روائية وقاصة وكاتبة صحفية عراقية، تعمل فى الصحافة حتى وقتنا الحالى، ما أكسبتها خبرة كبيرة نتجت عنها أعمالاً إبداعية متميزة، استطاعت من خلالها نقل أوجاع وأفراح وطنها العراق، هى إنعام كجه جى، التى انتهت من مشروع أدبى سوف يصدر قريبًا، وخلال تواجدها ضيفة على معرض الشارقة الدولى للكتاب بدورته الـ40، أجرينا معها هذا الحوار للكشف عن كواليس المجموعة القصصية الجديدة وشخصيات تأثرت بها خلال مشوارها الصحفى والإبداعى، إلى جانب تفاصيل اخرى.. إلى نص الحوار.
الكاتبة إنعام كجه جى وأحمد منصور محرر اليوم السابع
ما مشروعك الأدبى الجديد؟
فى الحقيقة عملى المقبل مجموعة قصصية صغيرة جمعت فيها قصص نشرت فى القاهرة سابقًا، ولكن الأغلب هى تنشر للمرة الأولى، كما أنه للمرة الأولى يصدر لى كتاب فى القاهرة، ففى مصر تربينا على الصحافة المصرية، وبها الذكريات الجميلة، وعندما درست الصحافة كان أساتذتى مصريين، وعندما كنت صغيرة كنت أقف على باب المكتبة فى انتظار الحصول على مجلة صباح الخير قبل نفادها، وقبلها وأنا طفلة كنت أذهب لاقتناء مجلة سمير، بعد أن اخرج من قداس الحد وأهرب من والدتى لاقتنى مجلة سمير، فمصر مصدر الثقل فى الصحافة والعمل.
هل عملك الجديد يستدعى أيضا أوجاع العراق؟
تستدعى أفراح وأوجاع العراق وجنون العراق، والعمل الجديد أطلقت عليه "بلاد الطاخ طاخ"، فنحن لا نجد أى كاتب مهما كانت جنسيته يكتب عن غير بلده، فأنا اكتب عن بلدى، فهذا هو الوطن الذى تربيت فيه، وبه أهلى وسنوات عمرى، واعرف شفراته، فكل كتاباتى تمزج بين العراق وبين البلد المغترب الذى أقيم به وهى فرنسا.
الكاتبة إنعام كجه جى وأحمد منصور محرر اليوم السابع
من الكتاب المصريين حرصتى على قراءة أعمالهم؟
جميع الكتاب أتابعهم، منذ أيام والدتى التى بالكاد "تفك الحرف" وهى تقرأ للمنفلوطى، وربتنا على العبارات والنظرات، وتحت ظلال الزيزفون ومحمد عبد الحليم عبد الله، ثم محمد عبد القدوس ويوسف السباعى، ونجيب محفوظ ويوسف إدريس، ولكن من ناحية الشباب الآن فأنا مقصرة أعرف 15 كاتبا شابا ولكن يوجد الكثيرون يمنعنى عنهم وجودى فى مكانى البعيد فى أوروبا فلا تصلنى كل الكتب، فمتابعتى من خلال الصحف أكثر من خلال القراءة ولكنى احرص على القراءة كثيرًا.
من خلال متابعتى للوسط الثقافى كيف تشاهدى وضع الأدب فى الوطن العربى؟
إذا نظرنا إلى عدد الروايات التى تطبع والمجموعات القصصية ودواوين الشعر، سنقول أن الأدب العربى بخير.
الكاتبة إنعام كجه جى وأحمد منصور محرر اليوم السابع
هل القراءة تواكب وتيرة النشر؟
الكتب بالفعل كثيرة للغاية، ونأمل أن يكون القراء كثيرين.
من خلال تواجدك فى أوروبا هل سعيت لترجمة أعمالك؟
فى أوروبا حتى تحصل على حقوق الترجمة يلزم أن يكون لك وكيل أدبى وأنا فشلت فى العثور على وكيل أدبى، واعتمدت على نفسى من خلال تواجدى هناك، ومعرفتى بدور النشر، فتم ترجمة كتاب لي باللغة الفرنسية، ولم يكن كتابا أدبيًا، ولكن عما كتبته نساء العراق فى الحروب والحصار، وهذا الكتاب هو من صنع لى اسما وأصبحت معروفة، وبعد ذلك إذا اعطيت لهم رواية فأنا بالنسبة لدور النشر الأجنبية لست مجهولة لأنه سبق وترجم لى، وهذا ساعدنى كى أجد ناشرا فرنسيا والذى بدوره يعطيها لناشر إيطالى، والإيطالى يعطيها للألمانى وبصراحة كل ذلك يشوبه مسألة الحظ، وكنت محظوظة فى ذلك.
أريد أن استغل مطالعتك على الأدب الأوروبى والأدب العربى لإجراء مقارنة بينها.. فماذا تقولين؟
ما هو رائج حاليا هو الواقعية الحقيقة، والكتابة عن الذات ونادرًا ما نجد كتب خيالية، أما فى الأدب العربى مازلنا بعدين عن هذا النوع من الكتابة، توجد روايات كثيرة بها تجارب الكاتب ولكنها ليست بالشكل الذى يدخل إلى عمق الذات وكشف الأسرار العائلية لأنهم فى أوروبا يحبون هذه الأمور.
الكاتبة إنعام كجه جى وأحمد منصور محرر اليوم السابع
من خلال عملك فى الصحافة والأدب بمن تأثرت إنعام كجه جي؟
تأثرت بكبار الكتاب الصحفيين المصريين مثل مصطفى وعلى أمين من خلال قراءاتي وأنا طفلة، كما كانت كتب الدكتور مصطفى محمود وكتابات أنيس منصور منتشرة بشكل كبير، ربما يكون نظرنا لتلك الكتب اختلفت بعد تطور الوعى ولكنها فى مرحلة كانت كتب ضرورية، وأحب كتابات محمد المخزنجى كثيرًا.