تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الأربعاء، العديد من القضايا المهمة، أبرزها عودة التوتر فى العلاقات الأوروبية الروسية؛ إثر الاحتجاجات التى تشهدها بيلاروسيا، واصطفاف كل طرف منهما فى زاوية.
عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد: اغتيال الحريرى مدخل حروب إيران
قال الكاتب فى مقاله بصحيفة الشرق الأوسط إن اغتيال رفيق الحريرى وبقية القيادات السياسية والأمنية والفكرية اللبنانية لم يكن سوى فصل واحد فى الحرب مع إيران، ومع أن المحكمة الدولية، بالقليل الممنوح لها من صلاحيات، وأمام التهديدات التى طالت محققيها الدوليين، وتخريب مسرح الجريمة، فإنها حكمت بما يعرفه العالم، "حزب الله" هو من قام بقتل هؤلاء لصالح إيران.
مرّت 15 عاماً على الاغتيال، ولا تزال جرائم إيران وحزبها مستمرة، وآخرها انفجار الميناء الذى دمَّر ثلث وسط بيروت، وأصاب الآلاف فى مسلسل العنف.
مقتل الحريري ورفاقه كان يهدف إلى تصفية القوى السياسية المواجهة للمحور الإيراني، والاستيلاء على لبنان بعد تأمين النظام الموالى لها فى سوريا، وبعد عامين على إقصاء نظام صدام في العراق. استمرت إيران تقتل كل من وقف في طريقها، ودامت حملة الرعب 6 سنوات في بيروت، إلى أن قامت الحرب الأهلية في سوريا. ولا شك أبداً في أن انفجار الوضع في سوريا كان من نتائج اغتيالات لبنان التي افتتحت المواجهات والتدخلات الإقليمية رداً على التمدد الإيراني.
إبراهيم النحاس
إبراهيم النحاس: ترامب لولاية رئاسية ثانية
قال الكاتب فى مقاله بصحيفة الرياض السعودية إن تماسك وقوة الحزب الجمهوري ووضوح رؤيته السياسية تؤثر تأثيراً إيجابياً فى توجهات الناخب الأمريكي وتزيد الثقة والاطمئنان لديه حول مستقبل الرئاسة ووحدة الحزب؛ وهذا الذي يفتقده الحزب الديمقراطي حيث ظهر جلياً خلال الانتخابات التمهيدية مدى التناقض في الطروحات، وخروج بعضها عن سياق الطرح التاريخي في الولايات المتحدة بشكل عام.
وهل يمكن الجزم بذلك؟ قد يكون الجزم بفوز الرئيس ترامب بولاية رئاسية ثانية غير عقلاني من الناحية المنطقية لأن المسألة تتعلق بتوجهات ورغبات وتطلعات الناخب الأمريكي وما يقرره عند التصويت بيوم الانتخابات في الثالث من نوفمبر 2020م. وإذا كان الجزم بفوز ترامب بولاية رئاسية ثانية غير عقلاني، فإن التوقع بفوزه مرة أخرى أمر عقلاني وأقرب للمنطق وذلك بناء على مؤشرات مهمة ومتعددة منها ما يتعلق بالتاريخ الانتخابي الأمريكي على مدى قرنين من الزمان، ومنها ما يتعلق بالمسائل والقضايا الرئيسية والثانوية التي تؤثر بشكل أو بآخر بتوجهات ورغبات وتطلعات الناخب الأمريكي.
يوسف الشريف
يوسف الشريف: ما الذى يمكن أن نتعلّمه من إسرائيل؟
قال الكاتب في مقاله بصحيفة البيان الإماراتية، في خطوة سياسية ودبلوماسية جريئة، وقعت دولتنا دولة الإمارات، دولة السلم والسلام، اتفاقاً تاريخياً للسلام مع إسرائيل وفتح العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وهناك الكثير من الدروس التي يمكننا أن نتعلمها من التجربة الإسرائيلية في العديد من المجالات، فما هي هذه التجارب وما الذي يمكن أن نتعلمه من إسرائيل؟!
خلال الـ70 عاماً الماضية منذ الإعلان عن قيام دولة إسرائيل حتى يومنا هذا، واجهت إسرائيل العديد من التحديات، تحديات إقامة دولة بالشكل الذي قامت عليه، وتحدياتها في إقامة دولة آمنة وسط هذا الصراع التاريخي، وهذه تجربة يمكننا الاستفادة منها ودراستها بشكل أعمق، بعيداً عن العواطف أو الميل لجانب على حساب آخر، ولكن واقعياً فإن إسرائيل تفوقت في هذا الجانب بشكل كبير، وربما يعوّل البعض بأن السبب هو امتلاكها أحدث الأسلحة التي تصلهم من أمريكا، باعتبار أن إسرائيل الابن المدلل لها، ولكن هذا ليس هو السبب الوحيد، إنما هناك خطط واستراتيجيات عسكرية ودفاعية مكّنت إسرائيل من الصمود طوال هذه الفترة رغم أنها خاضت حروباً صريحة ومباشرة وغير مباشرة كادت أن تهدد وجودها، فعلينا أن نستفيد من هذه التجربة ونبحث في خفاياها والأسرار التي أدت لنتائجها.
عانى العالم خلال السنوات الماضية من الإرهاب العابر للقارات، وقد شاهدنا تفجيرات وعمليات إرهابية وصلت للكثير من بلدان العالم، وقد فشلت العديد من الدول المتقدمة في أوروبا من المحافظة على أمن مدنها وسكانها، وقد كانت تجربة قاسية زعزعت الأمن والاستقرار، والفشل في هذا الأمر يعود لضعف أو اختراق في الأجهزة الأمنية أو الاستخباراتية، وإسرائيل تمتلك واحداً من أقوى أجهزة المخابرات والاستخبارات في العالم، ولديها التكنولوجيا الأمنية التي طوّرتها بشكل لافت خلال السنوات الماضية لتشكل حاجزاً مساعداً لجهود التصدي للإرهاب العالمي، وهذا الملف تحديداً حاول الكثيرون أن يفتحوه مع إسرائيل وأن يستفيدوا من هذا التطور، إلا أنه لم يصل لدولنا العربية، ولم نستفد منه كثيراً رغم أننا بحاجة ماسة له في ظل تهديدات مستمرة من الكثير من الأطراف بالوصول لعمقنا العربي، وليس هذا فقط إنما هذه التكنولوجيا يجب أن نمتلكها للسيطرة على أمن أوطاننا ونحافظ على حياة شعوبنا، ولنكن واقعيين بأن إسرائيل والشركات الإسرائيلية المتخصصة بالأمن، قد فاقت بتطورها الشركات العالمية في هذا المجال وسبقتها بخطوات، ولذا يجب علينا أن نستفيد من هذا الملف بشكل كبير في قادم السنوات.
على قباجة: توتر روسى ــ أوروبى
قال الكاتب فى مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، مجدداً، تعود العلاقات الأوروبية الروسية للتوتر؛ إثر الاحتجاجات التي تشهدها بيلاروسيا، واصطفاف كل طرف منهما في زاوية، فبينما ترى موسكو أن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، هو الرئيس المنتخب، ولا يجوز إطاحته بتظاهرات غوغائية، وتعلن دعمها المطلق له؛ بعد لجوئه لطلب ذلك الدعم علانية منها، ترى الدول الأوروبية أن استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين غير مجدٍ، ولا بد من إيقاف ذلك، وفتح باب الديمقراطية للشعب؛ ليقول كلمته، ويختار الرجل المناسب لإدارة الدولة، لاسيما وأن لوكاشينكو يحكم البلاد منذ 1994 ولم تشهد خلال حكمه أي نهضة؛ كما أن الدول الأوروبية تتهمه بتقييد الحريات، واعتقال المعارضين. وبين النظرتين المتباينتين؛ تعود ساحة الأخذ والرد والاتهامات بين الطرفين، لاسيما وأن العلاقات بينهما تشهد توتراً قديماً، زادته حدة أزمة ضم روسيا للقرم، وموقفها من أوكرانيا.
لم تكن الدول الأوروبية تتمنى أن يحدث ما يعكر صفو علاقاتها مع موسكو، لاسيما وأن دول الاتحاد بدأت بالبحث عن لغة حوار مشتركة بين الطرفين؛ إذ إن إصلاح الملفات العالقة، وبناء علاقات تقوم على الثقة المتبادلة يحقق مصلحة للطرفين، فمن جانب الاتحاد الأوروبي العلاقات الطبيعية مع موسكو يعد ضرورياً لها؛ لتحافظ على وحدتها قوية، لاسيما تجاوز أزمة "كورونا" وما خلّفته من شرخ في العلاقات الأوروبية الأوروبية، وخوف الدول الفاعلة، كفرنسا وألمانيا، من توجه بعض أعضاء الحلف، كإيطاليا وإسبانيا، منفردة باتجاه موسكو، إلى جانب أن دول الاتحاد تعيد هيكلة علاقاتها؛ إثر "البريكست" وسحب القوات الأمريكية من ألمانيا، أما من جانب روسيا فبناء علاقات قوية مع الاتحاد الأوروبي له أهمية كبيرة في زيادة نفوذها مقابل واشنطن، لاسيما بعد تأزم علاقات الأخيرة مع أوروبا.