الفارسة المكافحة التي كبرت قبل أوانها، معالمها التي تحكي تاريخ من الشقاء والتضحية في سبيل العيش بكرامة وعزة نفس، جمالها الذي تلامسه بابتسامة ورضا وأمل، تحارب قسوة الحياة بكفوفها لتثبت لنا أن وراء كل امرأة عظيمة نفسها.
بوسى-تقوم-بجلخ-الحديد
البطلة "بوسي سعد".. ابنة شارع الحدادين بمدينة المنصورة، التي امتهنت مهنة الحدادة منذ أن كانت في السابعة من عمرها، شربت الصنعة من والدها وورثتها عنه نظرا لعدم إنجابه لصبية فتحملت المسؤولية وكانت ظل أبيها على الأرض، وتركت تعليمها لخاطره لتصبح أول حدادة في مدينة المنصورة.
بوسى-تتعامل-مع-الحديد-والنار
عقبات كثيرة واجهت "بوسي"، بداية من تركها للتعليم وقتل طفولتها وزهرة شبابها، فراقها لوالدها فطلاقها، لتجد نفسها الأم والأب لأربعة أبناء صبية وعشر شقيقات وثلاث زوجات أب، فوجدت نفسها وحيدة غريبة في الحياة، تنازعها مرارة الليالي القاسية، تصارع بكل قوتها وأنوثتها لتظل صامدة شامخة في أعين أبنائها، ظلمت فحاربت، حزنت فتوهجت وواجهت، تألمت فعاشت بشرف وكرامة وإرادة من حديد.
"أنا ست جدعة بميت راجل وقد المسؤولية".. هكذا وصفت بوسي كفاحها ونضالها من أجل أبنائها وأخواتها البنات، حيث تفتخر وتسعد لكونها حدادة، تشقى وتشق الصخر بحثا عن الرزق الحلال.
بوسى-تتحدى-اللهب
وتحكي بوسي، إنها كانت تتمنى أن تكمل تعليمها مثلها مثل باقي زميلاتها، ولكنها عندما وجدت أبيها بحاجة لمن يساعده ويعينه على الحياة ومهنة الحدادة، فضلت العمل بجانبه تاركة تعليمها ومستقبلها ورائها، مضيفة إلى أنها ستعوض ما افتقدته في طفولتها من حلم التعليم لأبنائها، وستكافح معهم حتى يكملوا تعليمهم ويتفوقوا في مهنة الحدادة ليكملوا المسيرة من بعدها.
وأشارت بوسي، إلى أنها لاتزال تحتفظ بالآلات والماكينات التي عمل عليها والدها، مفضلة العمل عليها دون استحداثها بالآلات المتطورة، فتعتمد في تطويع الحديد على آلة الحدادة الشعبية “الكار نار”، وأدوات خاصة لقص وطرق الحديد كالمقص والمطرقة، كما تقوم بشراء فحم البترول الخاص بعمل الحدادة من مدينة السنبلاوين والذي يختلف تماما في طبيعة استخدامه عن الفحم الناعم التقليدي، وتقوم بشراء الحديد المصنع في القاهرة، لتقوم بصنع حديد الشبابيك، والأبواب، والمسامير والمدقات.
وقالت "بوسي"، إن الحدادة مهنة شاقة تحتاج لقوة جسمانية كبيرة لطرق الحديد وبرده وتشكيله وتطويعه في درجة حرارة عالية جدا، وهذا ما قد يعرضها لمخاطر أثناء عملها، ولكنها تعودت عليها وأصبحت لا تبالي لأي شيء طالما توفر لأبنائها لقمة العيش الحلال.
بوسى-تمارس-مهنة-الحدادة
بوسى-سعد-الحداده
بوسى-فى-صغرها-وهى-تتعلم-المهنة
بوسى-قلب-أم-واعمال-الرجال
بوسى-ونظرة-أمل-فى-بكره_1
جانب-من-ورشة-بوسى
فحم-الكوك-وصهر-الحديد-على-يد-بوسى
اثار-العمل-على-يد-بوسى
أسياخ-الحديد-فى-قلب-النار
الحديد-وسط-النيران
الحديد-يلين-فى-يد-بوسى
المطرقه-والسندان
المعدات-تبدأ-فى-تسوية-الأرض
بوسى-أثناء-العمل-بالورشة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة