ظلت الطوابير عقدة المصريين على مدار سنوات طويلة، فكل خدمة يريدها المواطن المصرى لابد أن يقف قبل أن يحصل عليها في طابور ممتد لعدة أمتار منذ شروق الشمس ليصل إلى هدفه مع غروب ذات الشمس، وقد تشهد سقوط قتلى وجرحى نظير الاشتباكات التي تحدث مقابل الحصول على رغيف عيش أو البنزين أو حتى دفع فاتورة كهرباء أو مياه، ولكن ما تعيشه مصر الآن يجعلنا نشعر بقيمة المواطن المصرى صاحب التاريخ والحضارة العريقة.
نجد أن الدولة تعمل منذ اندلاع ثورة 30 يونيه على التخطيط والمتابعة على أعلى مستوى علمى لا يشوبه أي خطأ من خلال مجموعة من المتخصصين، لتصبح مصر صاحبة مستقبل أفضل كما كانت وستظل صاحبة تاريخ عريق لكل المصريين، وما تفعله الدولة يهدف إلى خدمة المواطن المصرى أولا وأخيرًا، الذى كان يشعر من قبل بحالة من فقدان الأمل في إصلاح البلاد، لما يراه من تزايد الإهمال والفساد للحصول على الخدمات العامة وازدياد طوابير العيش للحصول على الخبز على أرض الواقع لكن مؤخرا نجحت الدولة فى القضاء على طوابير الخبز، بتنفيذ منظومة جديدة تحفظ للمواطن كرامته وأدميته، فكيف تم ذلك؟
تم ذلك من خلال وعى الدولة بأن الأزمة تحل إذا تم متابعتها من بداياتها حتى تصل ليد المواطن، وعلى أثر ذلك تم متابعة الأقماح المحلية منذ الاستلام من المزارعين مرورا بعمليات التخزين في الشون والصوامع حتى توريدها للمطاحن، لتقوم بطحنها دقيق ثم توريده إلى المخابز، حيث أصبح كل مواطن له حصة من الخبز وهى 5 أرغفة يوميا، كما تنتج وزارة التموين من 250 مليون إلى 270 مليون رغيف يوميا.
وكل ذلك يتم توزيعه عبر منافذ بيع المخابز والتي عملت الدولة على زيادتها ليحصل المواطن المصرى على الخبز عبر أكثر من 30 ألف مخبز على مستوى الجمهورية، ويتم توفير الدقيق لجميع المخابز إلى جانب تأمين مخزون استراتيجي لكل مخبز لمده 3 أيام تحسبا لأى طوارئ لانتظام عملية إنتاج الخبز بشكل يومي دون أدنى أزمات، وتتحمل الدولة زيادة التكلفة لأصحاب المخابز على أن يظل سعر الرغيف ثابتا بـ 5 قروش للمواطن رغم أن التكلفة الفعلية تصل إلى 65 قرشا للرغيف الواحد.
ومن ضمن الطوابير التى تم القضاء عليها أيضًا طوابير البنزين، حيث استطاعت الدولة القضاء عليها نهائيا خلال السنوات القلية الماضية، من خلال إنشاء مجمع التكسير الهيدروجينى بمسطرد، الذى افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسى باستثمارات 3.4 مليار دولار وطاقة إنتاج 4.7 مليون طن، خلال العام الماضى، وسوف يتم تشييده أمثاله أيضًا في أسيوط والإسكندرية.
وهناك أيضًا اختفاء تام لطوابير الحصول على "أنبوبة بوتوجاز"، حيث تم تحقيق أكبر معدلات توصيل غير مسبوقة للغاز الطبيعى لبيوت المصريين منذ بداية النشاط، حيث تم توصيل 11.8 مليون وحدة سكنية للعمل بالغاز الطبيعى على مدار 40 عاما، منها 60% خلال 25 عاما، و40% خلال 5 سنوات فقط، حيث تم توصيل الغاز الطبيعى للمنازل منذ يوليو 2015، إلى 4.6 مليون وحدة سكنية بنسبة 40%، وتم توصيل الغاز الطبيعى لنحو 600 ألف وحدة سكنية خلال الفترة من يونيو إلى ديسمبر 2020.
كما اختفت أيضا طوابير الحصول على السلع الغذائية، التي كانت من قبل وظلت سنوات طويلة يسودها مشهد كبار السن، مما يزيد من معاناتهم التي تحملهم فوق طاقتهم الصحية، ففي الوقت الحالي تم توفير سبل الراحة، حيث يحصل المواطن المصرى على السلع من خلال بطاقة التموين دون بدون مجهود، وتم ذلك من خلال تنفيذ خطة الدولة بفتح ما يقرب من 6 آلاف منفذ سلعى جديد لشباب الخريجين لطرح المنتجات الغذائية على مدار الـ5 سنوات الماضية، ويتم ذلك بالتزامن مع زيادة معدلات الإنتاج للسلع الاستراتيجية في مصر.
ولم تنس مصر حق المواطن في الترفيه والثقافة، والحصول عليها دون معاناة في طابور طويل، تؤدى إلى إهدار الوقت دون استمتاع بزيارة مكان ما، حيث نجحت الدولة متمثلة في وزارة السياحة والآثار بتفعيل خدمة الدفع الإلكترونى بواسطة الكروت والمحافظ الإلكترونية والبطاقات اللاتلامسية، لزيارة المتاحف الأثرية، وتم ذلك كمرحلة أولى في 3 متاحف هي المتحف المصرى بالتحرير وشرم الشيخ والغردقة، وسيتم تعميم الأمر بعد ذلك على 30 متحفا.
وكل ما ذكرناه على سبيل المثال وليس الحصر، فمصر تخطو خطوات صحيحة بالعلم والإرادة والأمل وإزالة جميع العقبات لتحقيق حلم طال انتظاره اكثر من 40 عامًا، عانى خلالها المواطن المصرى للحصول على ادنى حقوقه، واليوم مصر تسير بثبات نحو مستقبل يصنع تاريخا، يشعر خلاله المواطن المصرى بفخر وعزة أنه أحد مواطني المحروسة.. تحيا مصر