صرخة امرأة تشعل حرب عرقية فى أمريكا قبل 99 عاما.. تعطل مصعد بسيدة بيضاء وشاب أسود آثار الفتنة.. شائعات قادت مواجهات مسلحة بين البيض والسود.. المحكمة برأت المراهق من أصل أفريقى.. والحرس الوطنى أعاد الأمن للبلاد

الثلاثاء، 09 يونيو 2020 09:00 م
صرخة امرأة تشعل حرب عرقية فى أمريكا قبل 99 عاما.. تعطل مصعد بسيدة بيضاء وشاب أسود آثار الفتنة.. شائعات قادت مواجهات مسلحة بين البيض والسود.. المحكمة برأت المراهق من أصل أفريقى.. والحرس الوطنى أعاد الأمن للبلاد أعمال العنف فى أمريكا بسبب العنصرية
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عانت الولايات المتحدة الأمريكية على مدار عقود طويلة من القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، من حروب أهلية وعرقية كان أساسها استهداف المواطنين الأمريكيين ذوى الأصول الأفريقية من قبل التنظيمات العنصرية، ومع نهاية الحرب العالمية الأولى، شهدت أمريكا ارتفاعًا واضحًا لمستوى أعمال العنف العرقية، حيث عادت مجموعات ككو كلوكس كلان (Ku Klux Klan) للظهور مجدداً، وسجلت البلاد العديد من أعمال القتل والسحل، التى طالت ذوى الأصول الأفريقية.

تزامنا مع ذلك، كانت مدينة تلسا، المصنفة كثانى أكبر مدن ولاية أوكلاهوما، إحدى أهم النقاط الساخنة بالولايات المتحدة، حيث شهدت العديد من أعمال العنف التى طالت ذوى الأصول الأفريقية، ويعود السبب فى ذلك أساسا لوجود عدد كبير منهم بها، وبحسب مصادر تلك الفترة، قدر عدد السكان من ذوى الأصول الأفريقية فى تلسا بأكثر من 10 آلاف شخص، وتركزت النسبة الساحقة منهم بمنطقة حى جرينوود، وذلك وفقًا لتقرير نشره موقع شبكة "العربية".

جانب من الخراب بمدينة تلسا
جانب من الخراب بمدينة تلسا

وفى إحدى وقائع الحروب العرقية بأمريكا، تحديدًا يوم 30 مايو 1921، دخل المراهق ذو الأصول الأفريقية، ديك رولند، مبنى دريكسل، وركب المصعد، وبعد لحظات، فرّ من المكان بسرعة، عقب دوى صراخ عاملة المصعد سارة بايج التى كانت من البيض، وعلى إثر ذلك، أسرع رجال الشرطة إلى مصدر الصراخ، وتمكنوا من إلقاء القبض على "رولند" واقتادوه نحو مركز الأمن.

فى اليوم التالى، تناقل السكان البيض لـ"تلسا" العديد من الشائعات عن الحادثة وعبروا عن سخطهم مما حصل، كما نشرت إحدى الصحف المحلية، إصدارها بعنوان خاطئ، وتحدثت عن محاولة ديك رولند "الاعتداء جنسياً" على عاملة المصعد، وكرد فعل على ما حصل، تجمهر عدد كبير من البيض أمام محكمة المدينة وطالبوا رجال الشرطة بتسليمهم رولند، وأمام هذا الوضع، أقدم أفراد الأمن على تعزيز وجودهم قرب المحكمة.

ومع تزايد إمكانية اقتحام المحكمة، حل فى حدود الساعة التاسعة مساء عشرات المسلحين من ذوى الأصول الأفريقية بالمكان وأعلنوا عن استعدادهم لمساعدة الشرطة فى حراسة المحكمة، إلا أن المسئولين الأمنيين رفضوا ذلك لتجنب مواجهات محتملة مع البيض.

جانب من الدمار بمدينة تلسا
جانب من الدمار بمدينة تلسا

 

رجل من ذوي أصول أفريقية يقف أمام بقايا منزله بجرينوود
رجل من ذوي أصول أفريقية يقف أمام بقايا منزله بجرينوود

وبعد نحو ساعة، عاد المسلحون مجدداً للمشاركة بحماية المحكمة بعد ظهور مزيد من الشائعات حول استعداد البيض لاقتحام المكان، وهذه المرة اصطدموا بفرقة من البيض تجاوز تعدادها 1000 عنصر، كانوا جميعهم مسلحين، لتندلع إثر ذلك مواجهات مسلحة أسفرت عن انسحاب المسلحين من ذوى الأصول الأفريقية وتراجعهم نحو حى جرينوود.

وطوال الساعات التالية، عمد البيض المسلحون لمهاجمة العديد من ذوى الأصول الأفريقية بالمدينة وقتلوا بعضهم، إلى ذلك عززت الشرطة وجودها بالمدن المجاورة، حيث انتشرت شائعات بالمنطقة حول استعداد ذوى الأصول الأفريقية للقيام بثورة مسلحة.

فى مطلع يونيو 1921، اجتاح آلاف البيض المسلحون والغاضبون حى جرينوود وعمدوا لمطاردة ذوى الأصول الأفريقية وأحرقوا منازلهم ومتاجرهم، كما منعوا لساعات رجال الإطفاء من إخماد الحرائق، وبعد إعلان حالة الطوارئ من قبل حاكم الولاية جيمس روبرتسون، حلت فرق من الحرس الوطنى بلغ قوامها 6 آلاف عنصر بالمنطقة، وأجبرت البيض المسلحين على الانسحاب وأعادت الأمن للمنطقة.

جيمس روبرتسون حاكم ولاية أوكلاهوما
جيمس روبرتسون حاكم ولاية أوكلاهوما

 

سيارات الحرس تنقل المصابين أثناء أعمال العنف بتلسا
سيارات الحرس تنقل المصابين أثناء أعمال العنف بتلسا

ووفق تقارير الصليب الأحمر حينها، فقد أسفرت أعمال العنف عن مقتل 36 شخصاً، من بينهم 10 من البيض، وإصابة أكثر من 800 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، كما أحرق 1256 منزلاً، إضافة لمكتبة ومدرسة ومستشفى وكنيسة. ونهبت ممتلكات العديد من المتاجر، فتجاوزت بذلك قيمة الخسائر 3 ملايين دولار.

من جهة ثانية، فتح مسؤولو ولاية أوكلاهوما تحقيقاً آخر حول الحادثة أواخر التسعينيات، وعام 2001 صدر تقرير اللجنة المكلفة فتحدث عن ما بين 100 و300 قتيل وتشريد ما يزيد عن 8 آلاف شخص خلال 18 ساعة فقط من أعمال العنف بحى جرينوود.

وخلال الساعات التى تلت نهاية أعمال العنف بتلسا، أسقطت المحكمة كل التهم الموجهة ضد المراهق ديك رولند، فيما يخص قضية المصعد، وتحدث تقرير الشرطة عن تعثر الأخير بالمصعد وإمكانية "دوسه" دون قصد على قدم سارة بايج، ولاحقاً، غادر رولند - عقب إطلاق سراحه - مدينة تلسا للأبد ورفض العودة إليها ثانية.

صورة لأحد المنازل المخرّبة بتلسا
صورة لأحد المنازل المخرّبة بتلسا

 

عدد من الحرائق بحي جرينوود
عدد من الحرائق بحي جرينوود








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة