تتنوع خبرة الكتاب الأول بين العديد من المبدعين فكبار الكتاب ترواحت أعمالهم الأولى بين النجاح وغيابه، وبين الاهتمام وعدمه حسب ظروف عدة، وهنا نذكر ما جرى لدى إصدار الأعمال الأولى لكبار الكتاب وما حققوه بعد نشرها.
نجيب محفوظ
تعد مجموعة "همس الجنون" أول أعمال نجيب محفوظ والتى نشرت فى عام 1938 حيث تمثل الانطلاقة الأولى للروائى العربى الأهم، وفيه يبرع فى تصوير منطق النفس الإنسانية حينًا وجنونها أحيانًا؛ حيث الهذيان ظاهرة عجيبة تدلّ على أن الإنسان قد يخون نفسه كما يخون الآخرين، وتدور غالبية القصص في عالم القاهرة السفلي وفضائحه وتناقضاته.
وتضم المجموعة 28 قصة، أظهرت كل منها وبصورة عميقة معانٍ إنسانية كثيرة كالوفاء والخيانة والأمومة وعنفوان الشباب والطموح وغيرها، تحول بعضها على الرغم من قلة عدد صفحاته إلى أفلام سينمائية.
وقد حظيت مجموعة همس الجنون باهتمام نقدى نظرا لعدة أسباب أهمها أن نجيب محفوظ كان ينشر القصص منذ فترة طويلة في مجلة الرسالة مما جعله اسما معروفا حتى قبل أن يبدأ إصداراته كما أن دعم عدد من مجايليه مثل سلامة موسى شيخه وأستاذه دعمه كثيرا على المستوى النقدى والجماهيرى، هذا طبعا بالإضافة إلى جودة قصص المجموعة وتنوعها.
همس الجنون
باولو كويلهو
وإلى الروائى البرازيلى الشهير باولو كويلهو حيث عاش الرجل تجربة مختلفة فروايته الأولى "أرشيف الجحيم" لم تلاق أي نجاح وكذلك كانت روايته الثانية حاج كومبوستيلا وقد انتظر حتى صدور روايته الثالثة الخيميائى ليحقق النجاح المرجو غير أن كويلو كان مؤمنا بموهبته فلم تثنه تلك الإحباطات الأولى عن مواصلة مشواره الذى عرف بعد ذلك أكبر نجاح.
باولو كويلو
جابرييل جارسيا ماركيز
وإلى ماركيز والذى تعد روايته الأوراق الذابلة باكورة أعماله الروائية وقد صدرت عام 1955، وقد استغرق الأمر سبع سنوات للعثور على ناشر لها، وهو ما يدل على أنه لم يكن من المرجو نجاحها وهو ما تحقق بالفعل بعد نشرها وسجلت رواية الأوراق الذابلة أول ظهور لماكوندو، القرية الوهمية التى اشتهرت لاحقًا فى رواية مائة عام من العزلة، وتعد أيضًا العنوان لمجموعة قصصية قصيرة من لجابرييل جارسيا ماركيز.
رواية أوراق ذابلة
جوزيه ساراماجو
أما الروائى البرتغالى ساراماجو فله قصة أغرب من الخيال وهي أنه بينما كان في الحادية والثلاثين من عمره بعث برواية إلى أحد الناشرين فركنها الناشر دون إبداء رأيه فيها ولم يتحمس لكون ساراماجو غير مشهور في ذلك الوقت من خمسينيات القرن الماضى، وبعدما اشتهر ساراماجو طلب الناشر منه السماح له بنشر الرواية فرفض ساراماجو ولم ينشر روايته "المنور" طوال حياته.
وقد أعلنت مؤسسة جوزيه ساراماجو في شهر أكتوبر من عام 2011 عن نشر ما يسمى "الرواية المفقودة" بعنوان المنور وقد كتبت في الخمسينات وظلت مدفونة في أرشيف أحد الناشرين الذين تم إرسال المخطوطة الأصلية إليه، وتم ترجمة هذا العمل لعدة لغات.
رواية المنور
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة