أكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتى، أن إقامة علاقات اعتيادية بين دولة الإمارات وإسرائيل يعد بمثابة إنجاز دبلوماسي تاريخي وعلامة مفعمة بالأمل على أن التقدم في الشرق الأوسط أمر ممكن الحدوث.
وقال في مقال له بصحيفة "وول ستريت جورنال" إن التقدم في مسار القضية الفلسطينية يعد نقطة مركزية .. فقد أوقفت المعاهدة الإماراتية - الإسرائيلية خطط الضم ويجب على القيادة الفلسطينية أن تستغل هذه اللحظة لإعادة تنظيم نهجها والاستعداد لإعادة الانخراط في مناقشات مثمرة وكما هو الحال دائما ستحصل على الدعم الكامل من دولة الإمارات.
وقال إن "التقدم في الشرق الأوسط أمر ممكن الحدوث وفي الأسبوع الماضي جاء إعلان مملكة البحرين عزمها القيام بمباشرة علاقات دبلوماسية كاملة مع دولة إسرائيل الأمر الذي ينظر إليه كفرصة لمقاربة جديدة لمواجهة تحديات المنطقة.. وفي منطقة و عصر حافلين بالأخبار السيئة يمثل ذلك الإعلان بادرة تفاؤل لإيجاد الفرص بدلا من الصراع و المعاناة."
وأضاف، وفقا لوكالة أنباء الإمارات "وام" التي نقلت المقال- "من البديهي فإن التغلب على التحديات سيكون صعبا حيث يوجد عدد من الدول غير العربية و الأطراف غير الحكومية في محور "المقاومة" الدائمة الذين يدافعون عن التطرف بأشكاله المتنوعة و هم يشعرون بالحنين إلى الإمبراطوريات المفقودة أو مهووسون بإنشاء خلافة جديدة كما أنهم يقتاتون وينمون على الصراع و الفوضى وعدم الاستقرار وهم الذين يهاجمون الولايات المتحدة ودولة إسرائيل ودولة الإمارات وكانوا من أشد منتقدي المعاهدة، مؤكدا أن توقيع معاهدة السلام اليوم أفضل رد على هؤلاء و هو تذكير بأن الشعبين الإماراتي والإسرائيلي وجميع شعوب الشرق الأوسط قد سئمت من الصراع و الأولوية الآن تكمن في مواصلة تحديث مجتمعاتنا وتحقيق الاستقرار في المنطقة بأكملها.
وقال أنها سوف تساعد العلاقات الأفضل بين الدول العربية ودولة إسرائيل على تحقيق ذلك لكن يجب أن نذهب أبعد وأسرع على جبهات التعاون الأخرى أيضا، مضيفا: إن الأولوية الأولى والأكثر إلحاحا تتمثل في تهدئة التوترات وبدء حوار إقليمي حول السلام والأمن.
وأضاف أن دعم الولايات المتحدة و مشاركتها هو أمر بالغ الأهمية فقد دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى محادثات جديدة العام المقبل و أوضح نائب الرئيس السابق جو بايدن أنه سيطرح مبادرة جديدة كذلك ولهذا يجب أن تشارك دول الخليج مباشرة في أي حوار ويجب أن تكون الأجندة شاملة.
وأشار إلى أن الأولوية الثانية فتتمثل في توسيع مجتمع التعايش السلمي فقد أدت المقاومة الدائمة والتطرف الطائفي إلى انتشار جائحة مميتة من الفوضى والفتنة على مدى عقود وفي دولة الإمارات نحاول أن نكون قدوة مختلفة ..
أما الأولوية الثالثة فأضاف وزير الخارجية إنها تتمثل في بناء محرك قوي للتبادل الاقتصادي والثقافي قادر على توليد الفرص والتفاهم في جميع أنحاء المنطقة فمن الخليج إلى البحر الأحمر عبر قناة السويس وصولا إلى شرق البحر المتوسط تعتبر شبه الجزيرة العربية الممتدة ملتقى طرق العالم.
وقال إنه يجب على دولة الإمارات ودولة إسرائيل استخدام اقتصاديهما المتقدمين وبنيتهما التحتية والأسواق الكبيرة وصناديق الاستثمار والمؤسسات التعليمية ورأس المال البشري لضمان أن تعود الفائدة على الأردنيين والمصريين والفلسطينيين وغيرهم.
وشدد على أن التقدم في مسار القضية الفلسطينية يعد نقطة مركزية أيضا فقد أوقفت المعاهدة الإماراتية - الإسرائيلية خطط الضم ويجب على القيادة الفلسطينية أن تستغل هذه اللحظة لإعادة تنظيم نهجها والاستعداد لإعادة الانخراط في مناقشات مثمرة وكما هي الحال دائما ستحصل على الدعم الكامل من دولة الإمارات وخاصة أن هذه الجهود أصبحت تمتلك الآن وزنا أكبر في ظل العلاقات المباشرة مع دولة إسرائيل.. إن وتيرة ونطاق العلاقات لن يكونا مفصولين عن الاستحقاقات وتحقيق التقدم في قضية إقامة الدولة الفلسطينية.
أخيرا .. تدل إقامة العلاقات على أهمية دور الولايات المتحدة الأمريكية والتحول الذي يشهده الشرق الأوسط فهذه العلاقات يمكن أن تحدث فقط من خلال تأثير الدبلوماسية الأمريكية وإعادة تأكيد التزاماتها الأمنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة