يومٌ تلو الآخر تثبت أرض مصر أنها بلد الحضارة والتاريخ، ومستمرة في إبهار العالم بكنوزها، في ظل طفرة حقيقية من الاكتشافات الأثرية، والتي يتم الإعلان عنها باستمرار، وآخرها اكتشافات منطقة سقارة بالهرم، والكشف عن ما يزيد من 100 تابوت مغلق من العصر المتأخر الأسرة الـ26 إلى جانب 40 تمثالا لمعبودات وأقنعة ملونة ومذهبة وهذا يعد الاكتشاف الأضخم في العالم في 2020.
وعظمة هذه الاكتشافات، أنها تتنوع ما بين الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية والتي ترقد في كل بقاع المحروسة سواء في منطقة أهرامات وأبو الهول وسقارة ودهشور، أو في معبد الكرنك، ومعبد الأقصر، ومعبد هابو، ووادي الملوك، ووادي الملكات، ومعبد أبى سمبل الكبير والصغير، ومعبد ادفو، وتل العمارنة، وتونا الجبل، ومعبد ابيدوس، ودندرة ، إلى جانب الكنائس والمساجد والقلاع والأبواب والأسوار الإسلامية، وغيرها من المناطق التي ما زال قطار الاكتشافات لم يصل لنهايتها حتى الآن.
ونظرا لنجاحات الدولة واهتمامها بالآثار والحفاظ عليها، قررت الدولة إنشاء عدة متاحف عالمية، أبرزها المتحف المصري الكبير والمتحف القومي للحضارة كمراكز تنويرية متكاملة تقدم تجربة فريدة ورائدة للتعريف بحضارة وتراث مصر الثقافي والأثرى، ولم تكتفى بإنشاء المتاحف بمختلف محافظات مصر، وإنما تشارك وتقيم معارض أثرية تحوى كنوز مصرية، بهدف الترويج السياحى لمصر واستعادة الحركة السياحية، والتعريف بما تحويه مصر من موروث حضارى كبير.
ومن جهة أخرى، لم تفرط مصر في ثروتها الأثرية بل تسعى بكل قوة لاستردادها، من خلال إعداد ملف كامل حول القطعة الأثرية المسروقة، مدعم بكافة الوثائق التي تثبت ملكية مصر لها وتاريخها ومواصفاتها، ويتم التفاوض مع الدولة التي يتواجد بها الأثر لاسترداده بالطرق الدبلوماسية، وبالفعل نجحت حلال السنوات القليلة الماضية في استرداد آلاف القطع الأثرية من الخارج، ونموذجا على ذلك، استرداد ما يقرب من 660 قطعة من فرنسا وبلجيكا والولايات المتحدة وبريطانيا، ومجموعة كبيرة كان قد تم تهريبها عبر حاويات إلى إيطاليا.
والجميل.. أن كل هذه الاكتشافات التي أبهرت العالم، تمت بأيادى مصرية، مع حرص الدولة على استئناف الحركة السياحية في ظل تطبيق الإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا، والعمل الدؤوب على إتاحة المقاصد السياحية المصرية بكافة أنواعها أمام السائحين فى إطار تحقيق التنمية السياحية المستدامة، وتظل أرض مصر تحتوى على أروع آثار البشرية فى عشرات المواقع والمدن وداخل قاعات العرض فى عشرات المتاحف، لتظل بلد الحضارة والإبهار مهما فعل الحاقدون أو سعى المغرضون على تشويه صورتها، أو زعزعة استقرارها، فهى صامدة أبية مبهرة حاضنة للجميع بفعل الحضارات وقوة ووحدة شعبها وجيشها..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة