أكد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن إمارة الشارقة ستواصل دعم ومساندة اللاجئين والمحتاجين فى أى مكان تصل إليه بنفسها أو من خلال شركائها الدوليين، مشيراً إلى أن الصراعات والكوارث لن تنتهى على الأرض وأن واجب كل إنسان أن يواصل مساندة ومؤازرة المحتاجين والمنكوبين حول العالم.
الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي
جاء ذلك خلال حفل الإعلان عن الفائز بجائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين فى دورتها الرابعة الذى تم بثه أمس، عبر قنوات مؤسسة الشارقة للإذاعة والتلفزيون ومنصات التواصل الاجتماعى لمؤسسة القلب الكبير.
وقال حاكم الشارقة، ضيوفنا الكرام نرحب بكم بين أهلكم وشركائكم فى الشارقة،هذه الإمارة التى اختارت أن تكون إلى جانب ضحايا الصراعات والحروب والكوارث والفقر، وأن تقف دوماً إلى جانب المستضعفين أصحاب الحقوق المنتهكة.
وأضاف حاكم الشارقة، قد يتساءل البعض ما الفائدة من تحسين ظروف اللاجئين والنازحين، بينما تستمر الحروب والنزاعات فى تهجير المزيد من البشر كل يوم، نحن نقول إن الحروب وأعمال العنف التى تعرّض حياة الأبرياء للخطر مدانة بلا شك، ولكن هذه الحروب لمتنتهييوماً على امتداد التاريخ ولن تنتهى .
وتابع الشيخ الدكتور سلطان القاسمى، إن واجبنا يطالبنا بالتخفيف من نتائج هذه الحروب من خلال أعمال تنفع الضحايا الأبرياء وتوفّر لهم ما أمكن من أسباب الحياة الكريمة، وبهذه الأعمال والمبادرات الإنسانية سنعمل على تقليل مسببات الحروب وفى مقدمتها مشاعر الظلم والاضطهاد والكراهية، لهذه الأسباب ولدت جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين ليكون لنا دور فى تحفيز المؤسسات والمجتمعات والأفراد، للقيام بواجبهم، وتوسيع رقعة العمل الإنسانى وحشد الجهود العالمية للانتصار للحقوق المنتهكة.
وتوجه حاكم الشارقة بجزيل الشكر لكافة المؤسسات التى تناصر وتدعم اللاجئين، قائلاً: أشكر كافة المؤسسات التى تعمل وفق هذا المبدأ وأشكر بشكل خاص مؤسسة القلب الكبير والشيخة جواهر بنت محمد القاسمى، القلب الكبير والخير ودائم العطاء، التى تركت فى كل مكان قصدته من هذا العالم أثراً طيباً مستداماً، وغرست بذور الأمل والوعى والمحبة.
واختتم الشيخ الدكتور كلمته بقوله : "نتعهد أمامكم بمواصلة دورنا فى دعم ومساندة اللاجئين والمحتاجين فى أى مكان نصل إليه نحن أو من خلال شركائنا .
وأقيم الحفل الذى حضره عدد من الشخصيات الرسمية والإعلاميين والعاملين فى المنظمات الإنسانية من مختلف بلدان العالم،وتحدث فيه كل منفيليبو غراندى المفوض السامى للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومريم الحمادى مدير مؤسسة القلب الكبير، وتريزور نزينغو مؤسس منظمة "توماينى ليتو"، وقدمهحسن يعقوب المنصورى أمين عام مجلس الشارقة للإعلام.
وتوجت جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين فى دورتها الرابعة، المنظمة الإنسانية المالاوية "توماينى ليتو" العاملة فى "مخيم دجاليكا للاجئين" ومنحتها 500 ألف درهم إماراتى، وذلك تكريماً لجهودها فى تنمية مهارات اللاجئين فى جمهورية مالاوى، وتعزيز الرفاه الاجتماعى والنفسى للنازحين وتمكينهم من خلال التعبير الإبداعى والترفيه والاستشارات والفعاليات الإبداعية والفنية، فضلاً عن مناصرة قضايا اللاجئين وضمان اندماجهم فى المجتمع بواسطة الأنشطة المتخصصة والإعلام والمؤثرين وكبار الشخصيات العامة.
حسن يعقوب المنصوري
وتجمع منظمة "توماينى ليتو"التى تأسست عام 2012 على يد الأديب والشاعر والفنان اللاجئ تريزور نزينغو، المعروف باسمه الفنى "مينيس لا بلوم"من جمهورية الكونغو الديمقراطية، آلاف اللاجئين سنوياً فى البرامج التى تنظمها حيث تسعى لتعزيز التعايش السلمي، والتفاهم المشترك، والانسجام الثقافى بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة.
ويشارك فى كل عام 1500 شاب وفتاة فى "برنامج التعليم الإبداعي"و"عروض مواهب دجاليكا"التابعة للمنظمة، ويستفيدون منها، كمايشارك 2000 طفل فى "مشروع دجاليكا لرواية القصص"، الذى يهدف للمساهمة فى تعزيز الحوار الثقافى والتعليم المتعدد الثقافات من خلال المحافظة على الإرث الثقافى غير المادى للاجئين والنازحين وطالبى اللجوء فى دجاليكا عن طريق توثيق القصص الشعبية والحكايات الفلكلورية من دولهم والتعريف بها، فضلاً عن أن المنظمة تسهم سنوياً بدعم 1471 لاجئ ولاجئة وتمكينهم اقتصادياً من خلال "برنامج ريادة الأعمال".
بدوره، اعتبر فيليبو جراندى المفوض السامى للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين، مبادرة إنسانية رائدة تهدف إلى تسليط الضوء على معاناة نحو 80 مليون لاجئ ومهجّر حول العالم ودعم جهود العمل الإنسانى الدولى لتحسين حياتهم، إلى جانب تكريم أصحاب المشاريع الفاعلة التى أسهمت بشكل حقيقى فى تعزيز سبل الاستجابة لأزمة اللاجئين.
فيليبو غراندي
وقال جراندى، قامت الشيخة جواهر بنت محمد القاسمى رئيسة مؤسسة القلب الكبير، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين،بدور فاعل فى تعزيز الجهود الإنسانية لدعم النازحين، كما قدمت مؤسسة القلب الكبير الدعم والاحتياجات الأساسية التى أسهمت فى إنقاذ حياة أكثر من مليون شخص من اللاجئين فى العراق وسوريا والروهينغا وجنوب السودان.
وأضاف ،أدت جائحة فيروس كورونا المستجد إلى توقف أنشطة الحياة اليوميّة فى مختلف أنحاء العالم، لكن الصراعات وموجات النزوح لم تتوقف، إذ واصل الناس الفرار من ديارهم والتوجه إلى دول أخرى هرباً من النزاعات والعنف والاضطهاد والكوارث، فضلاً عن تأثيرات التغيرات المناخية، ونتيجةً لذلك، أصبح ملايين اللاجئين والنازحين داخلياً الذين يعيشون أصلاً فى ظروف محفوفة بالمخاطر، معرضين اليوم أكثر للتداعيات الصحية والاجتماعيّة والاقتصاديّة لأزمة كورونا .
وتابع إلى جانب شراكتنا وتعاوننا من أجل التصدى لجائحة كورونا، يمكننا أيضاً أن ننظر إلى اللاجئين باعتبارهم مصدر إلهام لنا، بما يبدونه من صمود فى وجه الظروف الصعبة، ورغبة فى المساهمة الإيجابية فى مجتمعاتهم وعزمهم على تحسين حياتهم وحياة الآخرين.
من جانبها قالت مريم الحمادى، مدير مؤسسة القلب الكبير هناك جيل كامل من الأطفال اللاجئين والنازحين لم يشاهدوا فى حياتهم سوى قسوة الظروف، وعلينا أن نسأل أنفسنا أى مستقبل فى انتظارهم إذا لم يكن هناك مؤسسات تحرص على تعويضهم نفسياً ومعنوياً وعاطفياً .
مريم الحمادي
وأكدت الحمادى، أن الشارقة كانت وستبقى بتوجيهات ودعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى ورعاية قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، حامية للمستضعفين بهدف تمكينهم من العيش بكرامة وداعمة ومساندة للاجئين والمتضررين جراء النزاعات والصراعات، والكوارث الطبيعية، فتقدم المساعدات اللازمة لهم، وتعزز قدراتهم وإمكاناتهم.
وأوضحت الحمادى أن منظمة "توماينى ليتو"الفائزة بجائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين لعام 2020، هى مؤسسة أبدعت فى تحويل مخيمات وأماكن عيش اللاجئين إلى مجتمعات حية تمارس حقها فيما فقدته على المستويين الفكرى والعاطفى فى جمهورية مالاوي، حيث تنظم هذه المؤسسة مهرجاناً سنوياً بعنوان "مهرجان تومايني"يتم من خلال تحويل مخيم "دجاليكا للاجئين"إلى منصة احتفالية تجذب أكثر من 50 ألف زائر سنوياً.
وأشارت إلى أن هذا المهرجان وسيلة مبدعة لتحقيق التفاعل بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة واستقطاب الشخصيات المؤثرة لتسليط الضوء على الجانب الأكثر أهمية من حقوق اللاجئين، منوهة بأن هذا الجانب يجب أن يشكل محط اهتمام المؤسسات العاملة فى المجال الإنسانى كافة.
واختتمت الحمادى كلمتها بالتأكيد على دور ورسالة "جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين"فى تطوير العمل الإنسانى والارتقاء بمخرجاته وآثاره الإيجابيّة المستدامة، وتقديم نماذج يحتذى بها من المؤسسات والأفراد الملتزمين بدورهم الإنساني، وتوفير بوصلة صادقة وموثوقة ترشدنا نحو مستقبل أكثر أمناً وأقل ألماً.
من جهته، ألقى تريزور نزينغو مؤسس "توماينى ليتو"كلمة شكر فيها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمى على منح مؤسسته جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين، وأعرب عن تقديره العميق لمؤسسة القلب الكبير على جهودها الكبيرة لدعم ومناصرة اللاجئين.
وقال نزينجو، أتسلم هذه الجائزة فى وقت نحن بأشد الحاجة فيه إلى الشعور بإنسانيتنا وإلى تعزيز التضامن فيما بيننا، فى وقت نعانى جميعنا من جائحة أثرت على حاضرنا وتركتنا قلقين حيال المستقبل، اليوم1% من سكان العالم تم تهجيرهم قسراً بسبب الحرب والاضطهاد ، ويعيشون فى ظروف محفوفة بالأخطار ومعرضون للموت، وأنا الآن أتسلّم هذه الجائزة نيابة عنهم، لأننى واحد منهم .
وذكر أن فكرة الاستثمار فى المواهب والطاقات الكامنة فى المخيم، هى التى ألهمته لأن يبدأ مهرجان "تومايني"، لافتاً إلى أن المهرجان يعد مبادرة فريدة تهدف إلى تعزيز الانسجام بين الثقافات والتفاهم المتبادل والتعايش السلمى بين اللاجئين والمجتمع المضيف، عبر بوابة الثقافة والفنون، كما تمكن المهرجان من توفير فرص عمل مختلفة لمجتمع اللاجئين، وفتح لهم آفاقاً اقتصادية واعدة لتأسيس شركات ومشاريع مربحة.
وأكد أن هذه الجائزة تمثل حافزاً قوياً ومصدر إلهام له ولفريقه فى توماينى ليتو ولمجتمع اللاجئين بأكمله فى مالاوي، وخاصة للشباب المفعم بطموحات واسعة وطاقات هائلة تنتظر الفرصة الملائمة لاستثمارها.
وجاء الحفل الذى نظمته مؤسسة "القلب الكبير"؛ المؤسسة الإنسانية العالميّة المعنية بمساعدة ودعم اللاجئين والمحتاجين حول العالم التى تتخذ من الشارقة مقراً لها، على شكل فيلم يروى حكاية إنسان يبحث عن مفهوم الحب والتعايش الذى يجمع البشر منذ فجر التاريخ، ويجيب على أسئلة ظلت تشغل البشرية طويلاً حتى أدركت أن الفن والإبداع لغة جمال قادرة على نقل مشاعر المحبة والتعبير عن الأخوة والتسامح، لتحتفى بذلك فى الذكرى السنوية الـ 11 لليوم العالمى للعمل الإنسانى الذى يصادق فى 19 أغسطس من كل عام.
واستقطبت الجائزة والتى تبلغ قيمتها 500 ألف درهم، 242 مشاركة من 52 دولةً هذا العام،وذلك بعد أن وسعت نطاقها لتشمل مؤسسات من مختلف دول القارة الإفريقية، وجاء أكبر عدد من الملفات المرشحة للجائزة من المملكة الأردنية الهاشمية بإجمالى 24 ملفاً، تليها كينيا بـ 19 ملفاً، ثم أوغندا بـ 18 ملفاً، ونيجيريا بـ 17 ملفاً، والولايات المتحدة والكاميرون بـ 11 ملفاً لكل منهما، وتصدرت القارة الإفريقية قائمة الدول المشاركة حيث تمثل نسبة 49% من إجمالى عدد الملفات، وتليها دول آسيا بنسبة 44%، فيما تمثل مشاركات دول أوروبا 5% و2% لباقى دول العالم.