تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم، العديد من القضايا الهامة في مقدمتها، ما تناوله أحد كتاب الرأي في صحيفة الأيام البحرينية فيما يخص المحاولات الإيرانية للتدخل في شؤون بعض الدول، بينما تناول أخر في صحيفة عكاظ الحديث عن التراث الحضارى للعرب.
الميليشيات مصدر عذابات الشعوب
محمد عاكف جمال
في صحيفة البيان الإماراتية، سلط الكاتب محمد عاكف، الضوء على ما تعانية الشعوب عندما يفتك الميلشيات بإستقرار وامن بلادها، وقال:" الآلام الشديدة التي يتعرض لها ضحايا التعذيب الجسدي في دهاليز السجون والمعتقلات في بعض الدول تترجم لدى غالبيتهم، وبشكل لا واعٍ، إلى صراخ تتصاعد حدته وترتفع وتيرته إلى مستويات لا يمكن تحملها، فتعمل أدواته الدفاعية الذاتية إلى إدخاله حالة اللاوعي، حيث تتحول ردود أفعاله إلى حشرجات وأنين.
بعيداً عن الانفعالات، وتجنباً لإقحام الرأي المرتجل، الذي قد تجر إليه حوارات لا تزال قائمة، سراً أو علناً، منذ عشرات السنين في مجتمعاتنا الشرق أوسطية حول ما يتعرض له قلة ممن تحمل أفكاراً سياسية أو تقوم بممارسات تزعج السلطات الحاكمة، فهذا ليس موضوع مقالتنا، رغم أهمية فضحه والتصدي له، بل سنتطرق إلى التعذيب وما إليه مما لا يحدث داخل أقبية السجون والمعتقلات، وإنما تتعرض له الشعوب نفسها خارجها. تعذيب لا تتعرض فيه هذه الشعوب لهول الصدمات الكهربائية أو تقطيع الأوصال أو قلع الأظافر أو المهانة والإذلال، إلا أننا نستمع لحشرجة الضيم الذي تشعر به، ونستمع إلى أنين حرمانها من حقوقها في العيش بكرامة، ونتعاطف مع غضبها الهادر المتصاعد، وهي تشهد اغتيال أبرز رموزها وناشطيها، ونلمس الإحباط المتزايد في صفوف شبابها الذين فقدوا الثقة بالمستقبل.
عذابات الشعوب تتحول إلى صراخ من نوع خاص، صراخ لا يعبر عن الشعور بالألم، رغم عمق غرزاته العميقة في أرواحهم، بل زمجرة غضب جمعية متمردة بوجه السلطات الحاكمة رفضاً لاستمرار الأوضاع التي تسمح بالإبقاء على الفقر والتهميش، وتحدياً لقرارات السلطات الغاشمة.
كم نعرف من تراثنا ؟
عبدالله الرشيد
بينما في صحيفة عكاظ السعودية، طرح الكاتب عبدالله الرشيد تساؤلا يدور حول علم العرب بتراثهم الحضارى، وقال خلاله:" قديماً قال أبو عمرو بن العلاء البصري - وهو أحد القراء السبعة-: «ما انتهى إليكم مما قالت العرب إلا أقله، ولو جاءكم وافرًا لجاءكم علمٌ وشعرٌ كثيرٌ». هذه الإشارة من أحد كبار علماء القراءات والنحو والشعر، من المؤسسين المبكرين في علوم اللغة في القرن الثاني الهجري (68-154هـ) وهو يؤكد في ذلك الوقت المبكر من صدر الإسلام أن علم العرب في جله قد ذهب بذهاب أهله، ولم يصل إلينا منه إلا أقل القليل، وهو هنا يتحدث عن زمانه، يعرف في جمعه وتدوينه أن هذا المدون المكتوب من علوم العرب لا يشكل إلا النزر اليسير الذي استطاع الرواة والمؤلفون أن يجمعوه ويوثقوه، بينما ضاع الكثير منه في ظل بيئة كانت تعتمد على النقل الشفوي للأخبار والأشعار، فاختفى مع رحيلهم علم وشعر كثير من علوم العرب.
إلا أن المفارقة في حالة أبوعمرو بن العلاء رغم مقولته، ورغم فضائله وعلو كعبه في العلم، إلا أنه مارس في حياته دوراً تسبب في فقدان بعض علوم العرب، فمما يروى عنه أنه «كان من أعلم النَّاس بالقراءات، والعربية، والشعر، وأيام العرب، وكانت دفاتره ملءَ بيت إلى السقف، ثم تنسَّكَ فأحرقها»، وهكذا انضم أبو عمرو البصري إلى قائمة العلماء الذين ساهموا بأنفسهم في حرمان الأجيال من بعدهم من هذه الكنوز العلمية، والمخطوطات النفيسة التي قد تحتوي بين دفتها من العلوم والمعارف ما قد فقد إلى الأبد ولم يصلنا عنه إشارة أو خبر.
إن حوادث فقدان الكتب وضياعها في التاريخ الإسلامي طويل متشعب، وكل من تطرق إلى هذا الحقل يكتشف الكم الهائل من الكتب المفقودة في التراث الإسلامي، سواء مما وصلنا شيء عنها من عناوينها أو أخبارها، أو انمحى ذكره تماماً، ولم يعرف عنه شيء.."
إيران وأذرعها يخسرون في "الحرب الناعمة"
سعيد الحمد
وتناول الكاتب سعيد الحمد خلال مقال له في صحيفة الأيام البحرينية، الملف المتعلق بإيران ومحاولاتها للتدخل في شؤون بعض الدول قائلا:"لم ينفق نظام ولا دولة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا كما أنفق نظام الملالي على الدعاية والإعلام، فتناسلت فضائياتهم والفضائيات التابعة لهم في المشرقين والمغربين ناهيك عن عشرات المراكز الإعلامية الدعائية عشرات الصحف الالكترونية، والآلاف من المواقع الالكترونية التي جندت لها الحشود من كل مكان وفي كل مكان.
فخلال أقل من عقدين من الزمان، أنفق النظام الإيراني مليارات من الدولارات على مليشيات الحرب الناعمة والناعقة على مدار الساعة حتى أصبح لهم في كل زاوية منصة للبروباجندا من جهة وللهجوم على الأنظمة الأخرى بل وحتى للهجوم على الأفراد والأشخاص.
ومع كل هذه الحشود والجيوش التي خاض بها نظام الملالي «حربه الناعمة»، فقد أصيب بانتكاسة في تلك الحرب وأثخنت جارحه هزيمته في هذه الحرب، فلم يستطع أن يحرك مئات الفضائيات ولا مئات صحفه الالكترونية أو الألوف من المنصات والمدونات والمواقع على
الشبكة العنكبوتية للدفاع عنه أو عن الأحزاب والمليشيات الإرهابية التي زرعها ووزعها في المنطقة.
فحزب زميره وهو أقواها وأكثر نفوذًا وعدةً وعتادًا وميزانية ضخمة تفوق ميزانيات بعض الدول، أخفق إخفاقًا عظيمًا، وفشل فشلاً ذريعًا في أن تدافع عنه قنواته والقنوات التابعة وفضائيات الولاء للمرشد بعد انكشافه وسقوط أوراقه وتراجع خطابه في لبنان الذي خرج شعبه في تظاهرات عديدة ضد الحزب وقياداته وممارساته.
وحتى قضية عياش المتهم باغتيال رفيق الحريري رحمة الله عليه لم يستطع الحزب ولا قنواته ولا أدواته الإعلامية في اقناع الشارع العربي والرأي العام اللبناني بالفصل بين الارهابي وبين مليشيات زميره، بل إن أصواتًا لبنانية وعربية وغربية طالبات بالاقتصاص من الحزب وقيادته.
أما القنوات والفضائيات والصحف الالكترونية التي تنطق باسم النظام الايراني وكهنوت قم فقد تراجعت بشكل ملحوظ مع تراجع اعداد متابعيها من نفس الخط الولائي وما عادوا كما السابق قبل بضع سنين مهتمين أو حتى معنيين بما تقول وبما تبث فأصبحت عبئًا على ميزانية مرهقةٍ بالأصل وعاجزة بعد أن تجاوزت ميزانيات مليشياتها وأذرعها وحرسها الثوري وجيشها وأجهزتها الامنية والاستخباراتية أرقامًا فلكية لتأتي العقوبات الامريكية وجائحة كورونا وتداعياتها لتقضي على البقية الباقية في خزينة ليست فوق مستوى شبهات الفساد والإفساد.
لم يفهم نظام الملالي أن الفضائيات والإذاعات والمنصات الموجهة والمؤدلجة تنتهي بانتهاء دورها المحدد بزمنٍ معين هو عمر التوجيه، ليبدأ بعد ذلك التكرار والدوران حول نفس الدائرة ليصبح بعد ذلك رتيبًا بليدًا يكرر نفسه ويعيد اسطوانته كونه منصة بروباجندا موجهة بالأصل ومؤدلجة بالأساس.