أجرى "اليوم السابع" جولة داخل كنيسة دير الأنبا متاؤس الفاخورى فى جبل أصفون بمدينة إسنا التاريخى والتى تعود للقرن الرابع الميلادي، وهى التى تعتبر من الآثار المصرية المسجلة خلال السنوات الماضية، حيث إن الدير تم تسجيله كدير أثرى فى تعداد الآثار الإسلامية والقبطية بالقرار رقم 10357 لسنة 51، وهو يضم مجموعة من المناطق منها مناطق أثرية ومناطق معمارية مميزة، ويتميز بأنه من أقدم الأديرة بمركز إسنا ويعود للقرن الرابع الميلادى والقرن الثامن الميلادي، ويشهد أكبر خطة لتطويره حالياً بأيادى رجال وزارة السياحة والآثار بقيادة الدكتور خالد العنانى، والمجلس الأعلى للآثار بقيادة الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس.
ورافق "اليوم السابع" خلال الجولة بالكنيسة الأساسية لدير الأنبا متاؤس الفاخورى بمدينة إسنا، حسين الحداد مدير آثار إسنا وأرمنت، والذى أكد أن الدير بداخله الكنيسة الأثرية التى تعتبر الكنيسة الأساسية للدير، حيث أن الأديرة لها نظام فريد مكون من مجموعة من المبانى عبارة عن كنيسة أثرية ومجمع وصالة قلايات وبئر للمياه وغيرها من المجموعة المعمارية، موضحاً أن الكنيسة الأساسية هى جزء من الدير.
وأضاف حسين الحداد لـ"اليوم السابع"، أن كنيسة الدير الأساسية تتكون من صالتين على اليمين واليسار من بوابة الدخول، كما توجد بها قبة مركزية عبارة عن استراحة للنساء والزوار أثناء الصلوات، وفى مواجهتها معمودية أساسية للدير ويتم داخلها تعميد الأقباط بعد الولادة مباشرةً، كما توجد الصالة الرئيسية للكنيسة وهى عبارة عن قبة مركزية تتقدمها ثلاثة هياكل، موضحاً أن الكنيسة هى كنيسة قديمة وتدل على عبق التاريخ فى جبل أصفون بإسنا، وكان المكان يجذب الكثير من علماء الآثار من مصر وحول العالم.
وأكد مدير آثار إسنا وأرمنت، أن أهم ما يميز كنيسة الدير الأساسية الكتابات والرسومات الأثرية التى تمتاز بها جدران الكنيسة، ففى القبة المركزية للدير توجد كتابات ورسومات قبطية تخص العقيدة المسيحية بالعهد القديم والعهد الحديث، حيث أنه فى عام 2010 كانت تعمل بعثة من قبل معهد البحوث الأمريكى لإظهار بعض الكتابات لعمل إعادة توثيق للدير ومراحل ترميمه، ومن أجمل رسومات الدير هى رسوم لصور يوحنا المعمودانى والغزال الذى كان يرمز لانتشار المسيحية بمصر وصور للطاووس انتشرت فى المراحل القبطية وصور الصليب بمختلف أنواعه فى العصور البدائية والمتوسطة والحديثة.
وأوضح حسين الحداد، أن أهم منطقة بالكنيسة هى منطقة الهياكل التى تتم داخلها الصلوات والعبادات وتضم 3 هياكل، فهى عبارة عن مذبح تتم فيه الصلوات والقدوس الخاصة بالكنيسة فهو يعتبر حرمة من حرمات الكنيسة المصرية عموماً، وتوجد ملحقات أخرى به طريق يؤدى للحصن وغرفة بداخلها جثمان ورفات الأنبا متاؤس الفاخورى ومجموعة من الصور الخاصة به وتاريخ نياحته، مشدداً على أن الدير إنضم فى 2013 وأعتمد من الباباوية لكى يخضع للكنيسة المصرية حيث أنه يتميز عن باقى الأديرة بوجود حصن مميز من 3 طوابق فى أقصى الجنوب.
فيما قال الراهب القس هدرا الفاخوري، أن دير الأنبا الفاخورى أسسه الأنبا باخوميس فى القرن الرابع، أما الأنبا متاؤس فقد عاش فيها بالقرن الثامن بعد حوالى 400 سنة، فالكنيسة تعود إليه وتمت تسميته بالفاخورى لأن كان صانع فخار وتعلمها عن والده، وترهبن بسن 10 سنوات وتواجد فى الجبل فترة 45 سنة متوحد، وبعدها تم اختياره رئيس للدير وكانت توجد وقتها الصناعة التى يتعايش منها الدير.
وأضاف الراهب القس هدرا الفاخوري، لـ"اليوم السابع"، أن الكنيسة الأساسية بدير الفاخورى والحصن تم بناؤها برعاية ملك النوبة حيث كانت زوجته عليها أرواح شريرة وسمع عن الأنبا متاؤس الفاخورى وحضر إليه فى بلاد النوبة وأخرج الروح الشريرة من عليها، وبعدها أرسل ملك النوبة قوات وجنود قاموا ببناء الكنيسة والحصن وبعض أسوار الدير هدية لنجاة زوجته، موضحاً أنه يقع الدير على مسافة 18 كيلومترًا شمال غرب مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، وهو يمثل تاريخ تراثى عظيم يتمثل فى "دير الفاخورى" والذى يتواجد بمنطقة أصفون ويضم رفات القديس "الأنبا متاؤس الفاخورى"، حيث تضم محافظة الأقصر عددًا من دور العبادة الدينية التاريخية، والتى تمتاز بتاريخ أثرى مميز، ويعتبر الدير جنوب الأقصر، من أحد أهم الأديرة التى احتفظت بأجزائها المعمارية الأثرية، حيث يقع الدير على بعد 6 كيلومترات عن قرية أصفون بمدينة إسنا جنوب الأقصر.
أحد جدران كنيسة دير الأنبا فاخوري
أماكن إستراحة الضيوف بكنيسة دير الأنبا فاخوري
رفات الأنبا متاؤس داخل الكنيسة الأساسية للدير
سحر آثري مميز بالكنيسة الأساسية للدير
طراز آثري يعود للقرن الرابع بكنيسة الدير