وضعتها الظروف فى موقف صعب، لكنها رغم صغر سنها رفضت أن تتخلى عن مساعدة والديها بعد أن أصيب والدها بانفصال شبكية العين حجبت الرؤية بعينه اليسرى وأثرت بشكل كبير على الإبصار عنده.
تقول إلهام صلاح 16 سنة، بمحافظة الشرقية : كنت وقتها بالصف الثالث الابتدائى ولا أدرك شيئا، حيث خرجت مع والدى لأساعده قدر استطاعتى فى بيع أنابيب البوتاجاز، وكنا نجوب القرى المجاورة لقريتنا بعربة كارو يجرها حمار، وكنت أطرق بمفتاح حديد على الأنابيب ليعلم الناس بوصولنا قريتهم ويخرجون ليشتروا ما ينقصهم من أنابيب.
تابعت، كنت أرى عجز والدى فى قيادة العربة الكارو وعد النقود، فكنت أقوم بذلك مكانه ومعى شقيقتى "يسرا" التى تكبرنى بعام واحد، وبعد فترة من العمل والكد وافق أحد رجال الأعمال بمنحنا سيارة بالتقسيط وكان لابد من تعلم قيادتها بأى شكل، لأن والدى لا يستطيع قيادة السيارة لظروف نظره، وبالفعل وفقنى الله فى تعلم القيادة وبدأت ومعى شقيقتى فى التحرك وتحميل الأنابيب بالسيارة يوميا بما يعادل 50 أنبوبة وأجوب بها قريتى والقرى المجاورة وشقيقتى تطرق على الأنابيب وفى نهاية اليوم أعود للمنزل، وأعطى والدى الأرباح التى حصلت عليها ليستطيع إحضار أدوية له ولوالدتى المريضة.
أثناء العمل
وقال والدها: أنه أنجب بنتين وولد، والبنتين يقومون بالعمل مكانى على أكمل وجه والولد ما زال طفلا يبلغ من العمر 9 سنوات، والله عوضنى عن مرضى وفقدان بصرى ومرض زوجتى، وبناتى عندى يساوون الدنيا بما فيها.
الهام
وأضاف قائلا : ابنتى "إلهام" تعادل عندى مليون راجل وشقيقتها يسرا وهبهم الله لى لنستطيع أن نعيش ونجد ما يكفينا لعلاجى وعلاج والدتهم، بالإضافة لمصاريف دراستهم، لأن إلهام بالصف الأول بمدرسة كفر صقر الزراعية الفنية، وشقيقتها يسرى بالصف الثانى بمدرسة كفر صقر الثانوية الصناعية الفنية، وشقيقهم بالصف الثالث الابتدائى، فضلا عن مصاريف المأكل والملبس وغير ذلك.
أمام عربة الأنابيب
وبكى قائلا : أتحسر على نفسى عندما تخرج ابنتى لقيادة السيارة وبيع الأنابيب، لأنى كنت أعيش بصحتى قبل الحادث الذى أثر على بصرى وكانت الدنيا جميلة، ولكن لابد وأن أصبر على قضاء الله، لافتا أن نجلته الكبرى يسرا تمت خطبتها ومن المفترض أن يتم زواجها قريبا وهذا يتطلب تجهيزها داعيا الله أن ييسر له ذلك وأن يجد علاج لعيونه كى يستطيع القيام بعمله مرة أخرى، حتى يستطيع مواصلة الحياة لأن بناته سوف يتزوجن ويرحلن عنه وتظل حياته فى احتياج لمن يعمل لتكملة الحياة.
تحمل أنبوبة
واحتضنت الهام والدها باكية ومؤكدة أنها ستظل لآخر عمرها تساعد والدها ووالدتها المريضان، وأن حياتها فداءا لهما وأنها لا تخجل من قيادتها للسيارة وبيع الأنابيب، لأن كل المنطقة تعودوا عليها وتشعر أنهم فخورين بها ويساعدوها فى إنزال الأنابيب من السيارة ويحييها الجميع كلما رأوها.
تحمل على سيارة الأنابيب
وتمنت أن تتكفل الدولة بعلاج والدتها ، وصرف معاش لوالدها، خاصة أنه من العجزة، وبناء منزلهم الذى تهطل الأمطار عليه وتنزل مياهها من سطحه المعروش بالبوص وتملأ فرشتهم.
تقود السيارة
تنزل من السيارة
داخل السيارة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة