تاريخ صناعة كسوة الكعبة فى المحروسة.. مصر انفردت بصناعتها طوال 275 عاما.. "هودج وستائر" مقتنيات نادرة من رحلة الكسوة لبلاد الحرمين بمتحف سوهاج القومى.. ومتحف النسيج يضم ستارة باب التوبة وقطع من العصر المملوكى

الأربعاء، 29 يوليو 2020 06:00 م
تاريخ صناعة كسوة الكعبة فى المحروسة.. مصر انفردت بصناعتها طوال 275 عاما.. "هودج وستائر" مقتنيات نادرة من رحلة الكسوة لبلاد الحرمين بمتحف سوهاج القومى.. ومتحف النسيج يضم ستارة باب التوبة وقطع من العصر المملوكى تاريخ صناعة كسوة الكعبة
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى هذا الوقت من كل عام وحيث يتضرع المسلمون لله أملا فى مغفرة يوم عرفات، ترتدى الكعبة حلتها الجديدة، والتى تتوشح من الخارج بنقوش منسوجة بخيوط النسيج السوداء، بطريقة الجاكارد، كتب عليها عبارات «يا الله يا الله»، و»لا إله إلا الله محمد رسول الله» و»سبحان الله وبحمده» و «سبحان الله العظيم» و «يا ديان يا منان»، وتتكرر هذه العبارات على قطع قماش الكسوة جميعها.

وفى هذه المناسبة التى تتكرر مرة واحدة فى العام نتذكر تاريخ صناعة كسوة الكعبة والتى انفردت بها مصر لسنوات طويلة، حيث كانت تصنع بسواعد المصريين وتذهب إلى المملكة العربية السعودية فى موكب مهيب حتى تصل إلى بيت الله الحرام.

تاريخ صناعة كسوة الكعبة (1)

ومتاحف مصر تروى تاريخ صناعة كسوة الكعبة فى عدد من العصور المختلفة، واهمها متحف سوهاج القومى ومتحف النسيج حيث يحتويان على قطع أثرية تحكى تاريخ تلك الحقبة، عندما كانت كسوة بيت الله الحرام تخرج من مصر منذ بدايات العصر الإسلامي.

ونشر قطاع المتاحف بوزارة السياحة والاثار من خلال صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعى عددا من الصور من داخل المتاحف المصرية والتى تحكى تاريخ صناعة كسوة الكعبة فى مصر، حيث كانت صناعة النسيج متطورة جدا.

وبدأت حكاية كسوة الكعبة  بعد فتح مكة مباشرة عندما قامت امرأة بحرق كسوة الكعبة دون قصد، وذلك أثناء تبخيرها فكساها سيدنا محمد "صلي الله عليه وسلم" ؛ بيديه الشريفتين بحبرات يمانية بيضاء وقباطي مصرية.

تاريخ صناعة كسوة الكعبة (2)

وقال قطاع المتاحف عبر صفحته بموقع فيسبوك "كان أول خليفة مسلم يطلب بعمل كسوة للكعبة من بيت مال المسلمين فى مصر؛ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وقام سيدنا عبدالله ابن عمر بصناعتها في مصر على نفقته الخاصة ثم سلمها لسدنة الكعبة من بني شيبة للقيام بكسائها".

ثم تنافست الأقطار العربية على هذا الشرف العظيم، وكان لمصر نصيب الأسد لشهرتها العريقة في صناعة المنسوجات وخاصة فى  العصر المملوكي؛ والذي كان يعتبر عصر الإنفراد والسياده لمصر في كسوة الكعبة طوال 275 عام تقريباً.

تاريخ صناعة كسوة الكعبة (3)

كان أول من كسا الكعبة في ذاك العصر، هو السلطان الظاهر بيبرس سنة 661 هجرية، وفي عصره بدأ أول إحتفال للمحمل المصري؛ حيث تطوف الجمال والخيول التي تحمل كسوة الكعبة؛ وكسوة غرفة النبي "صلي الله عليه وسلم" شوارع القاهرة في إحتفال كبير يحضره السلطان نفسه وكبار رجال الدولة؛ وذلك قبل السفر للبلد الحرام .

ويزخر متحف سوهاج القومى بأنه يضم بعض القطع النادرة، والتي هي عبارة عن ( هودج وستائر ) من المستخدمين في رحلة المحمل أثناء العصر المملوكي؛ ومصحف مكتوب بالخط المغربي الذي كان يقرأ فيه صاحبه أثناء السفر للحج.

تاريخ صناعة كسوة الكعبة (4)

ومن حرص مصر علي الإنفاق بكرم لكسوة الكعبة، قام الملك الصالح اسماعيل بن الملك الناصر بن قلاوون، بوقف ثلاث قرى بالكامل للإنفاق علي الكسوة؛ ثم بعد ذلك قام السلطان العثماني بضم وقف 7 قرى أخرى، وهو السلطان سليمان بن سليم الأول سنة 947 هجرياً.

واستمر الشرف العظيم لمصر في إرسال الكسوة للحرم المكي والحرم المدني حتي عصرنا الحديث إلى عام 1961 ميلادياً.

تاريخ صناعة كسوة الكعبة (5)

ومن متحف سوهاج إلى شارع المعز بوسط القاهرة، فعند تجولك سيُلفت نظرك مبنى أثري رائع في تصميمه المعماري أمام مجموعة الناصر قلاوون، وبالرغم من صغر حجمه؛ إلا أنه يحتوي على مجموعة فريدة من المقتنيات التي لا مثيل لها، إنه متحف النسيج المصرى الذي يصنف الأول من نوعه في الشرق الأوسط، والرابع عالمياً، والذي تُعبر مقتنياته عن حكايات مصرية نسجت تاريخاً عظيماً على مر العصور.

وفي عهد الدولة المملوكية وبالأخص في عهد السلطان الظاهر بيبرس، كان إرسال كسوة الكعبة من مصر  شرف عظيم بالنسبة للمماليك، واستمر إرسال الكسوة حتى سقوط الدولة المملوكية.

تاريخ صناعة كسوة الكعبة (6)

وفي عهد الدولة العثمانية أهتم السلطان سليم الأول بتصنيع كسوة الكعبة، وزركشتها وكذلك كسوة الحجرة النبوية، وظلت كسوة الكعبة ترسل بإنتظام من مصر بصورة سنوية يحملها أمير الحج معه في قافلة الحج المصري في موكب عظيم.

و فى عهد محمد على باشا توقفت مصر عن إرسال الكسوة لمدة  ست سنوات تقريباً، ولكن أعادت مصر إرسال الكسوة في 1228هجرية، وقد تأسست دار صناعة كسوة الكعبة بحي الخرنفش، بالقرب من شارع المعز بالقاهرة عام 1233 ه، (حيث ما زالت هذه الدار موجودة حتى الآن)، وفي عام 1962م توقفت مصر عن إرسال كسوة الكعبة وذلك لتولي المملكة العربية السعودية شرف صناعتها.

تاريخ صناعة كسوة الكعبة (7)

وأكد قطاع المتاحف عبر فيسبوك :"عند تجولك داخل  الجناح المتميز الخاص بالكسوة داخل متحف النسيج، ستجد حزاماً من كسوة الكعبة مستطيل الشكل من الحرير الكحلي عليه كتابات مطرزة بخيوط الفضة بأسلوب السيرما (وهو فن من فنون التطريز النادرة) .

ونص هذه الكتابات "صنعت هذه الكسوة بأمر المتوكل على الله فاروق الأول ملك مصر أُهديت إلى الكعبة المشرفة في عهد خادم الحرمين الشريفين "عبد العزيز آل سعود' ملك المملكة العربية السعودية"، والكتابات محاطة بإطار من الزخارف النباتية مطرزة بأسلوب السيرما، بالإضافة إلى الآيات القرآنية مكتوبة بخيوط السيرما الفضية المنفذة بدقة بارعة على شريط الحرير الكحلي".

تاريخ صناعة كسوة الكعبة (8)

وفى الطابق العلوى داخل متحف النسيج، ستجد في قاعة للعصر العثماني، قطعتين من الحرير تعودان لنهاية العصر المملوكى وبداية العصر العثماني،  الأولى تمثل جزءاً من كسوة الحجرة النبوية الشريفة من الحرير الاخضر، والأخرى تمثل جزءًا من كسوة الكعبة المشرفة من الحرير الأسود

كما يوجد ستارة باب التوبة بمتحف النسيج المصري، هذه الستارة المستطيلة الشكل التى تحمل التوبة والغفران لله عز وجل و تتميز بزخارفها النباتية، وآيات قرآنية، وكتابات مطرزة بخيوط معدنية فضية بأسلوب السيرما، وتحمل نص "أمر بتجديد هذه الستائر الشريفة صاحب الجلالة فاروق الأول ملك مصر ابن فؤاد الأول ابن إسماعيل باشا ابن الحاج إبراهيم باشا".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة