تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم السبت، العديد من القضايا الهامة، أهمها العلاقة بين مصر والمملكة العربية السعودية والتي تصل إلى حد الشراكة ذات الأبعاد الإنسانية، بالإضافة إلى فشل المجتمع الدولى في مجابهة كورونا، وغيرها من الموضوعات الملحة على الساحتين الدولية والإقليمية.
إميل أمين
إميل أمين: مصر والسعودية... شراكة محورية
في مقاله بصحية "الشرق الأوسط" السعودية، تناول الكاتب إميل أمين الشراكة القوية التي تجمع بين مصر والمملكة العربية السعودية، معتبرا أن هناك مصيراً مشتركاً يتجلى في علاقة إخوة إنسانية بين البلدين، دفعت إلى مصير مشترك، يتضح في الكثير من المواقف المشتركة بين البلدين.
وأضاف الكاتب أنه بالنظر إلى تاريخ الأمة، فإنه لم تقوى الأمة على مواجهة الصعاب إلا حين اشتد عود السعودية ومصر وتضافرت جهودهما معاً في وجه خطوب الزمن، والعكس أيضاً صحيح ولا بد من مصارحة النفس به، أي أنه لم يعترِ الجسد العربي الضعف إلا حال خلافهما.
واستطرد أمين "يمكننا القول إن العلاقات السعودية - المصرية تعيش فترة ازدهار ونضوج غير مسبوقة، وسط حالة من تنامي الإدراك العاقل لما يجري على صعيد المسكونة وساكنيها، لا سيما في أوقات الفراغ الاستراتيجي الدولي الآني، حيث سيناريوهات المخاوف مشرّعة على كل الأبواب، والتطورات المثيرة والمتلاحقة تجري بها المقادير، فتسمع قعقعة السلاح تارة، وهمس الكواليس المغلقة تارة أخرى، وبين هذا وذاك تسود العالم جائحة وبائية غير مسبوقة، لا يعلم إلا الله وحده إلى أين مداها أو متى منتهاها."
واعتبر أن زيارة وزير الخارجية السعودى الأمير فيصل بن فرحان إلى القاهرة قد جاءت في أجواء صعبة، في ظل مخاطر تحيط بمصر، أدركته المملكة بمشاعرها الأخوية، لتعلن تأييدها الصريح للخطوات المصرية، وعلى رأسها إعلان القاهرة المتعلق بالأزمة الليبية، والذى يهدف إلى تحقيق حل سياسى ووقف إطلاق النار وحقن الدماء، والمحافظة على وحدة الأرض الليبية، بما تقتضيه المصلحة الوطنية في ليبيا.
هنا لم تكن مصر بعيدة، هكذا قال الكاتب في مقاله، فقد ثمّنت جهود المملكة وحرصها على تنفيذ الاتفاق ومبادرتها بطرح آلية لتسريع تنفيذ الاتفاق بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي، كما جاء في بيان وزارة الخارجية المصرية، عطفاً على الإعراب عن تقدير القاهرة لدور الإمارات الداعم للحل السياسي في اليمن والمكمل لجهود الأشقاء في المملكة.
محمد خليفة
محمد خليفة: وباء الكورونا والتعاون الدولي
حالة من اليأس في قلوب البشرية قاطبة، رصدها الكاتب محمد خليفة في مقاله بصحيفة "الخليج" الإماراتية، اليوم السبت، إثر تفشى فيروس كورونا المستجد، دون إيجاد حل جذرى، مع تفاقم في أعداد الإصابات والوفيات، يمثل انعكاسا صريحا لفشل المجتمع الدولى في إنهاء أحد أبشع الأزمات في تاريخ الإنسانية.
وأضاف الكاتب أن السبب الرئيسي وراء كون دور الأطباء والعلماء يعد دوراً رئيسياً، أنهم ينتظمون من جميع الدول بصورة متماسكة، تربط بين أعضائها شراكة إنسانية من العلاقات الفكرية والعلمية، وتقوم على تجانس ثقافي وتوافق أيديولوجي؛ حيث يحافظون على وعيهم الطبي، وهويتهم الجماعية، مما يمكنهم من القيام بدور الطلائع على كافة المستويات في مساعدة المرضى، وفي تعاون مترابط بين أطباء الصين وكوبا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا وهولندا وأستراليا.
واستطرد الكاتب أن العالم يتجه نحو إقامة نظام طبي عالمي جديد، بعد أن فقد النظام الحالي قدرته على التعامل مع المستجدات واستيعابها، وبعد أن انهارت الفلسفة التي استندت إليها بكافة أيديولوجياتها وأنظمتها الاجتماعية والاقتصادية، وبعد أن فقد العالم سيطرته على العلاقات الدولية، وقدرته على تنظيم تلك العلاقات داخل مجتمع دولي جديد في تطلعاته وطموحاته، وفي مفاهيمه ونظرته إلى صحة الإنسان وسلامة مجتمعاته.
هذا النظام العالمي الجديد، بحسب الكاتب، سيسفر عن بروز عدد من القطبيات؛ لأن التوازن بين القطبيات القادمة لن يقوم على أساس أيديولوجي؛ بل على أساس من المصالح الاقتصادية والعلمية الحيوية، وسيعكس ميزان القوة في العالم قدراً أقل فأقل من هيمنة الولايات المتحدة، وقدراً أكبر فأكبر من الأهمية الصاعدة في مكافحة الأمراض والاختراعات.
نوار المطوع
نوار المطوع: وداعا طبيب الغلابة
هناك من وهب نفسه لفعل الخير، وكرَّس حياته له، هناك من يتطوع بسعيه أو وقته أو ماله، وهناك من يتطوع بعمله ومهنته، فيجعل من عمله باب زكاة له ينتشل به الآخرين من صعوباتهم، هكذا استهل الكاتب نوار المطوع مقاله بصحيفة "الأيام" البحرينية" اليوم السبت، مؤكدا أن الطبيب المصرى محمد مشالى يعد نموذجا مضيئا في هذا الإطار.
وأضاف الكاتب أن الدكتور مشالى قدم جُل ما يملك لخدمة الإنسانية، زهد في الدنيا لعلمه بأن ما عند الله خيرًا وأبقى، ومثله من يستحق أن يقال فيه: قضى حياته في أعمال البر والتقوى، موضحا أنه يمكن للإنسان أن يكون عظيمًا، ليس بشهرة أو بمنصب أو بمال، وإنما عظيمٌ بعطائه، بين أسرته، أو أهل منطقته التي يعيش فيها أو وطنه، هذه عظمة متاحة للجميع.
واختتم الكاتب مقاله بقوله "هذا هو نموذج الأبطال، نعم .. مصر الولّادة أنجبتك، وستنجب مثلك دائمًا، ولا أستطيع أن أرى مصر إلا من خلالك أنت وأمثالك من العظماء، فوداعًا يا من كنت تمثل الإنسانية بمعناها الحقيقي، وداعًا يا من تاجرت مع الله خير تجارة، وهنيئًا لك ما حصدت عند مماتك، وهنيئًا لك ما زرعت طوال حياتك، وهنيئًا لك ما غنمت، وهنيئًا لك ما قدمت يداك."
أحمد برقاوى
أحمد برقاوى: صناديق التعصّب
بينما تناول الكاتب أحمد برقاوى، في مقاله بصحيفة "البيان" الإماراتية، ظاهرة التعصب في الحياة الثقافية، معتبرا أنها ليست جديدة، موضحا أن ثمة صراعا بين التعصب والانفتاح، والترديد والتجديد، وأنصار هذا وذاك.
وأضاف الكاتب أن القراء والناس عموماً يجدون في كل مبحث معرفي في الفلسفة والأدب والعلوم الإنسانية والفن، خطباء لا شغل لهم سوى ترديد ما قال هذا المفكر أو ذاك، وما كتب هذا الفيلسوف أو ذاك، وما ألف هذا الناقد أو ذاك، وما أتى على ذكره عالم الاجتماع هذا أو ذاك، وهكذا.
واستطرد أن الخطباء الصندوقيون هؤلاء يقفون بالمرصاد أمام كل قول جديد شكّل انزياحاً عن مألوفهم من القول. فهؤلاء الخطباء لا ينتجون خطاباً، بل يرددون قول الخطيب دون أن يجهدوا أنفسهم بحظ من التفكير ولو كان قليلاً.
وأوضح برقاوى أن التعصب دين مستقل بذاته عن جميع الأديان. هو دين قائم بذاته مهما كان القناع الأيديولوجي له، القومية، الدين، العلمانية، الطائفية، العنصرية، موضحا أنه دين المجرمين، وعبدة القوة الهمجية، الذين لا يجيدون إلا فنون القتل، أسرى الجهل المقدس لاهوت الظلام.