فى ظل اهتمام الدولة المصرية والقيادة السياسية بملف تطوير ورفع كفاءة الطرق المحلية داخل المحافظات، نظراً لارتباطها بالتنمية الاقتصادية وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، ونموذج على ذلك الاتفاق التي تم بين وزارتى التنمية المحلية والنقل، والتى بلغت تكلفته مليارات الجنيهات لرفع كفاءة وصيانة الطرق الداخلية بالمحافظات لتيسير حركة الانتقال داخل المدن وربطها مع الطرق الرئيسية، إلا أن هناك أزمة حقيقية في مدينة الفشن جنوب بنى سويف، بسبب وجود طرق يطلق عليها الأهالى بأنها "طرق الموت"، لكثرة الحوادث عليها، ونموذج على ذلك، طريق "بنى صالح – تلت" بنفس المدينة، والذى لم يمر شهرا إلا بوجود حادث مأساوى عليه، وآخرها منذ أيام قليلة ماضية، أدى إلى مصرع شابين وسيدة من خيرة شباب المدينة، وإصابة عدد آخر، وكذلك الأمر بالنسبة لطريق "دلهانس – شنرا" الذى يشكو الأهالى منه منذ سنوات لتهالكه إضافة إلى أنه يخدم كثيرا من القرى والنجوع.
والغريب، أن طريق "بنى صالح - تلت"، تم تسليمه لهيئة الطرق منذ أسابيع، بعد معاناة استمرت سنوات طوال، بدأت بتحرك عضو مجلس النواب النائب على أبو دولة، بتقديم اقتراح برغبة في البرلمان لرصف هذا الطريق، وبالفعل انتهى البرلمان بإلزام الحكومة بسرعة الرصف، ثم قيام الوحدة المحلية بالمدينة بإنهاء إجراءات الرفع المساحى، وكافة الإجراءات المطلوبة من قبل هيئة الطرق، لدرجة أن الأهالى هم من قاموا بدفع رسوم الرفع المساحى بالجهود الذاتية، لتقوم لجنة من هيئة الطرق بالمحافظة مرة واثنين وتطلب إزالة عدة عقبات للتوسعة، وتقوم الوحدة المحلية بتنفيذ ما تريد لينتهى الأمر في النهاية التسليم وفق محضر رسمى.
لتأتى المأساة في تأخر الإنجاز وعدم الرصف حتى الآن، رغم تأكيد الوحدة المحلية بالتواصل مع السيد مسئول هيئة الطرق، والتنبيه أكثر من مرة بأهمية هذا الطريق لما فيه من خطورة على المواطنين، ليأتى الرد على المطالبات بالإسراع في الرصف لإنقاذ الأرواح، دائما ما يكون قيام الشركة بأعمال أخرى، رغم أن توجيهات القيادة السياسية دائما ما تنص على التوسع في استخدام المعدات الحديثة، لسرعة إنجاز الأعمال.
وأخيرا.. نطالب السيد الدكتور محمد هانى غنيم محافظ بنى سويف، والمهندس ناصر مدير عام الطرق بالمحافظة، ونحن نعلم نشاطهما الملحوظ، بضرورة الإسراع في رصف هذا الطريق لمنع نزيف الدم، وأن يتم إدراج رصف طريق "دلهانس – شنرا" بالخطة العاجلة، لأن عدم الإسراع فى الرصف يمثل كارثة بكل المقاييس نظرا لضيق الطريق، ووقوع حوادث متكررة يدفع ثمنها المواطنون..