أكد الدكتور فرناندو سيمون، عالم الأوبئة الإسباني والمسئول عن استراتيجية مواجهة إسبانيا لوباء فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، أن معدلات الإصابة بالمرض في معظم أنحاء بلاده تتراجع بشكل ملحوظ، على الرغم من التفشي الإقليمي الأخير، خاصة في إقليم كتالونيا.
وقال سيمون (في لقاء أجراه مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية ونُشر على موقعها الالكتروني اليوم الأربعاء، أن هناك مؤشرات على سريان العدوى داخل المجتمع في مقاطعة لاردة الكتالونية، والتي تعرضت لإغلاق جزئي منذ نهاية الأسبوع الماضي...مشيرا إلى أن سريان العدوى المجتمعية يحدث عندما تنتشر الحالات على نطاق واسع بحيث لا يمكن تحديد مصدر العدوى.
كما فرضت السلطات المحلية الإسبانية إغلاقًا جزئيًا في منطقة جاليسيا في شمال غرب البلاد منذ الأحد الماضي، وأعادت فرض القيود في أواخر الشهر الماضي في عدة مدن بمقاطعة هويسكا في منطقة أراجون.
وأضاف الدكتور سيمون :" أن الشيء الذي يقلقنا أكثر الآن هو كتالونيا...فعندما يكون لدينا حالات متزايدة دائمًا، يجب أن نقلق وأن نتحقق من عدم وجود حالات تفشي أو انتقال لم يتم التعرف عليها وتتبعها".
وتابع سيمون أن معدل انتشار الفيروس في معظم انحاء إسبانيا ظل يتراجع...رغم تفشيه في المناطق التي سبق ذكرها.
كانت إسبانيا واحدة من الدول الأكثر تضرراً عندما بلغ الوباء ذروته في أوروبا في مارس وأبريل الماضيين. وانخفضت حالات العدوى والوفيات بشكل حاد بعد سريان قرارات اغلاق البلاد، والتي تم رفعها تدريجيًا بحلول 21 يونيو الماضي، لكن عددًا من حالات تفشي المرض اشتعلت منذ ذلك الحين.
وتعليقا على الأمر، قالت "فاينانشيال تايمز" إن الدكتور سيمون نفسه- واستجابة الحكومة للأزمة بشكل عام- ظلت موضع جدل كبير في إسبانيا، وهي بلد مستقطب سياسيًا حيث احتدم الجدل حول ما إذا كانت الاستجابة الأولية للفيروس سريعة أو حاسمة بما فيه الكفاية.
وقال سيمون إن عدد الوفيات الحقيقي في إسبانيا، قد لا يكون معروفا حتى الخريف القادم، مشيرا إلى أن بعض شهادات الوفاة ربما تكون قد ملئت بشكل غير كاف في ذروة الوباء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة