى يسعى بالأساس لبسط سيطرته بشكل كامل على شمال افريقيا وليس على ليبيا فقط، وهو ما يتطلب تكثيف الجهود العربية وتوحيد الصفوف لصد الغزو العثماني.
كما يشار إلى أن أنقرة قامت بعدة عمليات فى السنوات الماضية فى دول مجاورة، خصوصا فى سورية والعراق، بهدف محاربة مقاتلين أكراد وجهاديين كما تقول، ولكن فى الحالة الليبية، فإنّ تركيا لا تتقاسم حدودا برية مع ليبيا الواقعة على مسافة 1500 كلم.
جيمس زغبى: الفلسطينيون... ضحايا ضعفاء
ركز الكاتب فى مقاله بصحيفة الجريدة الكويتية على الصراع العربى الإسرائيلي، وقال لا بد أن تبدأ أى مناقشة للصراع العربى الإسرائيلى بالاعتراف بحقيقة أن الفلسطينيين أصبحوا ضحايا لآلية استمرت قرناً وآلت بهم إلى ما هم عليه اليوم، وأنا أقول هذا لأن كثيرين للغاية من قادة الرأى فى واشنطن، من اليمين واليسار على السواء، يلومون الفلسطينيين عما آل إليه مصيرهم، ومثل هذا الانتقاد غير مستساغ ومناقض للتاريخ، لأن تحميل الفلسطينيين الوزر غير مسوَّغ تماماً مثل تحميلنا الأميركيين الأفارقة وزر الفقر ووحشية الشرطة، ومن محض الخطأ أن نُلقى باللائمة على الضحايا فيما وقع عليهم من ظلم أو نحمّلهم وحدَهم مسؤولية تصحيح أخطاء التاريخ.
فقد أشرتُ من قبل إلى خيانات الغرب الكثيرة، مثل وعد بلفور، ومعاهدة سايكس-بيكو، والانتداب البريطاني، والنكبة، والاحتلال والغزو الإسرائيلى الممنهج، والاستيطان فى الضفة الغربية، والافتقار إلى التنمية، والخنق والتشوية السياسى لغزة، وكل هذه الأمور إما قامت بها القوى الغربية أو إسرائيل بدعم مضمر من الدول الغربية نفسها، ومنذ ظهور دولة إسرائيل عام 1948، أدت الولايات المتحدة دوراً رئيساً فى قمع الشعب الفلسطيني، ومرت عقود والسياسة الأميركية تدلل إسرائيل فى حين تلقى باللائمة فى المحنة على الفلسطينيين أنفسهم، وبهذا تجاهلت تفاوتين أساسيين فى الصراع.
أولاً تفاوت القوة: فإسرائيل لها سيطرة شبه كاملة على كل جوانب الحياة الفلسطينية، فى حين الفلسطينيون بلا سلطة إلى حد كبير، فهم محرمون من حرية الحركة، ومن السيطرة على ممتلكاتهم وأراضيهم ومياههم، ومن القدرة على الانخراط بحرية فى النشاط التجاري، ومن حقوق الإنسان الأساسية، ونتيجة التفسير الذى فرضته إسرائيل من جانب واحد لاتفاقات أوسلو، أصبحت السلطة الفلسطينية كياناً تابعاً يحتاج إلى المساعدة الدولية، وهذا لأن قدرتها على تنمية اقتصادها يعرقلها الإسرائيليون عمداً، وقد أُجبر الفلسطينيون فى معيشتهم على الاعتماد على الوظائف الحكومية أو الوظائف القليلة الأجور فى إسرائيل أو فى المستوطنات.
بكر عويضة: ليبيا... اشتدى أزمة تنفرجي
أكد الكاتب فى مقاله بصحيفة الشرق الأوسط على ضرورة حل الازمة الليبية التى اشتدت، قائلا: لم يكن ينقص الليبيين هَمّ أن يُصاب شخص ينتسب إليهم بجنون مفاجئ، فيخرج عن كل شرع ومنطق، ويندفع يُعمِل سكين إرهاب الطعن العشوائى بين جمع من أناس أبرياء، مبتهجين بشمس مساء يوم دافئ، أتاح الخروج للتمتع بالهواء الطلق، بعد تخفيف قيود الإغلاق، فيُقتل ثلاثة منهم، وتسيل دماء الجروح من أجساد ثلاثة آخرين. المقصودون بغمِّ أن ينتسب إلى بلدهم مرتكب جرم إرهابى فى بلاد الاغتراب البريطاني، هم الليبيون بشكل عام، سواء كانوا يعانون فى ربوع البلد الممزق بسبب تناحر ولاءات، وتكاثر تدخلات، أو أنهم المنتشرون فى منافى المهاجر بمشارق القارات الخمس والمغارب، يألمون فيما يتابعون استمرار تدفق الدماء النازفة من الجرح الليبي، وتواصل إلحاح محاولات تقسيم ليبيا بين شرق وغرب.
هل من المؤكد أن جريمة خيرى سعد الله، مساء السبت الماضى بمدينة ريدينغ، أثارت مجرد اهتمام الليبيين، حتى يُقال إنها تسببت فى هَمٍّ مستجد لهم؟ كلا، ليس مؤكداً، إنما يمكن افتراض أن شعور الأسف ساور كل ليبى يرفض الإرهاب بكل مكان، أما الأرجح فهو أن أغلب الليبيين كانوا منشغلين، ذلك المساء ذاته، برصد ردود الفعل، محلياً وعربياً ودولياً، إزاء خطاب جِداً مهم للرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي، فتح، بكل تأكيد، صفحة جديدة فى ملف ليبى ما فتئ يزداد تعقيداً، منذ أُطيح حكم العقيد معمر القذافي، قبل تسع سنين، ثبت بكل وضوح، لكل من يتابع مأساة ليبيا، سواء القريب إقليمياً، أو البعيد جغرافياً، أنها سنوات عِجافٌ، فصيفها يزداد قيظاً مع تصاعد اشتعال عنف الميليشيات، وشتاؤها بلا أى دفء يبشر بقرب ربيع هادئ، أما شظف العيش فيها فمستمر، فيما حرارة مراراتها تغلى أكثر، يوماً بعد آخر، ومَنْ يعاني، حقاً، جراء هذا كله؟ إنه شعبها.
لله درّك ليبيا، كم دررت من خيرات على غيرك، منذ اكتشاف ما اختزنت أرضك مما حباك الخالق من ثروات فى ستينات القرن السابق. وقبل ذلك، كم من طامع أطلق العنان لطموح الطمع فى رمال صحرائك، وسهول شواطئك، وسفوح جبالك.
حسام فتحى : العودة فى زمن الكورونا (4) عودة الحياة
تناول الكاتب فى مقاله فى صحيفة الانباء الكويتية، الإجراءات التى اخذتها مصر مؤخر بخصوص فيروس كورونا، وقال اعتبارا من يوم السبت المقبل ستعود الحياة الى «المحروسة»، سيتم إلغاء حظر التجول وستتم إعادة فتح المطاعم والمقاهى ـ مع منع «الشيشة» ـ وإعادة فتح النوادى الرياضية ومراكز الشباب والمحال والمولات.. طبعا ضمن الضوابط التى أعلنها رئيس الوزراء مثل اغلاق مراكز التسوق فى التاسعة مساء والمطاعم والمقاهى فى العاشرة، واستمرار غلق الحدائق والمتنزهات والشواطئ، وتحديد نسبة اشغال 25% فقط لحضور عروض السينمات والمسارح.. وغير ذلك.
لست هنا بصدد تقييم قرار الحكومة او نقد توقيته تطبيقا لقاعدة ان صانع القرار يرى ما لا نرى، ويعرف ما لا نعرف، ولديه خبراء ومستشارون ومتخصصون يوفرون له المعلومات والدراسات، لكننى اعلم كما تعلمون ان انتشار جائحة كورونا فى مصر يكاد يصل مرحلة ذروة والاصابات.
وأنه حال تفشى الفيروس وخروجه عن السيطرة فإن الـ 360 مستشفى التى تم فتحها وعشرات المستشفيات الميدانية والجامعية لن تكـــفي، وبالــتالى وطـــالما ان اقتـــصادنا لن يحتمل أى «إغلاق» آخر، فعلـــينا الاعـــتماد الكلى على اتخاذ الإجراءات الاحترازية والاحتياطية، وتطبيق القرارات المتعلقة بها بحسم وصرامة.
ناصر الظاهري: متفرقات
عبر الكاتب فى مقالة بصحيفة الاتحاد، أزمة كورونا وملاحظاته مدير منظمة الصحة العالمية، قائلا: على بصراحة.. ودى أشوف صديقنا الإثيوبى مدير منظمة الصحة العالمية بقفاز وكمامة، مثل خلق الله، لأنه ليس من المعقول أن يأمر الناس باللبس، وهو عار أو ينصح الناس بالبر وهو عاص، مرة يقول: كورونا لن ينتهى حتى تعلن هندوراس أن ليس بها بأس، ومرة يقول: تسلفينا وتعافينا ولم يبق شيء علينا، يعنى أنا وترامب، سبحان الله، القبول من الله ما أتحاب وياه، ولا يعجبنى فيه شيء إلا شعره السبعينى الذهبي، لكن حين يتحدث عن مدير الصحة العالمية يجبرنى أن أنصت وأستمع لحكمته الغائبة، لأن منظمة الصحة العالمية تشعرنى رغم عدم فهمى وقلة استيعابى لدورها وأجهزتها أنها مشروع صيدلية كبيرة تريد أن تبيع كل مخزون الأدوية التى عندها، والتى قاربت على انتهاء مدتها للشعوب الفقيرة والجاهلة والنامية، لقد أمضينا حوالى أكثر من سبعين عاماً بعد الحرب العالمية الثانية، ولم نسمع بصيت لأى مدير لمنظمة الصحة العالمية، كانوا يعملون ولا يظهرون، وصاحبنا كثير الظهور والحضور، عديم الرجاء، وجالب الوباء، ومروع الأبرياء!
- شفتوا.. كيف دار المبررون والمحللون، والذين يمكن أن يروبوا الماء على الشاكية المسكينة، هى وزوجها من قطع الكهرباء، وتجاوب الوزير مشكوراً لقضيتهما، وقضية الكثيرين الذين اكتفوا بالصمت حيال تعسف محصلى فواتير الكهرباء، سبحان الله كيف دبّجوا تلك العريضة التى استغرقت ساعات، لأنها كانت دقيقة الصياغة، جزلة العبارة، وكأن كاتبها محام أو مستشار قانوني، وداروا المسألة برمتها على تقصير تلك العائلة وعدم استجابتها حيال ما يرسل لها من فواتير، وأن ديونهم المائية والكهربائية قد تصبح من الديون المعدومة، والتى يمكن أن تهز ميزانية وموارد وزارة الطاقة، طالبة من المواطنين الكرام ألا يخلطوا الموضوع مع موضوع المليارديرات الهاربين من البنوك بديونهم المتعسرة، كما لا يخص المساعدات الخارجية التى تقدمها الإمارات للآخرين بموضوع قطع التيار الكهربائى عن عائلة مواطنة فى الداخل! ولا دخل للصيف ولا ذبابه فى فواتير واجبة التحصيل، لأنها أمانة عامة، ولا يستثنى منها متقاعد أو عجوز أو متعسر!