على مدار التاريخ الإنسانى كان هناك العديد من المجاهدين والثوار، الذين عاشوا من أجل قضايا وطنهم والدفاع عن أفكارهم ومبادئهم من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية، لكن الاستعمار الأجنبى، ودول الاحتلال واجه هؤلاء بتهم الخيانة العظمى، رغم أنهم فى الأساس ضد جرائم الاستعباد التى ورثها المستعمرون.
وكان هناك الكثير من هؤلاء المجاهدين الذين حكم عليهم بالإعدام على يد المستعمرين الأجانب، أو على يد الحكومات الفاسدة المستبدة، التى ناصرت الأفكار الاستعمارية، ووجهت لهم تهم الخيانة العظمى لدولة المستعمر، رغم كونها من الطبيعى أن واجهها للدفاع عن وطنه، ومن هؤلاء المجاهدين:
وليام والاس
بطل اسكتلندى أسطورى، ينظر إليه على أنه أحد الثوار الأبطال الذين ضحوا في سبيل بلادهم، أصبح بطلاً قوميًا بارزًا بعد أن قاد الاسكتلنديين ضد إنكلترا في حرب التحرير، وبعد هزيمته.
كان والاس معارضاً للهدنة، ورفض الإقرار بالحكم الإنجليزي، واستمر رجال الملك إدوارد بمطاردته حتى الخامس من أغسطس 1305، حيث تم إلقاء القبض عليه واعتقاله بالقرب من غلاسغو Glasgow، اقتيد والاس إلى لندن وتمت إدانته بخيانة الملك، وأُعدم شنقاً حتى الموت، ثم نُزعت أحشاؤه، وقطع رأسه، ومن ثم قطعت أطرافه ووُزعت في جميع أنحاء البلاد، وأعتبره الإسكتلنديون منذ ذلك اليوم شهيدًا ورمزًا للصمود والمعاناة من أجل الاستقلال، وخطا الكثير على نهجه بعد موته.
محمد كريم
محمد كريم، حاكم مدينة الإسكندرية الأسبق خلال عهد الحكم العثمانى لمصر، شهد وصول الحملة الفرنسية على مصر، قاوم الجيش الفرنسى ومعه أهل الإسكندرية لكن المقاومة فشلت نظرا لتفوق الجانب الفرنسى، ورغم استقبال نابليون له وتركه فى منصبه، ظل محمد كريم حافظاً لعهده فى الدفاع والنضال عن وطنه، ولما تأكد الفرنسيون من دعمه للمقاومة وإثارته للأهالى ضدهم قبضوا عليه، وأرسلوه إلى القاهرة، فحوكم فى 5 سبتمبر 1798 بتهمة خيانة الفرنسيين، وأمر نابليون بونابرت بإعدامه.
سليمان الحلبى
طالب أزهرى، من أصول شامية، قام باغتيال قائد الحملة الفرنسية على مصر الجنرال كليبر (أو ساري عسكر) كما أطلق عليه الجبرتي، وحين حاول كبير المهندسين الدفاع عن كليبر طعنه أيضاً ولكنه لم يمت، وحكموا عليهم حكماً مشدداً بالإعدام ، وأمسك به الجنود الفرنسيون، ومعه الخنجر الذى ارتكب به الحادث، فحكم عليه الفرنسيون بحرق يده اليمنى وبعده يتخوزق ويبقى على الخازوق لحين تأكل رمته الطيور.
ويحتفظ الفرنسيون إلى يومنا بالخنجر الذى قتل به كليبر في متحف الإنسان بقصر شايو في باريس مع جمجمة سليمان الحلبي في علبة من البلور مكتوبا تحتها: جمجمة مجرم.
عمر المختار
المجاهد الليبى الشهير، أحد أشهر المقاومين العرب والمسلمين، إذ قاد الثورات ضد الاحتلال الإيطالى، قضى عشرون عامًا كاملة فى الحرب، زاهدًا في الدنيا لا يبتغي غير الحرية لشعبه، والكرامة لقومه، والسيادة لوطنه، ورفض جميع الإغراءات حتى وقع فى الأسر.
تم الحكم عليه بالإعدام شنقا، بعد محاكمة صورية بتهمة الخيانة والتمرد على الحكومة الإيطالية -التي لم يعترف بشرعيتها في أحد الأيام- أمام عيون المحتجزين في مخيمات الاحتلال، وكان عمره وقتها 73 عامًا.
جيفارا
الثورى والماركسى الكوبى، الذى قاد ثورة ضد الرأسمالية الاحتكارية والاستعمار الجديد والإمبريالية، حيث رأى جيفارا أن العلاج الوحيد هو الثورة العالمية، شارك فى الثورة الكوبية مع الرئيس الأسبق لكوبا فيدل كاسترو، ضد نظام «باتيستا»، وفى ١٩٥٩ اكتسح رجال حرب العصابات هافانا، برئاسة فيدل كاسترو، وأسقطوا حكم باتيستا، وكان جيفارا شريكاً لكاسترو في قيادة الثورة، ففيما كان كاسترو يشرف على استراتيجية المعارك كان جيفارا يخطط ويقود.
ظهر فى الكونغو محارباً بجانب باتريس لومومبا، وبعدها ظهر في بوليفيا مؤسساً لحركة مسلحة بوليفية لمجابهة النزعة الأمريكية المستغلة لثروات دول القارة، حيث غادر غيفارا كوبا في عام 1965 من أجل التحريض على الثورات الأولى الفاشلة في الكونغو كينشاسا ومن ثم تلتها محاولة أخرى في بوليفيا، وتم إلقاء القبض عليه من قبل وكالة الاستخبارات المركزية بمساعدة القوات البوليفية وتم إعدامه، وفي صباح ذلك اليوم يوم 9 أكتوبر أمر الرئيس البوليفي رينيه باريينتوس بقتل غيفارا، كان الجلاد يدعى ماريو تيران رقيبا نصف مخمور في الجيش البوليفى، وكانت التهمة دائما أيضا هى "الخيانة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة