فى مساء 22 يناير 1969 افتتحت الدورة الأولى من معرض الكتاب، بعدما حوّل وزير الثقافة السابق ثروت عكاشة فكرة سهير القلماوى إلى حقيقة، لتشهد أرض المعارض بالجزيرة "دار الأوبرا المصرية حاليا" على النسخة الأولى للمعرض بمشاركة 5 دول أجنبية وحوالى 100 ناشر.
وظلت أرض المعرض فى الجزيرة مسرحًا لمعرض الكتاب الدولى حتى عام 1983، حيث تشهد كل عام تطورا كبيرا للمعرض، وزيادة فى عدد الناشرين والندوات والأنشطة والكتاب من الدول العربية والأجنبية، كما تزايد عدد الجماهير والرواد بشكل كبير، لينقل المعرض بعد ذلك إلى أرض المعارض فى مدينة نصر.
معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الاولى
وبحسب كتاب "حكاية أول معرض دولى للكتاب" للكاتب والباحث فى التاريخ الثقافى محمد سيد ريان، كان صاحب فكرة المعرض الفنان عبد السلام الشريف، ويذكر الكتاب تفاصيل جديدة ومثيرة عن اليوم الأول لافتتاح المعرض وهو يوم 22 يناير 1969، وقد استمر المعرض ثمانية أيام، واشترك فيه 46 ناشراً يمثلون 32 دولة من أوربا وأمريكا وآسيا والدول العربية.
ويروى د. ثروت عكاشة، وزير الثقافة، اقتراح قدمه الفنان عبد السلام الشريف إليه بضرورة إنشاء معرض دولى للكتاب فى مصر، ويقول د. ثروت: "فاتصلت بسوق الكتاب الدولى المعروف فى ليبزج، وأرسلت مندوب وزارة الثقافة الأستاذ إسلام شلبى للتمهيد إلى إقامة معرض شبيه به على النطاق العربي"، وكانت الدكتورة سهير القلماوى مكلفة بالإشراف على الدورة الأولى لهذا المعرض.
الوزير ثروت عكاشة فى افتتاح المعرض
وكانت فعاليات المعرض فى إطار الاحتفال بالعيد الألفى لمدينة القاهرة، وتفرعت عن هذا المعرض معارض كتب أخرى متخصصة مثل معرض القاهرة الدولى لكتب الأطفال الذى بدأ سنة 1984 ويقام فى شهر نوفمبر من كل عام.
ومن أبرز ما كتب عن المعرض، مقال المفكر الكبير الدكتور فؤاد زكريا، والذى نشر بمجلة الفكر المعاصر فى عدد فبراير 1969، تحت عنوان "بين معرض ومؤتمر"، ذاكرا فيه انطباعاته ورؤيته باليوم الأول للمعرض، وذلك وفقا لما ذكره الكاتب والباحث فى التاريخ الثقافى محمد سيد ريان، بكتابه "حكاية أول معرض دولى للكتاب".
ونقلا عن الكتاب، ذكر الدكتور فؤاد زكريا تفاصيل اليوم قائلا "كان يوم الافتتاح مكفهر الجو منهمر المطر شديد البرودة، وكنت أحسب وأنا مدعو إلى يوم الافتتاح أنى لن أجد إلا نفراً قليلاً من المتجلدين الذين لن يملكوا بسبب أو لآخر أن يرفضوا الدعوات الموجهة إليهم لحضور الافتتاح. بل لقد بلغ بى التشاؤم حدا ظننت معه أنى قد أعود بعد دقائق من حيث أتيت وأن الافتتاح قد يؤجل إلى وقت آخر أنسب، فى جو أفضل.. وما أن اقتربت من أبواب المعرض حتى شاهدت ما لم أكن أتوقع ومالم يكن يتوقعه أشد الناس تفاؤلاً بنجاح هذا المعرض".