مع استمرار الانتشار العالمى لفيروس كورونا التاجى - المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (-CoV-2) سبب COVID-19 - نتعلم المزيد عن تأثيرات هذا الفيروس الجديد، فبالنسبة للعديد من مسببات الأمراض التنفسية، بما فى ذلك فيروسات الإنفلونزا والفيروسات التنفسية، يعانى المسنون من أشد أشكال المرض وأعلى معدلات الوفيات، فعلى سبيل المثال مقابل كل 10 آلاف أمريكى تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عامًا، يموت 0.4 شخص فقط من الإنفلونزا السنوية.
ويزداد هذا الرقم إلى 5.9 أشخاص لكل 10 آلاف لمن تتراوح أعمارهم بين 65 - 74 سنة، و47.5 شخص لمن تزيد أعمارهم عن 74 عامًا، ومع ذلك فإن معظم هذه الأمراض يمكن أن يكون لديها ميل للتسبب فى مرض شديد فى صغار السن أيضا.
وفى هذا الصدد ووفقا لتقرير موقع "theconversation"، يختلف COVID-19 تمامًا، فقد أظهرت البيانات فى وقت مبكر نسبيًا اختلافًا كبيرًا فى معدلات الوفيات المرتبطة بالعمر، مع معدل وفيات حالة 4.5% للمرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 60 عامًا وأكثر مقابل 1.4% فقط لمن تقل أعمارهم عن 60 عامًا، مع أولئك تحت الـ30 سنة تتراوح من صفر إلى 0.19%.
اللقاحات وكبار السن
ضعف المناعة
وفقا لعلماء المناعة هناك برامج بحثية مكرسة لتطوير اللقاحات، ومع تسليط الضوء على كبار السن باعتبارهم الفئة العمرية الأكثر احتياجًا للقاح، فقد شعروا بأهمية الحاجة إلى تقييم مدى أداء استراتيجيات التحصين لهذه الفئة من السكان.
ووفقا لاستنتاجات علماء اللقاحات فشلوا إلى حد كبير فى تركيز أبحاثهم على تكييف تقنيات اللقاحات للحث على الاستجابات المناعية القوية لدى كبار السن.
ومن العوامل الحاسمة التى تجعل كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية هو ما يسميه علماء المناعة "ضعف المناعة"، حيث تنخفض وظائف الجهاز المناعى مع تقدم العمر.
اللقاحات كبار السن
ويرتبط هذا أيضًا بزيادة فى الأمراض الالتهابية، لأن جسم المسن يميل إلى أن يكون فى حالة التهاب مزمن منخفض الدرجة، هذه "الشيخوخة الالتهابية" هى أحد الأسباب التى تجعل كبار السن لديهم ميول لتطوير أشكال أكثر حدة من أمراض الجهاز التنفسى.
والمشكلة الرئيسية فى الإصابة بعدوى كورونا هى الالتهاب فى الجهاز التنفسى، والذى يمكن أن يتفاقم لدى الأفراد الذين يميلون إلى ردود فعل التهابية قوية.
وتجاهل العلماء حقيقة أن كبار السن لا يستجيبون بشكل جيد للتحصين إلى حد كبير فى معظم المناقشات حول لقاحات COVID-19 ، على الرغم من كونها المجموعة الأكثر احتياجًا، وتركز معظم خبرة المجتمع العلمى فى تطوير اللقاحات ضد أى مرض على تطعيم الشباب نسبيًا.
وتركز التجارب السريرية فى المرحلة المبكرة على السلامة، وليس فعالية اللقاحات، لذلك لا يتم اختبار الكثير من اللقاحات فى سياق أجهزة المناعة المسنة حتى المرحلة 2 و3 من التجارب السريرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة