ما أجملهم شباب سوهاج وهم يعملون بقلب رجل واحد يتكئون على بعضهم البعض بوجوه براقة تغمرها السعادة وقلوب نقية تغني للصداقة، يتقاسمون الحب والهمة بأرواح الفرسان، يغنون نشيد البطولة بملامح نحتها شقى الزمان، فما أن تزور شارع الدراسات بمدينة المنصورة منذ ساعات الصباح الباكر سيجذبك للوهلة الأولى مجموعة شباب يعملون بعزيمة كخلية نحل تسابق الزمن لإعداد أشهى فطير مشلتت وكوماك وخبز برائحتهم الذكية ومذاقهم الشهي.
بوحدة وإرادة وطموح، تمكن مجموعة شباب من محافظة سوهاج أن ينجحوا ويصنعوا لأنفسهم اسما في عالم صناعة الفطير المشلتت والمخبوزات الفلاحي في بمحافظة الدقهلية، بعد رحلة طويلة من الكفاح والعمل والمثابرة سطرت أول حروفها في محافظة سوهاج.
وقال حسن محمد محمود صاحب الـ28 عاما، لـ"اليوم السابع"، إنه عشق مهنة صناعة الفطير المشلتت بفضل والده الذي علمه وأثقله مهارة العمل وأسراره، حيث كافح معه منذ الطفولة في مجال صناعة المخبوزات الفلاحي في عدة محافظات كان آخرها محافظة الدقهلية.
وأضاف أنه تعلم أصول المهنة بعد رحلة طويلة من التعلم والمثابرة في مدينة الأسكندرية، التي مكث فيها مع والده لأكثر من 14 عاما، وبإرادة استطاع أن يحترف صناعة الخبز في غضون شهر، وبعدها تعلم العيش الشامي والعيش السن والرقاق والكوماك، حتى احترف المجال واكتسب خبرة كبيرة في المجال.
وتابع أنه وأولاد عمه بدأوا العمل في المجال مع بعضهم البعض بالعمل في محال للفطير المشلتت بعدة مدن، حيث بدأوا رحلتهم كعمال يومية، وبعدما احترفوا المجال قرروا أن يستقلوا بذاتهم ويفتتحوا مشروع خاص لهم في الإسكندرية ومع الوقت أصبح لهم عدة فروع في محافظة الإسكندرية، وطنطا، والدقهلية.
واستطرد أنه واجه صعوبات كثيرة في بداية عمله في المجال، كإجادة تحديد مقادير عجينة الفطير المشلتت والخبز، وطريقة عجنهما في العجانة، وفردهما بالنشابة، ومتابعة لحظات التسوية في الفرن، حيث أن الخبيز فن يحتاج للمهارة والخبرة والنفس، وخاصة الفطير المشلتت الذي يعد أصعب أنواع المخبوزات في الإعداد حيث يحتاج لإتقان ودقة بالغة؛ ليكون على أصول الطريقة الفلاحي ويحظى بإعجاب الزبائن، مشيرا إلى أنها جميعا عوامل تحدد مدى نجاح الخبيز من عدمه، واستطاع أن يتقنها باحتراف بعد فترة طويلة التعلم والتجربة اللاتي أكسباه الخبرة والشهرة.
وأوضح أن الفطير المشلتت يتم إعداده من خلاله تجهيز العجين، بإضافة الكمية المطلوبة من الدقيق والسكر والملح والمياه وعجنهما فى العجانة جيدا، ثم يتم تركها نصف ساعة حتى تهدأ وتكون سهلة الخبيز والفرد، وبعدها يتم تقطيع العجينة لقطع صغيرة، ثم يتم فردها جيدا باستخدام النشابة، ومن ثم يتم استكمال فردها يدويا وشدها جيدا بحركة دائرية فى الهواء عدة مرات متتالية، ثم يتم دهن العجينة بالسمن وتطبيقه، وكل طبقة يتم رشها بالسمن، وبعد ذلك تترك العجينة بضع دقائق حتى ترتاح، ثم يتم تجهيز صوانى الفرن ودهنهما بقليل من السمن وإدخالها للفرن.
أما محمد يونس صاحب الـ19 عاما فقال، إنه تعلم أصول المهنة على يد خاله في محافظة مطروح، حيث عمل على إكسابه أصول المهنة حتى أجادها بسهوله؛ حبا في المجال ورغبة منه في إثبات ذاته وكيانه، مضيفا أنه حقق النجاح برفقة أقاربه وأبناء عمه، فتقاسموا العمل سويا بروح الجماعة والحب حتى استطاعوا أن يجتازوا كل الحواجز والصعوبات ويبحققوا نجاحا باهرا في مدينة المنصورة.
وأوضح أنه يقوم بتحضير عجينة الكوماك، بإضافة الماء والفانيليا واللبن والبيكنج باودر والكركم والخميرة، وخلطهما سويا وعجنهما في العجانة بضع دقائق حتى تتماسك العجينة ثم يضاف إليها السمن البلدي، ومن ثم يتم تقطيع العجين لقطع صغيرة تترك 5 دقائق لترتاح، ويبدأ فى فردهم على شكل دوائر صغيرة، يتم تركها بضع دقائق أخرى لترتاح، ومن ثم يتم إدخالها للفرن.
وقال محمود محمد صاحب الـ28 عاما، إنه وأبناء عمه كافحوا كثيرا في حياتهم حتى استطاعوا أن ينجحوا في تحقيق حلمهم بافتتاح عدة فروع لمحال الفطير المشلتت في مصر، مشيرا إلى أنهم توارثوا المهنة عن آبائهم وأجدادهم اللذين أثقلوهم بالخبرة والمهارة والعلم ومنحوهم الثقة والقدرة على تحقيق النجاح في مجال طالما حلموا أن يصنعوا لأنفسهم اسما وعلامة مميزة فيه.
وأضاف أنهم بدأوا مسيرتهم في الفطير المشلتت بالعمل في عدة محال في مدينتي الإسكندرية وطنطا، حيث كانت تلك الفترة من أهم الفترات بالنسبة لهم، فاستطاعوا خلالها أن يستفيدوا من كل ثانية في التعلم واكتساب خبرات جديدة تعينهم على الاستقلال بمشروع خاص يثبتون أنفسهم وإمكانياتهم فيه، مشيرا إلى أن بالرغم من صعوبة الرحلة إلا أنهم تمكنوا من إجادة العمل في المجال، وبمهارة شديدة أصبحوا يعدون أشهى المخبوزات من فطير مشلتت وخبز بكل أنواعه وكوماك، وافتتحوا عدة فروع خاصة بهم في عدة مدن كان آخرها مدينة المنصورة.
وتابع أنهم يعملون على مدار 24 ساعة متواصلة دون توقف، ويعدون الفطير المشلتت بكل أنواعه، السادة منه والشرقى المحشو بالجبنة القريش أو الجبن المشكل أو المكسرات أو العجوة، ليلبوا جميع الأذواق بأسعار بسيطة تبدأ من 10 جنيهات للفطيرة الواحدة، مؤكدا أن التعاون والحب والألفة التي تربوا عليها منذ الطفولة واعتادوا عليها هي سبب نجاحهم وشهرتهم.