بعد أن هدأت الأجواء بشأن أزمة كورونا، وهلت بشائر الأمل وسطعت الحياة فور الإعلان عن عدة لقاحات، جاء الإعلان عن سلالة جديدة ببريطانيا، ليزول هذا الإشراق ويبدد ذلك الأمل، ويسود الذعر من جديد، ويعود القلق للمجتمعات، وتعلوا أصوات الإغلاق والانغلاق، وتكثر أصوات التحذير والتهديد، ليعتقد الجميع أن هذا الفيروس احتل الطرقات، وسكن الأسطح، محاصرًا البشر الذى يقف أمامه عاجزا وقليل الحيلة، لا يملك إلا الدعاء بجلاء هذه الغمة.
وهنا تأتى الخطورة، الذى من شأنها أن تكتب نهاية الإنسان ليس بسبب هذا الفيروس الفتاك، وإنما لحدوث انتكاسات صحية نعلم أو نجهل أسبابها وأهمها انكسار الحارس الأمين على صحة الإنسان، وهو جهاز المناعة الذى عدوه الخوف والقلق، والذى يعد الحصن الحصين ضد هذا الوباء القاتل، وحال انكساره، سنكون أمام مخاطر جسيمة، وهزيمة ساحقة في معركتنا ضد هذا الوباء اللعين.
ولهذا، إذا أردنا الخروج ناجين من هذه المعركة، أو على الأقل التغلب على قسوة التباعد أو العزلة الاجتماعية، علينا بالاستعداد النفسى، وذلك من خلال الإجراءات الواجب اتخاذها تجاه هذه الأزمة كبديل للوقوع فى اليأس والقلق المزمن الذى من شأنه توجيه ضربة قاضية لبناء الإنسان نفسه، وسط هذا الضبابية وحالة اليتم السائدة بسبب تزايد الإصابات، والتى تخطت الألف فى مصر، ولأول مرة منذ 6 شهور، وفقا لبيان وزارة الصحة أمس، وخاصة أن تأكيد خبراء علم الفيروسات أن الأزمة مستمرة معنا لسنوات حتى فى حال وجود اللقاحات.
فعلينا العودة وبسرعة، لمنهج المرونة النفسية إلى حياتنا، وذلك من خلال العمل على التقليل من التعرض للأخبار السلبية، التى قد تؤدى إلى زيادة الإحساس بالهلع، ومحاولة خلق روتين جديد للمعايشة، مع البعد عن مصادر التوتر، إضافة إلى تجنب التعبير عن مشاعر الغضب الغير مبرر؛ لأن الكبت قد يؤدى إلى الاكتئاب، مع الحفاظ على مقتضيات الأزمة من الالتزام بالإجراءات الاحترازية برحابة صدر وسعة أفق.
وإلا سنجد أنفسنا فريسة لهذا الفيروس الفتاك من ناحية، أو ضحية لقوى الشر من جهة أخرى، لأنه يجب أن نعلم أن صناعة القلق فن تتقنه جيدا تلك القوى من أجل توظيفه لخدمة أهدافها الشريرة، وصولاُ إلى بث الفوضى العبثية وتهيئة الشارع لتقبل الحالة المستهدفة وفق القرار الذى يتم صناعته فى مطبخ الدول الرعاية للإرهاب، مستخدمين أى حالة من شأنها تصدير قلق فى المجتمعات للسيطرة على العقل الجمعى ليكون بيئة خصبة لزرع ما يرونه مناسبا لأهدافهم الخبيثة، فتزداد الأزمة تفاقما حتى ولو على حساب حياة الإنسان، ليأتي التفاؤل بما هو قادم ضرورة والثقة فيما يفعله وطننا واجب، وكل هذا لن يتأتى إلا من خلال بناء رفع شعار "إيد واحدة" أمام هذا العدو الخفى إلا أن يقضى الله أمرا كان مفعولا..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة