رغم الحديث عن ارتفاع معدلات الإصابات بفيروس كورونا، بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، إلا أنه يبدو أننا أمام نهاية قريبة لهذا الكابوس اللعين، في ظل كثرة الحديث والتصريحات، أن شهر ديسمبر المقبل سيحمل معه أولى بشائر لقاح كورونا، حيث تتنافس كبرى شركات الأدوية في العالم للتوصل إلى هذا لقاح لمواجهة هذا الفيروس الذي بات شبحا يهدد البشرية بأكلها، وخاصة أن هناك عدة بشائر تبعثها شركات أمريكية وصينية وبريطانية وألمانية وروسيا دخلت المرحلة الثالثة من التجارب لتحديد فاعيلة اللقاح، لدرجة أن الصين لوحدها توصلت حتى الآن إلى تطوير 4 لقاحات مختلفة في مرحلة الاختبار على البشر، وتوصلت أيضا دول أخرى إلى نفس المرحلة لكن مع عدد لقاحات أقل مثل الولايات المتحدة وبريطانيا.
وما يدعو إلى التفاؤل والأمل، ما أعلنه وأكده مستشار الرئيس للشئون الصحة، الدكتور عوض تاج الدين، أن مصر تعاقدت على 20 مليون جرعة كحد أدنى من لقاح كورونا الجديد تكفى 40 مليون شخص وتكفي الفئات المستهدفة للتطعيم وإذا احتاجنا جرعات أخرى سنحصل عليها، مؤكدا أن مصر أمنت جرعات من اللقاح تكفى 20% من السكان، وكذلك ما أعلنته السيدة وزيرة الصحة، أنه تم إجراء التجارب السريرية على لقاح كورونا فى مصر على 2300 شخص حتى الآن، ومن بينهم 1770 شخصا خضعوا للبحث بشكل كامل، وأنه من المفترض خضوع 6 آلاف شخص للتجارب السريرية للقاح.
ويزيد الأمر تفاؤلا، تصريح أوجور شاهين رئيس مجلس إدارة شركة "بيوتك" للتكنولوجيا الحيوية واللقاحات، صاحبة اكتشاف لقاح فيروس كورونا التابع لفايزر الأمريكية، أنه جارى العمل على تأمين 50 مليون جرعة هذا العام، و 1.5 مليار جرعة العام المقبل، معربا عن أمله في بيع مليارات الجرعات في 2021 ليشمل التوزيع كافة العالم.
والمبشر أيضا، تأكيد دراسات عالمية، وباحثين، إن احتمال الوفاة جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد انخفض بنحو الثلث تقريبا منذ أبريل بسبب تحسن العلاج، لأن الإحصاءات تعكس اكتشاف الأطباء طرقا أفضل لرعاية المرضى بما فى ذلك استخدام مضادات التخثر والدعم بالأكسجين، وتحديد علاجات فعالة لمواجهة المرض.
لكن ما يزيد الأمر ثقة لدينا هنا في مصر، هو تأكيد المسئولين الدائم، على أن الدولة المصرية جاهزة وتسير بكل السيناريوهات للتعامل مع أى زيادة في أعداد الإصابات بفيروس كورونا، وأنها تتعامل بعناية شديدة مع الجائحة، من خلال الاستمرار والتشديد على الالتزام بالإجراءات الاحترازية، والتي تأتى على رأسها تطبيق التباعد الاجتماعى من خلال ارتداء الكمامة والعودة إلى فرض عقوبة التغريم من جديد، وتحقيق هذا الإجراء المهم في المدارس والمصالح الحكومية ووسائل النقل والمواصلات، إضافة إلى تأكيد وزيرة الصحة خلال تصريحات إعلامية أنه تم وضع خطة مُحكمة تعتمد على تكوين احتياطي من الأدوية بدرجة عالية الخاصة بكورونا، وزيادة عدد المقاعد للخط الساخن إلى 800 مقعد بعد أن كانت 500 مقعد وربطه بأكثر من لغة، إضافة إلى تجهيز 320 مستشفى و58 مستشفى "حميات وصدر"، بالإضافة إلى 19 مستشفى عزل تتولى استقبال المصابين في حال حدوث موجة ثانية، ومؤكدة أن مصر تضم 600 مستشفى مستعدة لمواجهة الجائحة، وكل هذا يبعث بالأمل أننا أمام استعداد حقيقى لمواجهة أى أزمة وأننا لا نصل إلى الإغلاق خلال الفترة المقبلة، وأننا أيضا أمام بشرة خير تؤكد قرب نهاية هذا الكابوس اللعين.