بابتسامة رضا لا تفارق وجنتيه، ونظرة أمل تضيء عينيه، وروح مقبلة على الحياة، بدأ الشاب العشرينى عمر محمد ابن محافظة سوهاج حياته يكافح ويشق الصخر من طفولته فى صناعة الفطير المشلتت البلدى متنقلا بين محافظات مصر، رغبة منه فى التفوق والنجاح وصناعة اسما له فى عالم صناعة الفطير المشلتت بكل أنواعه.
فى ساعات الصباح الباكر بشارع الجلاء بمدينة المنصورة، تجد أصغر فطاطرى يطوع بيداه الدقيق والسكر والملح والماء، منسجما فى تشكيل قطعا صغيرة من العجين واحدة تلو الأخرى، يفردهما بالنشابة ويرققهما حتى يكادوا يشفوا ما حولهما، بسرعة فائقة دون توقف؛ ليلبى رغبة محبيه فى الحصول على أشهى الفطير السادة والمحشو بالعسل والعجوة والجبن واللحم.
الشاب السوهاجي عمر محمد أصغر وأشهر صانع فطير مشلتت حلو وحادق في مدينة المنصورة
وقال عمر محمد لـ"اليوم السابع"، إنه كافح منذ طفولته بالعمل فى مجال صناعة الفطير المشلتت، حيث ولد فى بيئة تعشق الفطير المشلتت وتتفنن فى صناعته، باعتباره وجبة الفطور الرئيسية، مشيرا إلى أن ذلك حببه فى دخول عالم صناعة الفطير وتعلم كل أسراره وأصوله، وبدافع وإرادة قوية فى التعلم والنجاح، استطاع فى غضون أيام قليلة اكتساب خبرة كبيرة فى صناعة الفطير حتى أصبح يتفنن فى صناعته وأحد أشهر صانعى الفطير المشلتت بكل أنواعه وعمره لم يتخط الـ22 عاما.
الفطير المشلتت فى المنصورة
وأضاف عمر، أن صناعة الفطير لها أصولها وأسرارها، فمهما حاول كثيرون دخول المجال والنجاح فيه، لن يستطيعوا الوصول إلى أسرار صناعته التى لا يعرفها سوى أهل الصعيد أصحاب المهنة، موضحا أن صناعة الفطير قبل أن تكون علم فهى خبرة وفن ونفس يجتمعوا سويا فى كافة مراحل إعداده بداية من خلط مكوناته من الدقيق والسكر والملح والماء وعجنهما، وفرد العجينة وترقيقها بـ"النشابة"، ووضع الحشو بها سواء كان مكسرات أو لحوم وجبن أو عجوة، وصولا لوضع الفطيرة فى الفرن.
الفطير المشلتت
واستطرد أن طريقة صناعة الفطير المشلتت لها أصولها وأسرارها التى لا يعرفها سوى أهل الصعيد أصحاب المهنة، بداية من تجهيز العجين وتكوينه وفرده ووضع الحشو به سواء كان مكسرات أو لحوم وجبن أو عجوة، وصولا لوضعه فى الفرن، فيقوم بصناعة الفطير، من خلال تجهيز العجين، بإضافة الكمية المطلوبة من الدقيق والسكر والملح والمياه وعجنهما فى العجانة جيدا، حتى يسهل فرد العجينة فيما بعد باستخدام "الشوبك" أو النشابة، ثم يتم تركها نصف ساعة حتى تهدأ وتكون سهلة الخبيز والفرد لتعطى النتيجة المطلوبة، وبعدها يتم تقطيع العجينة لقطع صغيرة، ثم يتم فردها جيدا باستخدام النشابة لتكون ناعمة ومطاطة حتى تصبح على شكل دائرة كبيرة، ومن ثم يتم استكمال فردها يدويا وشدها جيدا والقيام بالمرحلة التى سميت على اسمه "المشلتت"، أى فرده جيدا من خلال بحركة دائرية فى الهواء عدة مرات متتالية، ثم يتم دهن العجينة بالسمن وتطبيقه، وكل طبقة يتم رشها بالسمن.
الفطير فى مرحلة التسوية
وأضاف أن عملية تطبيق العجينة تستمر حتى يصبح لدينا قطعة عجينة دائرية متعددة الثنيات على شكل طبقات ويتخللها ثناياها السمن البلدى، وبعد ذلك تترك العجينة بضع دقائق حتى ترتاح، ويتم تكرار العملية على قطع العجين الأخرى حتى يجهزوا كمية الفطير المطلوبة منهم، مشيرا إلى أن بعد الانتهاء من تلك المرحلة يتم تجهيز صوانى الفرن ودهنهما بقليل من السمن ومن ثم فرد الفطائر فيها من الأقدم للأحدث يدويا بشكل دائرى حتى يتم توزيعها على مساحة الصينية وبسمك رقيق، مع مراعاة أن يكون الفرن ساخنا جيدا على أعلى درجة حرارة قبل إدخال الصينية به، ثم يتم إدخال الصينية به ومراقبة وجهها ودرجة إحمراره، وبعد مرور عشر دقائق يصبح لدينا أشهى فطير مشلتت مورق يوزع فى الأطباق ويشتريه الزبون بسعر يتراوح من 10 إلى 20 جنيها.
الفطير
وأشار إلى أن عملية صناعة الفطير المشلتت صعبة وتحتاج لخبرة ومهارة كبيرة قد تستغرق أشهر وسنوات، فيحتاج لفن ومرونة وصبر، وتكتيك عالى حتى نحصل على فطير مشلتت بلدى شهى وناجح، يحظى بقبول الزبائن، مضيفا أن أكثر أنواع الفطير المشلتت إقبالا من قبل الزبائن هو الفطير السادة الخفيف.
عمر السوهاجى
وأكد عمر، أنه فخور بنفسه وبما حققه من نجاح فى بداية رحلته، مشيرا إلى أنه تعب وشقى كثيرا فى حياته حتى يستطيع التفوق فى مجاله وصناعة اسم له فى عالم الفطير المشلتت، بداية من تركه لموطنه سوهاج وذهابه لمدينة الإسكندرية حتى استقراره فى مدينة المنصورة ليكمل مسيرة كفاحه معتمدا على نفسه، مؤكدا أن الحياة رحلة تحتاج للإنسان القوى المكافح الذى يحدد هدفه ويعتمد على نفسه ويراعى ضميره ويتعلم ويطور من إمكانياته باستمرار حتى يكون النجاح حليفه.
فطير مشلتت بمحافظة المنصورة
فطير مشلتت
من داخل فرن الشاب السوهاجي عمر محمد أصغر وأشهر صانع فطير مشلتت في مدينة المنصورة
من داخل فرن الشاب السوهاجي عمر محمد أصغر وأشهر صانع فطير مشلتت
من داخل فرن الشاب السوهاجي عمر محمد أصغر وأشهر صانع-فطير مشلتت حلو وحادق في مدينة المنصورة
من داخل فرن الشاب السوهاجي عمر محمد