هو ليس شخصا عاديا رغم سماحة وجهه البشوش والذى يعرفه كل أبناء الخارجة بمحافظة الوادى الجديد، فهو أول من يعلم بوجود حالة وفاة ويسابق الزمن كى يصل إليها، وهو القائم على تغسيلها وأمر دفنها تطوعا وذلك منذ أكثر من 3 عقود من الزمن، ولأن لدية قلب جسور فهو من تولى أمر تغسيل ضحايا حادث أتوبيس الوادى عام 2008 والذى راح ضحيته 28 شخص، وهو أيضا من تولى تغسيل ضحايا تفحم سيارة أجرة وكان بها 7 أشخاص، وكذلك قام بتغسيل شهداء حادث كمين النقب، وغيرها من الحوادث المؤلمة ليتوج مسيرته التطوعية بتولى أمر تغسيل وتكفين ضحايا وشهداء كورونا بالمحافظة .
هو عبد العظيم أحمد عبده، إبن مدينة الخارجة والملقب بالحانوتى بين أصحابه وهو خفيف الظل ويتسم بالمرح رغم ما يشاهده من مواقف لا يتحملها إنسان، حيث إلتقت "اليوم السابع" فى بث مباشر معه كأول متطوع بتغسيل وتكفين ضحايا كورونا بمحافظة الوادى الجديد، والذى يعمل موظف بقطاع أمن مديرية التربية والتعليم، ويحرص على تغسيل وتكفين الموتى منذ سنوات طويلة، وأعلن عن تطوعه لتولى مهمة تغسيل وتكفين ضحايا كورونا بمدينة الخارجة.
قال عبد العظيم أحمد، أنه منذ ظهور الفيروس فى المحافظة وهو يقوم بتغسيل وتكفين المتوفين وفقا للإجراءات الإحترازية بتوجيهات إدارة الطب الوقائى بمديرية الشئون الصحية وبمساعدة فريق من زملائه وذلك داخل مشرحة المستشفى، ويتم تعقيمهم قبل وبعد الغسل والتكفين ويتم التخلص من الملابس بطرق آمنة.
وأضاف عبد العظيم، أنه بعد تغسيل أول حالة كورونا بالخارجة لم يكن خائفا ولكن أسرته كانت فى حالة ذعر ومع تكرار الحالات أصبح الأمر إعتياديا لديهم ولكنه يحرص على تعقيم نفسه خوفا على أبنائه وأحفاده من العدوى، مؤكدا أن أخطر ما يواجهه هو إخفاء الأهالى سبب الوفاة، وهو ما يتسبب فى تعرض المغسلين والقائمين بعملية الدفن للإصابة بالعدوي، حيث أصيبت سيدتان متطوعتان بتغسيل الوفيات من النساء كما أصيب 3 رجال من المسئولين عن الدفن، وتم عزلهم منزليا حتى التعافي.
وأكد عبد العظيم، أنه قام بتغسيل أول حالة وفيات لكورونا وسط إجراءات أمنية ووقائية مشددة وكانوا يستخدمون الصناديق الخشبية لوضع جثة المتوفى فيها والحفارات لوضعها فى القبر، ولكنه قرر أن يستغنى عن ذلك بتلحيد المتوفى ودفنه بصورة طبيعية خاصة أن الصناديق كانت مكلفة ويزيد سعرها عن 1500 جنيه للصندوق الواحد فتطوع مع أربعة من زملائه لدفن الجثة بالطريقة الطبيعية شأن أى متوفى ولكن يجب إتخاذ الإجراءات الوقائية الكاملة .
وأوضح عبد العظيم، أنه يتم تجهيز غرفة الغسل فور وفاة حالة الكورونا حيث يتم نقل الجثمان من المشرحة موضوع فى حقيبة حفظ مزدوجة ومعقمة وتروللى مخصص لنقل الحالات المتوفية بكورونا ويتم تعقيم المكان والبدء فى تجهيز المتوفى وتغسيله على الطريقة الشرعية وتكفينه ووضعه فى حقيبتين حفظ وتعقيم كل واحدة منها وبعد ذلك يتم وضعه فى صندوق مخصص لنقله فى سيارة إسعاف مجهزة لهذا الغرض، وذلك تحت إشراف كامل من إدارة الطب الوقائى وهى إجراءات شديدة الصرامة ولا يمكن التهاون معها أو إغفال أيا من ملاحظاتها.
وتطرق عبد العظيم، لتداعيات أول حالة جرى دفنها على يديه فى الخارجة، حيث عاد إلى منزله فى الرابعة فجرا فوجد زوجته تنتظره بإناء مملوء بالكلور خارج المنزل ومنعته من الدخول حتى يتم تعقيمه بالكامل وكانت فى حالة من الذعر والخوف الشديد على أولادها وأحفادها وعندما لاحظ عليها عدم الإطمئنان فى المرة الثانية قرر أن يخلع كل ملابسه الخارجية على باب المنزل ويستخدم كل أدوات التعقيم قبل الدخول للمنزل، حتى إعتادت على ذلك وأصبحت تساعده وتؤازره فيما يقوم به.
ووجه عبد العظيم رسالة للمتطوعين بضرورة المساهمة فى توفير مستلزمات الوقاية لقطاع الصحة دعما لجهود الحكومة فى مواجهة الفيروس، حيث أنهم فى بعض الأوقات يتعذر عليهم الحصول على بدل الوقاية ومستلزمات التعقيم ويلجأون لشرائها من أى مكان لضيق الوقت.
-عبدالعظيم-أول-متطوع-لتغسيل-وتكفين-ضحايا-كورونا-فى-الوادى-الجديد-(1)
-عبدالعظيم-أول-متطوع-لتغسيل-وتكفين-ضحايا-كورونا-فى-الوادى-الجديد-(2)
-عبدالعظيم-أول-متطوع-لتغسيل-وتكفين-ضحايا-كورونا-فى-الوادى-الجديد-(3)
-عبدالعظيم-أول-متطوع-لتغسيل-وتكفين-ضحايا-كورونا-فى-الوادى-الجديد-(4)
-عبدالعظيم-أول-متطوع-لتغسيل-وتكفين-ضحايا-كورونا-فى-الوادى-الجديد-(6)