شهد عدد من المحافظات اللبنانية نقصا شديدا في المحروقات لاسيما البنزين والمازوت (وقود الديزل) على وقع التدهور الاقتصادي والمالي والنقدي المتفاقم الذى يعاني منه لبنان، الأمر الذي اضُطرت معه محطات الوقود إلى الإغلاق في عدد من المناطق بعد نفاد خزاناتها وعدم تمكنها من توفير البنزين للمركبات.
وبدا لافتا أن عددا من محطات البنزين في العاصمة بيروت تشهد ازدحاما ملحوظا وتهافت قادة السيارات والدراجات النارية على تعبئة خزاناتهم، بعد نفاد الوقود في عدد من محطات محافظة جبل لبنان أو تحديد المحطات لكميات معينة من البنزين لكل سيارة، في حين أُغلقت معظم المحطات في محافظة عكار (أقصى الشمال اللبناني) ومحافظة النبطية (أقصى الجنوب) ومحافظة بعلبك الهرمل (شمالي شرق البلاد) ومعظم أرجاء محافظة البقاع.
وبرر العديد من أصحاب محطات البنزين إغلاق المحطات بأن الشركات التي تزودهم بالمحروقات، لاسيما البنزين والمازوت، لم تقم منذ فترة بتزويدهم بالوقود اللازم، الأمر الذي أدى إلى انخفاض مستويات البنزين في الخزانات لدى البعض والانقطاع الكُلي لدى البعض الآخر في ظل أن الكميات الموجودة لا تكفي استهلاك السوق.
ولجأت محطات تزويد الوقود التي لا تزال بحوزتها كميات من البنزين إلى عملية "تقنين البيع" للكميات لكل سيارة، ما بين 10 لترات إلى 20 لترا بحد أقصى، والامتناع عن تعبئة الجالونات البلاستيكية التي حملها الأفراد بحوزتهم لتخزين الوقود خشية انقطاعه، وذلك حتى يُمكن توفير الوقود لأصحاب المركبات.
كما تفاقمت الشكاوى من وجود نقص حاد في مادة المازوت اللازمة لعمل المولدات الكهربائية الخاصة، والتي تعد عاملا أساسيا في توفير الكهرباء بلبنان في ظل عدم قدرة محطات الكهرباء التابعة للدولة على توفير تغذية كهربائية على مدى اليوم، في حين ترددت شكاوى من عدم التزام بعض المحطات في بعض المناطق بأسعار البيع المحددة للوقود وخاصة المازوت، وقيام تلك المحطات بالبيع بأسعار أعلى من السعر الرسمي.
من جانبه، أقر فادي أبو شقرا ممثل الشركات الموزعة للمحروقات، بوجود "حالة شُح" في الوقود في عموم لبنان، بسبب تأخر مصرف لبنان المركزي في فتح الاعتمادات المالية اللازمة لاستيراد الوقود ومن ثم تأخر البواخر في تفريغ حمولتها بالمنشآت النفطية المخصصة لهذا الغرض.
وأوضح أبو شقرا – في تصريح له اليوم – أن المنشآت النفطية التابعة للدولة اللبنانية فارغة تماما من الوقود منذ نحو أسبوعين، لافتا إلى وصول باخرة خلال الساعات القليلة الماضية تحمل الوقود وأنها بصدد تفريغ حمولتها الأمر الذي من شأنه استعادة التوازن إلى السوق وتوفير الوقود اللازم خلال الساعات القليلة المقبلة.
وشدد على أن لبنان يحتاج إلى سرعة تشكيل الحكومة الجديدة للتعامل مع الأزمات المتعددة التي يمر بها لبنان ومعالجتها، مشيرا إلى أن الموزعين يسلمون ما لديهم من محروقات إلى المحطات، وأن الأخيرة تقوم بتسليم البنزين والمازوت إلى المستهلكين ولكن بكميات مُقننة حتى يمكن الاستمرار في توفير الوقود لأطول فترة ممكنة حرصا على عدم الانقطاع الكُلي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة