بلهجة حاسمة، لا تخلو من ملامح الغضب، وقف الرئيس السيسي يوم 20 يونيو الماضي، متفقدا عناصر المنطقة الغربية العسكرية، ووجه رسائل قوية وحاسمة إلى الأطراف المعتدية على سلامة ليبيا وخاصة الميليشيات المسلحة والمرتزقة المنتشرين في البلاد، استخدم فيها المصطلح الشهير "سرت والجفرة بالنسبة لنا خط أحمر"
وأوضح الرئيس أن مصر تكن كل الاحترام والتقدير لليبيا ولم تتدخل يوما في شؤونها الداخلية ومستعدة لتقديم الدعم من أجل استقرارها، مشددا: "نحن في مصر نكن لكم احتراما وتقديرا كبيرا ولم نتدخل في شئونكم ودائما مستعدين لتقديم الدعم، من أجل استقرار ليبيا وليس لنا مصلحة ليس إلا أمنكم واستقراركم ، وتجاوز سرت والجفرة خط أحمر، ولن يدافع عن ليبيا إلا أهل ليبيا ومستعدين نساعد ونساند هذا".
حصاد رسائل الرئيس ترجمة على الأرض
اليوم، وبعد شهرين من الزيارة الشهيرة والتصريح الشهير بشأن سرت والجفرة، ترجمت تصريحات الرئيس على الأرض، وعادت حكومة الوفاق لصوابها، وأعلنت وقف إطلاق النار في جميع الأراضي الليبية، فيما طالبت بعثة الأمم المتحدة ببدء ترحيل جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، لتكون الترجمة الأقوى لرسائل الرئيس، خلال 60 يوما فقط.
وفي زيارته للمنطقة الغربية العسكرية، شدد الرئيس السيسي على أن سرت والجفرة خط أحمر، ولن يدافع عن ليبيا إلا أهل ليبيا واستعداد مصر لدعمها، مضيفا: "ليبيا دولة عظيمة وشعبها مناضل ومكافح، بنقول الخط اللى وصلت إليه القوات الحالية، سواء من جانب المنطقة الشرقية أو الغربية كلهم أبناء ليبيا ونتكلم مع الشعب الليبي".
مصر حافظت على إرادة الأشقاء وفضلت مصالحهم
الآن الواقع يشرح كيف كانت الإدارة المصرية قوية، ولم تحم حدودها فقط، بل حمت إرادة الشعب الليبي، وحفظت أراضيه من الغزاة، وطهرت البلد الشقيق من شرعنة تواجد القوات الأجنبية على أراضيه، وباتت القضية الليبية معروفة لكل المجتمع الدولي، ويعلم الجميع الآن من المعتدي، ومن الطامع في مقدرات شعب ليبيا الشقيق، بعدما أعلنت الأمم المتحدة رسمياً ضرورة طرد القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، ليتحقق انتصار دبلوسي مصري مهم، ليس فقط فيما يتعلق بحدود مصر وأمنها، بل وتعريف العالم لمن الشرعية في ليبيا، وفضح التواجد الأجنبي لميليشيات ومرتزقة تطمع في مقدرات الشعب الشقيق وخيراته، ولا تعبأ بمصلحته ولا أمنه واستقراره.
ما وصلت إليه ليبيا اليوم يعكس بشكل واضح الدور المصري الكبير في ليبيا، من حيث حماية حدودها، والحفاظ على مقدرات الشعب الليبي، بعدما وصلنا إلى مرحلة وقف إطلاق النار في كل الأراضي الليبية، وما تلاه من مطالبات دولية بالتطهير.