مع ارتفاع الإصابات بفيروس «كوفيد - 19» فى أوروبا تعلن بعض التقارير الأوروبية عن دخول العالم موجته الخامسة، مع انفجارات فى أرقام الإصابات والوفيات، ومطالب بتشديد الإجراءات، لكن هذه الخطوات تواجه رفضا من بعض المواطنين، حيث يبدى مواطنون أوروبيون اعتراضهم على استمرار إجراءات فرض الإقامة ووقف السفر وفرض العمل من المنزل، يخرج مواطنون فى بعض مدن هولندا والنمسا وفرنسا وبلجيكا وكرواتيا، رفضا للإغلاق أو لفرض اللقاحات بشكل إجبارى، وتقع أعمال شغب ومواجهات مع الشرطة تسفر عن جرحى.
وحسب ما أعلنته جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، فقد بلغت حصيلة الإصابات المؤكدة بفيروس «كوفيد - 19» حول العالم نحو 257.6 مليون حتى الاثنين الماضى 22 نوفمبر، وقالت فى إحصائية نشرتها عبر موقعها الإلكترونى بإجمالى وفيات 5.2 مليون، وأن الولايات المتحدة سجلت أكبر عدد من حالات الإصابة حول العالم 47.7 مليون إصابة، والهند 34.5 مليون إصابة لتحتل المرتبة الثانية، تليها البرازيل بنحو 22 مليون حالة.
ومع ارتفاع الإصابات يخرج مواطنو عدة دول أوروبية فى مظاهرات وأعمال شغب على خلفية فرض إجراءات لمكافحة فيروس كورونا والتطعيم الإلزامى، بينما تعلن الحكومات الأوروبية أنها توسع حملات التلقيح فى محاولة لوقف الموجة الخامسة من تفشى الوباء، وشملت الاحتجاجات بلجيكا وهولندا والنمسا وفرنسا.
فى هولندا، تتواصل الاحتجاجات فى عدة مدن شارك فيها الآلاف للتنديد بالتدابير الحكومية للحد من انتشار الفيروس، وتحولت الاحتجاجات إلى أعمال شغب ألقى فيها المتظاهرون بالحجارة على رجال الشرطة التى ردت بـ«طلقات تحذيرية» ما أدى إلى إصابة كثيرين بجروح وتم القبض على نحو مئة شخص فى مختلف أنحاء البلاد.
وفى العاصمة النمساوية فيينا تظاهر نحو 40 ألف شخص، ضد الإجراءات الحكومية لاحتواء تفشى الوباء بدعوة من حزب جديد معارض للقيود يحمل اسم «الإنسانية.. الحرية والحقوق الأساسية»، وأعلن وزير الخارجية النمساوى، ألكسندر شالنبرج، فرض حجر على 8.9 ملايين نسمة حتى 13 ديسمبر المقبل، بعد أسبوع من فرض إجراءات صارمة ضد الذين لم يتلقوا اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
واشتبكت الشرطة مع محتجين فى شوارع العاصمة البلجيكية بروكسل، خلال مظاهرات على قيود «كوفيد - 19» التى فرضتها الحكومة، بعد أن شددت بلجيكا قيودها للحد من تفشى الفيروس وألزمت بوضع الكمامة وفرضت العمل من المنزل مع زيادة حالات الإصابة فى البلاد.
وسجلت بلجيكا أكثر من 1.5 مليون إصابة و26568 وفاة مرتبطة بفيروس كورونا من بين 11.7 مليون نسمة عدد السكان.
وفى فرنسا اضطرت السلطات الفرنسية لإرسال قوات شرطة خاصة إلى مقاطعة «جوادلوب» لاحتواء أحداث العنف واستعادة النظام بعد أحداث شغب وأعمال نهب وسط احتجاجات معارضة لقيود تفشى الوباء بالبلاد، وتم فرض حظر تجول بعد 5 أيام من الاضطرابات التى شهدتها المنطقة من إضرام النيران بالشوارع، ويأتى هذا مع إعلان المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أن فرنسا تشهد زيادة فى حالات الإصابة بـ«كوفيد - 19» بنسبة تقارب 80 % خلال أسبوع واحد فقط، بعد أن سجلت فرنسا 22 ألفا و678 إصابة جديدة و24 حالة وفاة خلال 24 ساعة.
وفى العاصمة الكرواتية «زغرب» تجمع آلاف المتظاهرين احتجاجا على إجراءات الحكومة الخاصة بفيروس كورونا، وأعرب المحتجون عن استيائهم من قرارات الحكومة بمنع الأشخاص الذين لا يحملون «جوازات كورونا» من دخول المصالح والمبانى الحكومية بالبلاد، بينما تتوسع الحكومة البريطانية فى استعمال الأدوية التى تم الإعلان عنها، وأعلنت إيطاليا حالة الطوارئ الطبية.
وتجد بعض دول أوروبا نفسها فى مواجهة احتجاجات، بينما تسعى لمحاصرة الفيروس والحد من الإصابات والوفيات، وفى حين تستعد دول أوروبية لفرض الإغلاق، تعلن حكومة بوريس جونسون اللجوء إلى الإغلاق، رغم ارتفاع نسبة الإصابات والوفيات، وسط مخاوف من اتساع الاحتجاجات بشكل يضاعف من ارتباك يسببه الفيروس، مع اقتراب العام الثانى على ظهور كورونا من نهايته من دون أفق واضح لانتهاء شبح «كوفيد - 19».