عقب الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، على الدارسة الزاعمة بأن الهكسوس لم يغزوا مصر وولدوا من جدود مهاجرين واستقروا بها لسنوات طويلة، وقاموا بانتفاضة استولوا خلالها على السلطة، قائلا: أطلقت النصوص المصرية القديمة على الهكسوس اصطلاح "حقاو خاسوت"، أى "حكام الأراضى الأجنبية"، وقد تم استخدام هذا الاصطلاح فى نصوص مصرية مثل قائمة تورين، وهم ذوو أصول متعددة، جاءوا من غرب آسيا، واستقروا فى شرق الدلتا ما بين عام 1650 قبل الميلاد إلى عام 1550 قبل الميلاد، وبوصول الهكسوس إلى مصر بدأ عصر الانتقال الثانى وانتقلوا إلى مصر تحت ضغط المجاعة.
وأوضح الدكتور حسين عبد البصير، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أسس الهكسوس الأسرتين الخامسة عشرة والسادسة عشرة، ودفن الهكسوس الخيول، وربطوا معبودهم الرئيسى، إله العواصف "حدد"، بإله العواصف المصرى "ست".
وأضاف الدكتور حسين عبد البصير، أن الهكسوس شعب مهجن، أصوله ناطقة باللغات السامية غالبًا، ويعتقد بشكل عام أن جماعة الهكسوس احتوت على العناصر الحورية والهندو-أوربية، كما أن الهكسوس هم شعوب رعوية من أصول آسيوية متعددة دخلت مصر عن طريق سيناء فى فترة ضعف بعد نهاية حكم الدولة الوسطى، واستمر احتلال الهكسوس لمصر حوالى مائة عام.
واختتم الدكتور حسين عبد البصير، وقدم الهكسوس لمصر بعض من التكنولوجيا الحربية التى كانت تستعملها الشعوب السامية من عربات تجرها الخيول والأقواس المركبة والفؤوس الخارقة والسيوف المنحنية، وخرج الهكسوس من مصر نهائيًا على يد الملك أحمس الأول فى عصر الأسرة الحديثة.
وكانت زعمت دراسة جديدة أن الهكسوس ولدوا فى مصر من جدود مهاجرين واستقروا بها لسنوات طويلة، وقاموا بانتفاضة استولوا خلالها على السلطة، كما أن الشعب المصرى القديم كان يرحب بالمهاجرين، وأن الهكسوس قاموا ببناء مدينة فى الدلتا، وظلوا ينجبون حتى كثر عددهم، وأثناء فترة ضعف الفراعنة، قرروا يستولون على السلطة ويعلنون دولتهم.
وتقول الدراسة التى نشرت فى "بلوس وان" إن هناك سلالة أجنبية، تعرف باسم الهكسوس، حكمت أجزاء من مصر بين 1638–1530 قبل الميلاد، يعتقد أن أصولهم متجذرة فى الشرق الأدنى.
وأوضحت الدراسة أن فى عاصمة الهكسوس السابقة فى دلتا النيل الشرقية، تتميز ثقافة الدفن بمزيج من العناصر المصرية والشرق الأدنى، ومع ذلك، لا تزال التحقيقات جارية حول من أين جاء الهكسوس وكيف وصلوا إلى السلطة.
وتقول الدراسة يمكن ملاحظة تدفق غير السكان المحليين فى فترة ما قبل الهكسوس (الأسرة الثانية عشرة والثالثة عشرة، حوالى 1991-1649 قبل الميلاد) خلال دستور هذه المدينة الساحلية الهامة، فى حين أن عدد الأفراد الذين ولدوا بالفعل فى دلتا كان أكبر خلال فترة الهكسوس، هذا يتفق مع الافتراض القائل بأنه، فى حين أن الطبقة السائدة كان لها أصول من الشرق الأدنى، فإن صعود الهكسوس إلى السلطة لم يكن نتيجة غزو، كما هو مفترض شعبيا، ولكن هيمنة داخلية واستيلاء على النخبة الأجنبية.
ومن جانب آخر أكدت الدراسة أن البعض يرى حكاية صعود الأسرة الخامسة عشرة فى مصر القديمة (حوالى 1640-1530 قبل الميلاد)، والمعروفة باسم الهكسوس، إلى الحكم هى ملفقة، وذلك اعتمادًا على كلام الكاهن البطلمى مانيتو لقرون، والذى جاء بعد الهكسوس بـ12 قرنا، ووصف الهكسوس بأنهم قوة غازية اجتاحت من الشمال الشرقى وغزو دلتا النيل الشمالية الشرقية خلال الفترة الانتقالية الثانية فى وقت كانت فيه مصر دولة ضعيفة.