تمر اليوم الذكرى الـ 56 على اغتيال مالكوم إكس أو الحاج مالك شباز رئيس اتحاد الأفارقة الأمريكان والمتحدث الرسمى لحركة أمة الإسلام أثناء وجوده فى قاعة المؤتمرات فى مدينة نيويورك، وذلك فى 21 فبراير عام 1965.
ويعد مالكوم إكس واحد من رموز النضال الأسود فى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو هو داعية إسلامى ومدافع عن حقوق الإنسان أمريكى من أصل إفريقى (إفريقى أمريكي)، يدافع عن حقوق السود، ويوجِّه الاتهامات لأمريكا والأمريكيين البيض بأنهم قد ارتكبوا أفظعَ الجرائم بحق الأمريكيين السود، وهو نفس التوجه الذى كان يسير عليه القس الأمريكى مارتن لوثر كينج، فكيف كان ينظران لبعضهما، وهل التقيا من قبل؟
عاش كلا من مالكوم ولوثر فى نفس الفترة، كان كل واحد منهما خطيبًا ملهمًا لا تنقصه الشجاعة ولا الحجة والفصاحة، كانا متقاربين فى السن يراوحان على نفس المدن ويحفهما أتباع كُثر ومخاطر أكثر، وقد اغتيلا فى النهاية فى فترة متقاربة.
مالكوم إكس ومارتن لوثر كينج
ولعل الرجلين كانا من رموز مسيرة النضال الأسود فى الولايات المتحدة الأمريكية، لكنهما جاءوا متناقضان رغم تقاطعهما أحيانا خلال هذه المسيرة الأول (مالكوم إكس) يمثل المدرسة "القومية" التى تعزز قومية السود الأفريقية، وتسعى للانفصال وإنشاء دولة وأمة خاصة للسود لمرحلة طويلة من حياته، والأخير يمثل المدرسة "الاندماجية" التى تحاول الاندماج فى المجتمع الأمريكي، كما يصنفهم المؤرخ اللاهوتى جيمس كون، بينما كان كينج يردد "لدى حلم" بأنَّ يعمل البيض والسود جنبًا لجنب.
لقد هاجم مالكوم مارتن لوثر مرارا، واتهمه مع أتباعه بالجبن والمهادنة والركون إلى الشيطان الأبيض. وكان لوثر دائماً فى موقع المدافع، كان يحاول شرح وجهة نظره وإيصال خطته النضالية من غير زوائد ولبوس مضللة، أو سجالية فارغة. وفى لقاء تلفزيونى قال عنه مالكو، إن منهج الدكتور كنج منهج غير واقعي، إنه منهج مشكوك فيه، وبالتأكيد لن يصل إلى الهدف الصحيح، واليوم كلنا نعرف من الذى ساد منهجه وأثمر، حيث تتضح مسألة أن ما هو أهم مما تتعرض له، يكمن فى ردة فعلك تجاهه. هكذا تباينت الدروب مبكراً، فاختنق منطق الإقصاء والكراهية الذى تبناه مالكوم وأتباعه فى دلتا الميسيسيبي، بينما بقى منطق لوثر عائماً يتنفس حتى استطاع تعميم حضن ديترويت الدافئ على باقى أرجاء أميركا. المرة الأولى والوحيدة التى التقى فيها مالكوم إكس ومارتن لوثر كينغ، كانت فى 26 مارس عام 1964 فى واشنطن فى الولايات المتحدة، حيث كان كلاهما يحضران النقاش فى مجلس الشيوخ على مشروع قانون الحقوق المدنية، وكان لوثر يدعو إلى التفاهم مع البيض والتعايش السِّلمى ونبذ العنف، وإنهاء التمييز العنصرى ضِدَّ السُّود, فاختلف معه مالكوم وهاجمه فى أكثرَ من مناسبة، إلا أن مالكوم إكس أخيرًا تأثَّر بفكرة لوثر تجاه العنف وتحوَّل إلى فكرة التفاهم والتعايش مع البِيض؛ ولذلك اختلف مع إليجا، وعندما طُرد من حركة أمة الإسلام؛ بسبب مخالفته لتوجيهات إليجا فى الموقف من اغتيال كندي.
وفى غضون ذلك، احتضن نظير كينغ، مالكولم إكس، الانتفاضة المناهضة للاستعمار التى شنتها حركة ماو ماو فى كينيا، ورأى أن تبنى بعض تكتيكاتها قد يساعد فى القضاء علىعصابات كو كلوكس كلان العنصرية فى الولايات المتحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة