احتدم سباق الترشح فى الانتخابات الرئاسية الليبية المزمع تنظيمها فى 24 ديسمبر المقبل وفقا لخارطة الطريق التى توافق عليها أعضاء ملتقى الحوار السياسى الليبى فى جنيف وأكدت السلطة التنفيذية الجديدة بتنفيذها بشكل كامل، وأعلن عبد المجيد سيف النصر مبعوث مجلس النواب الليبى إلى المغرب العربى خوض انتخابات الرئاسة المقبلة فى ديسمبر.
وتعتبر الانتخابات الرئاسية الليبية المرتقبة حدثا تاريخيا فريدا من نوعه، لأنها المرة الأولى التى سيتم تنظيم انتخابات رئاسية فى تاريخ ليبيا، ورغبة بعض الشخصيات التى تحظى بحضور شعبى وإقليمى ودولى خلال السنوات الأخيرة منذ اندلاع أحداث 17 فبراير 2011.
عبد المجيد سيف النصر
ويعد عبد المجيد سيف النصر الشخصية الثالثة التى أعلن عن ترشحها للرئاسة الليبية حيث أعلن وزير الداخلية المفوض فى حكومة الوفاق فتحى باشاغا نيته الترشح فى سباق الرئاسة، وكان أول المرشحين رئيس تكتل إحياء ليبيا، رئيس مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة، عارف النايض، حيث أكد فى حوار سابق لـ"اليوم السابع" منذ 2017 نيته الترشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، واكد ترشحه فى عدة مناسبات كان آخرها فى نوفمبر 2020.
ويعول عارف النايض على رؤيته الشاملة التى طرحها لانتشال ليبيا منذ أزماتها الراهنة تحت اسم (إحياء ليبيا)، والاحترام الواسع الذى يحظى به فى الاوساط الأكاديمية والشبابية ومنظمات المجتمع المدنى، وكذا الدعم الذى يمكن أن يحصل عليه من اكبر القبائل الليبية غربا وشرقا وجنوبا، والتى لها تواجد كبير بالبلاد ولا سيما قبيلة "ورفلة" التى ينحدر منها، إضافة لعدد من قبائل مصراتة وترهونة التى يرتبط بعلاقات اجتماعية معها، وحقق النايض شعبية كبيرة خلال فترة رئاسته لنادى أهلى بنغازى الذى ترأسه لسنوات، وتمكن من النهوض بالفريق وإعادة بناء مقر النادى التاريخى والذى هدم فى سنة 2000.
عارف النايض
فيما يراهن وزير داخلية حكومة الوفاق فتحى باشاغا على اتصالاته مع أطراف إقليمية ودعم أنصاره فى مدينة مصراتة في الانتخابات الرئاسية المقبلة حيث يعمل على ترتيب أوراقه بعد تسليم حكومة الوفاق السلطة ليشرع فى طرح برنامجه الانتخابى خلال الفترة المقبلة.
فتحى باشاجا
ومن المقرر أن تؤدى حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة اليمين الدستورية أمام مجلس النواب الليبى خلال جلسته فى مدينة طبرق يوم الاثنين المقبل، وذلك لتسلم السلطة بشكل رسمى والعمل على تفعيل خارطة الطريق التى أقرها ملتقى الحوار السياسى الليبى والتى تنتهى بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية فى البلاد فى 24 ديسمبر 2021.
من جانبه، رحب مجلس الأمن الدولى اليوم بمنح مجلس النواب الليبى الثقة للحكومة الانتقالية الموحدة الجديدة المكلفة بقيادة البلاد إلى الانتخابات.
وفى بيان رئاسى صادر عن ممثل الولايات المتحدة، رئيس مجلس الأمن الدولى لشهر مارس، شدد المجلس الذى يتكون من 15 عضوًا على أهمية هذه الخطوة فى العملية السياسية، كما شدد على أهمية توحيد المؤسسات الليبية على النحو المبين فى خارطة الطريق التى وافق عليها ملتقى الحوار السياسى الليبى الذى عُقِدَ فى تونس فى نوفمبر 2020.
ودعا أعضاء المجلس جميع السلطات والجهات الفاعلة الليبية إلى ضمان تسليم سلس لجميع الاختصاصات والواجبات إلى الحكومة المؤقتة الجديدة. ورحب مجلس الأمن ببيان رئيس الوزراء فايز السراج بهذا الشأن.
كما دعا مجلس الأمن الحكومة الانتقالية المقبلة إلى اتخاذ الاستعدادات اللازمة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وطنية حرة ونزيهة فى 24 ديسمبر المقبل بما فى ذلك الترتيبات اللازمة لضمان المشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة للمرأة، وتحسين تقديم الخدمات للشعب الليبى، وإطلاق عملية مصالحة وطنية شاملة؛ من بين مبادرات أخرى.
كان رئيس المجلس الرئاسى الليبى محمد المنفى قد أكد فى كلمة له مساء أمس الجمعة على ضرورة إجراء العملية الانتخابية فى موعدها من أجل ترسيخ مبدأ التداول السلمى للسلطة وتعزيز قيمة إلزامية النصوص القانونية لضمان نجاح العملية الديمقراطية السبيل الوحيد والأمثل لتجاوز الأزمة الليبية.
محمد المنفى
وفى طرابلس، عقد المدير العام للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات الدكتور يحيى الجديد، ومدير إدارة التوعية السيد الهاديالقرقوطى اجتماعًا مع رؤساء مكاتب الإدارة الانتخابية ومنسقى التوعية بالمكاتب، بحضور ممثل منظمة (IFES) للنظم الانتخابية السيدة حليمة بالحاج، وذلك لبحث التحضيرات للتوعية الانتخابية، فى إطار الاستعدادات للانتخابات القادمة.
استعرض الاجتماع الذى انعقد عبر تطبيق زوم جملة من الملفات فى مجال التوعية الانتخابية من بينها توفير برامج التدريب اللازمة لمنسقى التوعية، ضمن برنامج تعكف المفوضية على التحضير له خلال الفترة القادمة، كما ناقش المعوقات التى تعترض كادر العمل فى المكاتب وسبل تذليلها، وتوفير الإمكانيات الفنية اللازمة للعمل.
