رغم توافر لقاحات كورونا وإحرازها تقدما إيجابيا في الآونة الأخيرة، إلا أن منظمة الصحة العالمية خرجت علينا منذ أيام، وأطلقت تحذيرات شديدة الخطورة من موجات قد يتعرض لها العالم من وباء "كوفيد- 19»، مؤكدة أنه من الممكن أن يكون العالم أمام موجتين، ثالثة ورابعة حال عدم إلزام حكومات العالم الشعوب باتخاذ كافة الإجراءات الوقائية، ليصبح حديث العالم الآن عن الموجة الثالثة، وخاصة بعد قرار إيطاليا بالعودة للإغلاق، وتشديد ألمانيا القيود خوفا من الذروة.
وينتقل هذا التخوف إلينا فى ظل انحسار الموجة الثانية بأبريل المقبل، تزامنا مع رمضان المعظم، فيفرح المواطنون بهذا الانحسار على حساب الالتزام بالإجراءات الوقائية، أو يفرح المواطنون بالشهر الفضيل، على حساب الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وخاصة أن هذه المناسبة تكثر فيه الاحتفالات وتزداد خلاله الزيارات العائلية، ويحرص المواطنون على التجمعات به، من باب المودة وصلة الأرحام والروحانيات، الأمر الذى أوجب التحذير من الاصطدام بموجة ثالثة شرسة.
لكن كلنا أمل، أن الحكومة ستواصل التشديد فى فرض الإجراءات الاحترازية، وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعى، مع التوسع فى حملة التطعيم بلقاح كورونا، لتؤدى كل هذه الأمور فى النهاية من تخفيف أثار هذه الفترة، وتمر بأمن واطمئنان.
وليس أمامنا إلا أن نضع تحذيرات منظمة الصحة العالمية، وتشديدات الحكومة بشأن الموجة الثالثة موضع الجد والاعتبار، وذلك بمواصلة الالتزام الكامل بكافة الإجراءات الاحترازية، وتحقيق التباعد الاجتماعى، حتى خلال استقبالنا للشهر المعظم.
وأخيرا يجب أن نعلم أننا أمام وباء لم ينته بعد، ومازالت تداعياته مستمرة، حتى ولو كانت هناك بشائر خير تُنبىء عن زواله، لكن ما زال العالم فى دائرة الخطر، وفى حالة من الترقب الشديد، وخاصة أن هناك سلالات جديدة تلوح في الأفق، ولم يتم الانتهاء من تطعيم كافة المواطنين من اللقاحات، وبالتالى فلسنا في مأمن من هذا الفيروس القاتل والعدو الخفى، وليس أمامنا إلا مواصلة الصمود حتى تنتهى كافة موجاته بخير وأمان وسلام..