أمريكا التى لم نراها من قبل.. مشهد وقف أمامه العالم أجمع فى حالة من الذهول والتساؤل، بعد احتجاجات أنصار ترمب التى أثارت قلق العالم، حيث توجه عدد من القادة من جميع أنحاء العالم، لإدانة أعمال العنف ما بين صدمة أو لوم أو شماتة، بعد اقتحام الكونجرس فى العاصمة واشنطن، الأمر الذى لم ينته إلى هذا الحد، بل وصل إلى تشابك مع قوات الشرطة، أدى إلى وجود مشاهد درامية، ووقوع ضحايا وشن حملات اعتقال داخل الكابيتول وخارجه، لتتفاقم الأزمة بعد مقتل عدد من المتظاهرين ووفاة ضباط وإصابة أخرين ودخولهم المستشفى.
لتعود تلك المشاهد الفوضوية، بالذاكرة إلى أول الاحتجاجات فى عهد ترامب، يناير 2017، حينما خرجت تظاهرات تضم آلاف النساء إلى الشوارع ضد تنصيب الرئيس دونالد ترامب، احتجاجا على خطاب الكراهية، وكذلك العودة إلى مشهد احتجاجات العنصرية، بعد مقتل جورج فلويد، المواطن الأمريكي ذى الأصول الأفريقية، على يد الشرطة فى مايو من العام الماضى، والتي استمرت لعدة أسابيع، لتشعل موجة من الاضطرابات وسط احتقان بسبب تكرار عنف الشرطة والممارسات العنصرية والتمييز.
لتأتى حالة الارتباك الشديد التي سادت الولايات المتحدة بعد أن طلت أزمة كورونا برأسها ديسمبر 2019 ، ورأى العالم أجمع حربا كلامية بين ترامب والصين، حتى تجرعت الولايات ويلات الوباء فى منتصف 2020، ووفاة مئات الآلاف وإصابة ملايين من الأمريكان، تلك المعاناة التي استغلها جيدا جو بايدن في الانتخابات الرئاسية.
فوز جو بايدن بالرئاسة في ظل اتهامات مستمرة من قبل ترامب بحدوث تزوير لينتهى المطاف بفوضى واشنطن، ليقف العالم أمام فك شفرات هذا اللغز، وخاصة أن محللين يرون أن الرئيس دونالد ترامب هو من دعا لحشد أنصاره في شوارع العاصمة، لاستخدامهم كورقة ضغط أو ورقة للتفاوض من أجل "الخروج الآمن" من البيت الأبيض، ومبررهم قيام ترامب بمنح عفو لنفسه ولأبنائه الـ3 الكبار، وسط مخاوف من إمكانية مطاردتهم قضائيًّا أو محاكمتهم، بعد أن تناول عدة تقارير إعلامية خلال ولايته، تدينه، مثل التسريبات المسجلة والتي نشرت جزءا منها صحيفة "واشنطن بوست" بشأن تزوير نتائج ولاية جورجيا.
لنصل أخيرا..إلى "التهرب الضريبى" تلك القضية الأخطر، التى تناولتها صحيفة نيويورك تايمز، 2018، وسارع الديموقراطيون إلى استغلال تقريرالصحيفة لتصوير ترامب على أنه متهرب من الضرائب وأثاروا شكوكاً بشأن صورته كرجل أعمال ذكى، واتهامات بشأن قيام شركاته في الاحتيال المصرفي والضريبي والاحتيال على التأمين خلال فترة ولايته، وكذلك قضية أخرى ذاع صيتها هو تدخل روسيا 2016 في الانتخابات لتوصيله إلى سُدة الحكم، تلك القضية التي تؤرق مضاجع ترامب.
ليبقى السؤال الصعب، هل صنع ترامب هذه الفوضى لضمان الخروج الآمن من البيت الأبيض؟ أم أن أمريكا تجنى ثمار ما اقترفته فى ثوراتها الملونة؟ أم أن هناك مخططات لعزل ترامب لمنعه من الترشح 2024 ؟ أم أن هناك قصدا وتعمدا لخروج مذل لترامب من البيت الأبيض؟.. كل هذه أسئلة ستكشف الأيام المقبلة عن إجابة لها فى ظل شد وجذب بين الجمهوريين والديمقراطيين وصلت لحد رفض ترامب حضور حفل تنصيب بايدن ..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة