تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الخميس، العديد من القضايا الهامة أبرزها، الحرب التي تدور رحاها بين الهند والصين وأسفرت عن مقتل 20 شخصاً على الأقل على حدود متنازع عليها في جبال الهيمالايا. تحاول الصين تطويق الهند بسلسلة من التحالفات والقواعد البحرية المعروفة على نحو مثير للذكريات باسم سلسلة اللؤلؤ.
فهد سليمان الشقيران
فهد سليمان الشقيران: "حزب الله" والانسحاب الجزئى من سوريا
أكد الكاتب في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، أنه لم يكن أحد بحاجة لانتظار التحقيق حول تفجير مرفأ بيروت ليتّهم "حزب الله". المسألة أعمق من ذلك بكثير، الحمل الثقيل الذي وضعه الحزب على كاهل اللبنانيين فاق طاقتهم. التململ وصل إلى بيئة "الحزب" ومراكز أساسية بمواقع نفوذه وبنقطة تمدد صلاته.
الحديث اليوم ينصب على موقع "حزب الله" من المعادلة الإصلاحية المزمعة، وكيف سيواجه اللبنانيين، وما السبل المطروحة لمواجهة الجنون والكوارث المرتكبة باسم الدفاع عن القدس، أو مواجهة داعش، أو الدفاع عن المقامات المقدسة.
الخطر الذي يواجهه "الحزب" اليوم داخلياً يتمثل في فقدانه السيطرة على قطاع غير قليل من أنصاره، والتململ داخل بيئته ومحازبيه بدأ يظهر للعلن، وفي كلماته الأخيرة بمحرم تطرق الأمين العام لـ"الحزب" حسن نصر الله إلى موضوع بيئته كثيراً ومدى صحة ما يتداول عن الانفلات، تحدث عن مواقع إلكترونية مدعومة من دول خليجية لاستهداف بيئة "حزب الله"، ومن ثم أعاد الحديث عن القتال في سوريا، وذكر أن قتلاه بالآلاف، ولكن قوله المضمر يثبت أن واقع "حزب الله" داخلياً بحالة اضطراب غير مسبوقة، ولعل أبرز دلائل ذلك المظاهرات المناوئة في قلب مناطقه، وقبل ذلك نزع القداسة عن شخص الأمين العام وتعليق صورته على مشنقة في المظاهرات التي سبقت استقالة الحكومة.
الدفع الدولي لإيقاف انهيار لبنان يمثله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارتيْه. لديه مصالح ذاتية من زياراته واستعراضه الشعبي، واستثمار الفلكلور اللبناني فناً وأدباً في الزيارات والكلمات. وجهة نظره حول "الحزب" تختلف عن موقف واشنطن. ماكرون يتعاطى بما يعدّه الواقع؛ "حزب الله" ممثل بالبرلمان وجزء من النظام، وما دام هذا النظام قائماً فسيتعاطى معه على هذا الأساس. ويعدّ سامي الجميل في حوارٍ معه قبل أيام أن تعاطي ماكرون هذا مع "حزب الله" بسبب عدم وجود تيار مدني يمكن البناء عليه لتأسيس نظام مختلف. تعويم ماكرون لـ"حزب الله" أعجب مناصريه، حتى إن حليفهم وئام وهاب عدّ الرئيس الفرنسي هو المحامي عن "حزب الله" وأن دفاعه عنه جعله الرابح الأكبر من الزيارات الفرنسية.
سالفاتور بابونيس: الهند والصين.. حرب ليست باردة
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، لننسى الحرب الباردة الجديدة في المحيط الهادئ بين الولايات المتحدة والصين، لأن هناك حرباً أكثر حرارة تدور رحاها بالفعل بين الهند والصين أسفرت عن مقتل 20 شخصاً على الأقل على حدود متنازع عليها في جبال الهيمالايا. تحاول الصين تطويق الهند بسلسلة من التحالفات والقواعد البحرية المعروفة على نحو مثير للذكريات باسم سلسلة اللؤلؤ.
وأكبر نقاط ضعف الصين في استراتيجيتها للسيطرة على المحيط الهندي- وبالتالي على الهند- هي مضيق ملقا، وهو ممر بحري ضيق يفصل بين سنغافورة وسومطرة، الذي يجب أن تعبر من خلاله الكثير من السفن البحرية؛ بحيث يكون شريان حياة للتجارة البحرية الصينية ومسار أسطولها البحري نحو جنوب آسيا، وبالتالي نحو جهة الغرب. وفيما يتعلق بتنافس الصين مع الهند- وطموحاتها الاستراتيجية في إفريقيا والشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط وما وراءها- فإن أي شيء يقلل الاعتماد حتى على مجرد نقطة ضيقة واحدة بين القوى المعادية المحتملة هو أمر حيوي.
وهنا يأتي دور أكثر مشاريع البنية التحتية الإقليمية طموحاً في بكين- مبادرة الحزام والطريق المثيرة للجدل- هو قناة طويلة تسمى بالقناة التايلاندية، وأيضاً قناة كرا أو قناة برزخ كرا وتقع في جنوبي تايلاند، وهي أضيق نقطة في شبه جزيرة الملايو، والتي ستفتح طريقاً بحرياً ثانياً من الصين إلى المحيط الهندي. وقد يسمح هذا للبحرية الصينية بنقل السفن بسرعة بين قواعدها المشيدة حديثاً في بحر الصين الجنوبي والمحيط الهندي دون التحول لأكثر من 700 ميل جنوباً للدوران حول رأس ماليزيا. هذا الأمر من شأنه أن يجعل القناة التايلاندية أحد الأصول الاستراتيجية المهمة للصين- وأنشوطة محتملة حول العنق الجنوبي الضيق لتايلاند. وإذا سمحت تايلاند للصين باستثمار ما يصل إلى 30 مليار دولار في حفر القناة، فقد تجد أن الخيوط مرتبطة بها إلى الأبد.
سامى الريامى
سامى الريامى: خروج عن أعراف اجتماعات جامعة الدول العربية!
أوضح الكاتب في مقاله بصحيفة الإمارات اليوم، أنه يبدو اختلاط الأمور على وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الوزاري، الذي عقد أمس، عبر تقنية "الفيديو كونفرنس"، فلم يستطع التفريق بين كونه وزيراً لخارجية فلسطين، وكون بلاده تترأس دورة المجلس في هذا الاجتماع، ما أدى إلى حدوث جدل "بيزنطي"، كانت نتيجته إنهاء الجانب الفلسطيني لأعمال المجلس، وإلغاء مشروع القرار العربي، حول متابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية!
المالكي رفض قراءة مسودة القرار، وماطل في رفضه، إلى أن أنهى الجلسة، رغم أن مشروع القرار كان متوازناً، وجميع بنوده كانت تصب في مصلحة القضية الفلسطينية، مثل تأكيد الإجماع العربي على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية بالنسبة للأمة العربية جمعاء، وتأكيد أن الطريق الوحيد لتحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط، هو حل الدولتين على حدود 67، وتأكيد حق دولة فلسطين في السيادة على عاصمتها القدس الشرقية، ومقدساتها، ورفض الصفقة الأمريكية وقرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها!
رغم هذا كله، فالوزير الفلسطيني استغل وجوده كرئيس للاجتماع الوزاري، وأصر على عدم قراءة مشروع القرار، بل وإلغائه وإنهاء الاجتماع، خلافاً لكل التقاليد المتعارف عليها في اجتماعات المجالس الوزارية للجامعة العربية، لأنه بكل بساطة كان يريد توجيه القرار إلى لغة الشجب والتنديد البالية والمرفوضة، والتي عفى عليها الزمن والمكان والتاريخ!
وفي كلمته، وباعتباره رئيساً للدورة الحالية، تعرض المالكي لموقف الإمارات بصورة سلبية، وهذا أمر مؤسف، فالإمارات اتخذت قراراً سيادياً واستراتيجياً خالصاً، باعتبارها دولة مستقلة، بالتوقيع على معاهدة سلام مع إسرائيل، والاتفاق يتضمن، من بين أمور أخرى، موافقة إسرائيلية، وضماناً من الولايات المتحدة الأمريكية بتجميد ضم الأراضي الفلسطينية، وهذا إنجاز وخطوة مهمة في اتجاه السلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة