تصور البعض أن راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة – إخوان تونس- فرض نفوذه وانتصر على المعارضة التونسية بعدما فشلت فى سحب الثقة منه بمجلس الشعب التونسى شهر يوليو الماضى، لكن سرعان ما تبددت هذه التصورات تماما، وتبين للجميع أن شعبية راشد الغنوشى وحركته فى تونس تراجعت بشكل كبير، لدرجة أن شباب تونسى احتشد أمام زيارة الغنوشى لمسقط رأسه وهتفوا فى وجه "ارحل".. لم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل وفقا لتقارير إعلامية تونسية فقد فشلت جميع مناورات راشد الغنوشى فى تشكيل الحكومة وحسم هشام المشيشى المكلف بتشكيل حكومة معركته سواء مع الإخوان أو أغلب الأحزاب الموالية لحركة النهضة.
طرد راشد الغنوشى من مسقط رأسه
وطرد شباب تونسى، راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة – زعيم إخوان تونس- مؤخرا من مسقط رأسه مدينة "الحامة" إحدى مدن الجمهورية التونسية، التى تقع فى ولاية قابس بالجنوب الشرقى ويبلغ عدد سكانها 120000 حسب إحصائيات سنة 2014.
ورفع أهالى الحامة شعار "ارحل" فى وجه رئيس حركة النهضة، رئيس البرلمان راشد الغنوشى خلال زيارته لها، وقد تجمع أهالى الحامة أمام المعتمدية رافعين شعارات ضد زيارة الغنوشى إلى مسقط رأسه منطقة الحامة من ولاية قابس.
مناورات راشد الغنوشى تبددت
ومع الاقتراب من نهاية الآجال الدستورية الممنوحة لهشام المشيشى المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، اتضحت الصورة بانتهاء "زمن المناورات" الإخوانية والبحث عن تحسين شروط التفاوض، فالجميع فى تونس أمام واقع فرضه المشيشى جاعلا مصيره ومصيرهم مشتركا، إذا نجا نجوا وان سقط سيلتحقون به، معادلة استوعبها الجميع ومنهم النهضة، المنتظر أن يعلن مجلس شوارها فى بداية الاسبوع عن اعتزامه التصويت للحكومة، وفقا لما نشرته صحيفة المغرب التونسية.
وكشفت التطورات فى المشهد السياسى وخاصة فى علاقة بمسار المفاوضات المتعلقة بتشكيل الحكومة عن تطورين، الأول إقرار حزب قلب تونس أن الحكومة يجب أن تمر لينضم إلى أحزاب وكتل سبق وأعلنت عن عزمها التصويت لحكومة المشيشى، والثانى اجتماع على عجل لحركة النهضة برئاسة «شيخها» راشد الغنوشى لمناقشة موقفها من الحكومة قبل انعقاد مجلس الشورى فى بداية الأسبوع.
حدثان مترابطان، يكشفان عن إدراك الحزبين أن «زمن المناورات» انتهى وأنهما امام حتمية الاختيار إذ أن المشيشى وبأسلوبه فى إدارة التفاوض حال دون أن يكون لمواقف الأحزاب ورغباتها أى تأثير مباشر وصريح على حكومته أو تصورها، وأنه حرص على أن لا يبرز الأمر لرفع الحرج عليهم والحيلولة دون دفع الكتل البرلمانية والأحزاب فى الزاوية.
حركة النهضة تتسلم للأمر الواقع
الصدام المكتوم بين الأحزاب والمشيشى، انتهى إلى التسليم بالأمر الواقع، وهو ما عبر عنه قلب تونس حليف حركة النهضة الرئيسى مما قد يكون مؤشرا على أن حركة النهضة بدورها تتبنى هذا الخيار، فقلب تونس وخاصة فى الفترة الأخيرة كانت كل مواقفه منسجمة ومتناغمة مع مواقف "إخوان تونس" وهذا نتاج التنسيق المشترك بينها، ولا يبدو أن موقفه الجديد من الحكومة اتخذ دون تشاور او تنسيق عام بين الحزبين لتوحيد التصور والموقف دون إغفال أن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشى التقى أمس بهشام المشيشى، وإثر اللقاء دعا إلى اجتماع للجنة التفاوض لمناقشة المعطيات الأخيرة التى باتت فى حوزته إثر اللقاء بالمشيشى، ونقلها إلى أعضاء اللجنة المفاوضة فى انتظار أن يقع تقديمها فى تقرير إلى مجلس شورى النهضة المزمع انعقاده فى بداية الأسبوع القادم.
مراوغات "الغنوشى" صفر كبير
هذه المرة مجلس شورى سيحسم فى خيار حركة النهضة تجاه حكومة المشيشى، فبعد أن ترك الأمور معلقة فى انتظار الاطلاع على تركيبة حكومة المشيشى بعد أن أعيته المطالبة بحكومة وحدة وطنية حزبية، ولا يبدو أن خياره سيكون رفض الحكومة، فالنهضة وشوراها وإن تعالت أصوات من داخلها تنادى بالرفض والذهاب لانتخابات تشريعية مبكرة، فان توجهاتها الكبرى تخضع لمعادلة يتداخل فيها كل شيء منها حسابات الربح والخسارة، والمتوقع واختيار المعركة والأولويات والمخاوف.
كل هذه العناصر تبين أن النهضة ليست فى أريحية تسمح لها برفض الحكومة، إذ أن العناصر كلها تجتمع ضد هذا الخيار حتى وإن رغبت فيه الأغلبية فى الحركة، فالنهضة تدرك أنها ستخسر الكثير إذا غامرت بإسقاط حكومة المشيشى، وأول الخسائر ستكون تحمل المسؤولية السياسية عن التداعيات المحتملة لاستمرار الفراغ فى أحد اجنحة السلطة التنفيذية فى ظل سياق متأزم غير مسبوق.
هذا ما قد يجبر النهضة بالأساس على القبول بحكومة تعتبرها «خطرا» عليها على عدة اصعدة ولكنه لن يجبرها ذلك على الاستمرار فى دعمها أو أن تتركها لتنهى سنتها الأولى، فما سيقرره النهضة بداية الأسبوع ليس هل أنها ستمنح الحكومة الثقة أم لا بل كيف ستتعامل معها فى الأشهر القليلة القادمة ومتى ستعيد خلط الأوراق.
الإخوان منبوذون داخل الجامعات
لم تقتصر الخسائر التى تلاحق الإخوان فى الوسط السياسى والشعبى فقط بل امتدت حتى إلى الجامعات التونسية، إذ أكد المتحدث الرسمى باسم اتحاد الطلاب فى تونس، مواصلة الاتحاد النضال بنفس الحماس الوطنى العالى فى تنظيم الفعاليات ضد الإخوان داخل وخارج الجامعات إلى جانب القوى الوطنية الأخرى، مؤكدا أن اتحاد الطلبة لن يترك الجامعات فى تونس لتغلغل الفكر الإخواني.
جاء ذلك فى ختام ندوات التوجيه الجامعى التى ينظمها كل سنة اتحاد طلبة تونس فى مختلف جهات البلاد استعدادا للعودة الجامعية من محافظة القصرين بإشراف من المتحدث الرسمى باسم الاتحاد رياض جراد، الذى أكد أن ندوات التوجيه الجامعى شهدت نجاحا كاملا وحضورا قياسيا، مضيفا: "لن نترك جامعاتنا للإخوان".
وأضاف لـ"اليوم السابع": "كشفنا وبالأدلة عن انتماء الإرهابية منى قبلة إلى الذراع الطلابية لحركة النهضة الإخوانية، وهى التى فجرت نفسها فى شارع الحبيب بورقيبة فى 8 أكتوبر من عام 2018، هذا بالإضافة إلى فضائحهم الجنسية التى تعلقت بهم وهزت الرأى العام فى تونس، حيث تم مؤخرا تداول محادثات بشكل كبير فى تونس أثبتت أن طلاب الإخوان يقومون بالتحرش بالطالبات وابتزازهن جنسيًا، حيث يسيرون على نهج زعيمهم راشد الغنوشى وطارق رمضان حفيد حسن البنا مؤسس الجماعة الإرهابية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة