كيف أساء الأتراك للإسلام وأوحوا بـ مقولة "انتشاره بحد السيف"؟

الأحد، 26 يوليو 2020 10:00 م
كيف أساء الأتراك للإسلام وأوحوا بـ مقولة "انتشاره بحد السيف"؟ خطيب آيا صوفيا فى تقليد يرجع للسلطان الغازى محمد خان الثانى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا تكلمت إلى شخص غير مسلم متعصب، فمن الوهلة الأولى سيتهم الإسلام بانتشاره بحد السيف، ويبرر المتعصبون ذلك بالحروب الكثيرة التى خاضتها الممالك الإسلامية، ولا يبالون هؤلاء أن دولة مثل إندونيسيا وهى أكبر تجمع للمسلمين فى العالم، لم يخض المسلمون فيها أية معارك، لكن هذه المقولة للأسف أوحى بها للناس مؤخرا الأتراك بتصرفاتهم المجنونة.
 

خطيب آيا صوفيا يحمل سيفا

على منبر "آيا صوفيا" الكاتدرائية المغتصبة منذ أكثر من 500 عام على يد السلطان الغازى محمد خان الثانى الشهير بـ"محمد الفاتح"، وقف على أرباش رئيس الشئون الدينية التركية، يخطب فى جماعة الديكتاتور التركى رجب طيب أردوغان، ابتهاجا باغتصابه أرضا وتحويلها لمسجد بالمخالفة لصحيح الدين الإسلامى، ممسكا بسيف أثناء خطبة الجمعة.
 
خطيب آيا صوفيا يحمل سيفا أثناء خطبة الجمعة
خطيب آيا صوفيا يحمل سيفا أثناء خطبة الجمعة
 

عزر أقبح من ذنب

الغريب أن أنصار الديكتاتور التركى، ومجاذيب الدولة العثمانية هللوا للموقف، وكأن الرجل جاء بفتح جديد، وكان المبرر هو إحياء لعادة عثمانية قديمة، فى إشارة رمزية لفتح مدينة القسطنطينية، كما ظل ذلك تقليدا متبعا فى آيا صوفيا على مدار 481 عاما، ويقول "متين أولو أوجاك" إمام وخطيب الجامع الكبير فى مدينة "أدرنة" شمال غرب تركيا إنهم يحافظون على تقليد اﻷجداد بتقلّد السيف أثناء الخطبة منذ نحو 600 عام.
 
السلطان الغازى محمد خان الثانى الشهير بـ"الفاتح"
السلطان الغازى محمد خان الثانى الشهير بـ"الفاتح"
 
المصادر التركية نفسها، أكدت أن هذا التقليد "كان من عادات الفتح أيام الدولة العثمانية صعود الخطيب و هو يحمل السيف على المنبر للدلالة على أن هذا البلد فتح حرباً لا سلماً"، وهو تأكيد صريح على أن سلاطين الدولة العثمانية لم يكونوا دعاة دعين بل عسكريين دمويين، دعوا إلى الإسلام بحد السيف وأعطوا الفرصة لأعداء الدين الحنيف لمهاجمته.
 
ووفقا للمصادر التركية أيضا، يقال إن السلطان العثمانى "محمد الفاتح" كنا أول من ألقى خطبة الجمعة متقلدا السيف فى الجامع الكبير بمدينة "أدرنة" قبل فتح القسطنطينية، واتبعه السلاطين لستة قرون تالية، هكذا كان يفعل السلطان الذى يروجون أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم بشر بمجيئه، وهو نفسه اغتصب أراضى المسيحيين، وأرهب الناس للدخول فى الإسلام.
 

الأصل وراء مقولة "انتشار الإسلام بحد السيف"

خلال القرن الثالث عشر للميلاد، وصلت الجيوش الصليبية فى حملتها إلى الشرق الأوسط، وهناك واجهت جيوش المسلمين الجبارة فقابلتهم رماح المسلمين وسيوفهم فردتهم على أعقابهم خاسرين. هذا الواقع جعل من "بطرس المبجل" يتدبر حول ما سماه "قسوة الإسلام الوحشية"، وظهرت خلالها هذه المقولة، ، بل ظلت هى حجر الزاوية للمجادلات الانفعالية التى كان يثيرها المسيحيون الأوروبيون ضد الإسلام منذ قرون.
 
الحروب الصليبية
الحروب الصليبية
 

العثمانيون دعاة حرب وليسوا بناة حضارة

تاريخ المسلمين ملىء بالحروب والفتوحات، لكن المسلمين على مدار تاريخهم المجيد بنوا حضارات عظيمة، مثل حضارة الأندلس والحضارات الفاطمية والأيوبية والمملوكية، ولم تكن الحرب لدى الدول الإسلامية المتعاقبة غاية حتى جاء العثمانيين، فبدلوا الحال.
بحسب الباحث فى التاريخ الإسلامى وليد فكرى، فأن الحرب والسياسة كانتا جزءًا لا ينفصل عن التاريخ الإسلامي، ولكنهما كانتا من "الوسائل" لحماية الدولة والحضارة ولم تكونا "غاية" فى حد ذاتهما، فالمسلم القديم كان يدرك أن الحرب هى أمر بغيض مكروه يلجأ لها مضطرًا لحماية وطنه وحضارته، أو عملا بقانون عصره القائل بأن "من لا يغزو يُغزَى"، ويستبسل فى الدفاع عنها حتى أننا نجد فى تاريخنا علماء مثل العز بن عبد السلام وابن تيمية وابن خلدون يضعون القلم جانبًا ويلقون بأنفسهم فى أتون الصراع شحذًا للهمم-وإن لم يحملوا السيف- مستبسلين لخدمة أوطانهم.
 
العثمانيون قوم بلا حضارة
العثمانيون قوم بلا حضارة
 
العثمانيون على الجانب الآخر لم يذكر لهم أنهم أقاموا حضارة ثقافية فى أى من البلدان المسلمة، بل نهبوها، مثلما فعلوا فى مقتنيات مساجد السيدتين زنيب ونفسية، والجامع الأزهر الشريف.
 
يقول البعض: كان العثمانيون محاطون بالأعداء والمتآمرين فلم يكن لديهم فسحة من الوقت للاهتمام بالثقافة والعلوم والمظاهر السلمية للحضارة، ولكن هذا القول مردود عليه بأن الحضارة الإسلامية كانت دائمًا محاطة بالأعداء، منذ نشأتها الأولى، من فُرس أو روم أو فرنجة أو مغول أو غيرهم، وكان الخلفاء الراشدون والأمويون والعباسيون والفاطميون والسلاطين السلاجقة والزنكيون والأيوبيون والمماليك وحُكام الأندلس يحاربون على أكثر من جبهة فى ذات الوقت، ولكنهم لم يهملوا بناء الحضارة، فكان السيف يُحمَل بيد والقلم بأخرى.
 

العثمانيون نشروا الإسلام بحد السيف

بعيدا عن الانتهاكات فى حق الآرمن وغيرهم من الأقليات فى دولة آل عثمان، وجرائم القتل فى حق الأطفال والنساء فى فتح القسطنطينية، واغتصاب الكنائس وتحويلها إلى مساجد بالقوة، هناك وجه آخر يؤكد أن العثمانيون نشروا الإسلام بحد السيف، يقول الباحث حسن منير، الباحث فى تاريخ البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط فى جامعة تورنتو، فى دراسة نقدية له بعنوان "هل انتشر الإسلام بحد السيف، فإن نظام الدفشيرمى التابع للعثمانيين يعد مثالًا على التحول إلى الإسلام بالإكراه، حيث كان فى ظل هذا النظام، كان الأولاد الصغار المسيحيون يؤخذون بشكل منظم من أسرهم، ويتم تحويلهم إلى الإسلام وتدريبهم على الخدمة فى بيروقراطية الإمبراطورية أو فى القوات العسكرية الشخصية التابعة للسلطان (القوات الإنكشارية).
 
جرائم العثمانيين ضد الإنسانية
جرائم العثمانيين ضد الإنسانية
 
هناك حالة أخرى من حالات التحول إلى الإسلام بالإكراه فى التاريخ الإسلامي، مرسوم الأيتام الصادر من الإمام يحيى المتوكل (تُوفى 1948) فى أوائل القرن العشرين، بعد الحرب العالمية الأولى، أقرت الإمبراطورية العثمانية يحيى خليفة لها فى اليمن، ثم رفع يحيى شكوى إلى "اليمن الكبرى"، التى كانت أجزاء منها يحكمها البريطانيون أو منافسو يحيى السياسيين، وبصفته زعيماً لجماعة الزيدي، أعاد إدخال القانون الزيدي، الذى تضمن جزء منه "مرسوم الأيتام" الذى يفرض على حكومته تحويل الأطفال اليهود اليتامى إلى الإسلام بالإكراه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة