وأضاف المستشار العلمي لمفتي الجمهورية - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، حول ما يروجه البعض من أن تهنئة إخواننا المسيحيين بذكرى ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام مخالف للإسلام، فهل هذا صحيح ؟ - أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أرسى أصول التعامل مع مناسبات وأعياد غير المسلمين من خلال موقفه من احتفال يهود المدينة بيوم عاشوراء حيث صامه وأمر بصيامه قائلًا: «نَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ»، وأظهر موافقتهم على السبب وهو شكر المُنْعم سبحانه، وإحياء يوم فاضل في تاريخ نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام بالعبادة المشروعة لدى المسلمين، ودون مناقشة في ثبوت هذا اليوم ومدى حقيقة تحديده بعينه دون غيره من الأيام، فضلا عن كونه لم يعد ذلك مشابهة مذمومة لغير المسلمين أو اشتراكًا في عقائدهم.


ثانيًا : أن الاحتفال والفرح بميلاد سيدنا عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام يدخل تحت عموم الأدلة الشرعيَّة التي أرشدنا الله تعالى من خلالها إلى أن الأزمان التي وُلِدَ فيها الأنبياء والرسل أيامُ سلام على العالمين، فقال عن سيدنا عيسى: (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) [مريم: 33].


ثالثًا : قرر الفقهاء استحباب صلة غير المسلمين في مثل هذه المناسبات وبِرّهم والإحسان إليهم بوجه عام؛ بما يُعَدُّ ترجمةً حقيقية لمبادئ الحضارة الإسلامية الراقية وقِيَمِها السمحة التي تؤكد على الالتزام بالمشترك الديني والاجتماعي الذي يقوي نسيج المجتمع الواحد، وفي ذلك يقول الله تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الممتحنة: 8].


ولذلك ينبغي التهنئة بقولنا : كل عام والمسلمون والمسيحيون بكل خير وسلام ووئام بمناسبة ذكرى مولد سيدنا عيسى المسيح على نبينا وعليه أتم السلام .