لم يكتب شاعر عربى لأفريقيا مثلما كتب الشاعر السودانى الكبير الراحل محمد الفيتورى فقد اعتبر القارة السمراء مسرحا أساسيًا لشعره معبرًا عن محنة الإنسان الأفريقي وصراعه ضد الاستعمار، ونضاله للتحرر من المحتلين، وقد ألف عدة دواوين في هذا المضمار منها أول دوواينه "أغاني أفريقيا" الصادر في عام 1955، يقول في إحدى قصائده عن أفريقيا:
جبهة العبد ونعل السـيد
وأنين الأسود المضطهد
تلك مأساة قرون غبرت
لم أعد أقبلها لم أعد
ويعتبر محمد الفيتورى بالإضافة إلى شعره لأفريقيا من رواد الشعر الحر الحديث، وقد لقب بشاعر إفريقيا والعروبة، وتم تدريس بعض أعماله ضمن مناهج اللغة العربية في مصر في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، كما تغنى ببعض قصائده مغنون كبار في السودان.
ولد محمد الفيتوري عام 1936م في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور الحالية بالسودان، ووالده هو الشيخ مفتاح رجب الفيتوري وكان صوفيا ينتمى إلى الطريقة الشاذلية.
نشأ محمد الفيتوري في مدينة الإسكندرية بمصر وحفظ القرآن الكريم في مراحل تعليمه الأولى، ثم درس بالمعهد الديني وانتقل إلى القاهرة.
عمل الفيتوري محرراً أدبياً بالصحف المصرية والسودانية، وعُيّن خبيرًا للإعلام بجامعة الدول العربية في القاهرة في الفترة ما بين 1968 و 1970 ثم عمل مستشارًا ثقافياً في سفارة ليبيا بإيطاليا كما عمل مستشارًا وسفيرًا بالسفارة الليبية في بيروت بلبنان، ومستشارا للشؤون السياسية والإعلامية بسفارة ليبيا في المغرب.
له من الدوواين: أغاني إفريقيا عام 1955، عاشق من إفريقيا عام 1964، إذكريني يا إفريقيا عام 1965، أحزان إفريقيا عام 1966، البطل والثورة والمشنقة عام 1968، ابتسمي حتى تمر الخيل عام 1975 وغيرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة