تصاعدت حالة التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا خلال اليومين الماضيين بعد تصريحات الرئيس الأمريكى جو بايدن خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة ABC، حيث قال فيها أن روسيا ستواجه تداعيات على التدخل فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام الماضى بعد تقرير سرى من مكتب مدير الاستخبارات الأمريكية الذى قال إن بوتين قد فوض بعمليات تدخل لمساعدة الرئيس السابق دونالد ترامب فى انتخابات نوفمبر الماضى. وقال بايدن تعليقا على هذا التقرير إن بايدن سيدفع الثمن، لكن لم يكشف عن هذا الثمن، وأضاف فقط إننا سنرى بعد فترة قصيرة.
ورد بايدن على سؤال ما إذا كان يعتقد أن بوتين قاتل، أجاب: "نعم". وأكد بايدن أيضا أنه قال لبوتين أنه بلا روح ، وأضاف أن بوتين أجاب على هذا التعليق الذى كان خلال زيارته للكرملين كنائب للرئيس فى عام 2011، وقال "إننا نفهم بعضنا البعض".
من جانبها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن موسكو تبحث الخطوات المطلوبة والاتجاه اللازم إتباعه على خلفية وضع العلاقات مع واشنطن، وأكدت أن موسكو تسعى لتحديد السبل الممكنة لإصلاح العلاقات التي تمر بمرحلة متأزمة بسبب سياسة واشنطن.
وردا على تصريحات بايدن الأخيرة، استدعت روسيا سفيرها لدى الولايات المتحدة للتشاور، وقال الكرملين إن التصريحات كانت سيئة للغاية وغير مسبوقة.
وتعليقا على ما قاله الرئيس الأمريكى، قال بوتين فى تصريحات للتلفزيون الروسى إن يتمنى لنظيره الأمريكى صحة جيدة، وبينما أثنى على الشعب الأمريكى، فإن قال إن إرث العبودية ومعاملة البلاد لسكان أمريكا الأصليين قد انعكس بشدة على تعاملاتها فى الخارج. وقال بوتين" فى تاريخ الشعوب، كل دول، هناك الكثير من الأحداث الصعبة والدرامية والدموية. لكن عندما نقيم شعوب أخرى أو حتى حكومات أخرى، فإننا ننظر كما لو كنا أمام مرآة، فإننا نرى أنفسنا دائما".
وطالب عضو بارز بالبرلمان الروسى الولايات المتحدة بضرورة الاعتذار على تصريحات بايدن، وبحسب وكالة رويترز، قال قسطنطين كوساتشوف، نائب رئيس المجلس الأعلى للبرلمان الروسى، إن ما قاله بايدن كان لحظة فاصلة فى العلاقات بين البلدين، وأضاف أن مثل هذا التصريح لا يجوز من فم رجل دولة فى مثل هذه المرتبة.
وعلقت صحيفة "كوميرسانت" الروسية على التوتر الحالى بين موسكو وواشنطن، وقال إن العلاقات الأمريكية الروسية شهدت ما وصفته بالفضيحة غير المسبوقة بعد المقابلة التى أجراها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع قناة ABC.
ورأت الصحيفة أن المقابلة التى اتهم فيها بايدن موسكو بالتدخل فى الانتخابات الأمريكية 2020 وتعهد بان تدفع الثمن، أرسلت موجات من الصدمة وضربت سعر صرف الورسي وسق الأسهم الروسية وسط تهديد بعقوبات جديدة. وتخطط موسكو لتحليل خطواتها القادمة مع سياق علاقتها مع الولايات المتحدة، بحسب ما ذكرت الصحيفة الروسية.
وكانت وكالة بلومبرج قد قالت إن الإجراءات الجديدة على خلفية التدخل المزعوم فى الانتخابات الأمريكية ستقدم الأسبوع المقبل وتستهدف القيادة الروسية.
من جانبه، قال أندريه كوتونوف، المدير العام لمجلس العلاقات الدولية الروسية، إن هذا التقرير جاء بعدما قالت الإدارة السابقة أنها لم يكن هناك تدخل خطير من موسكو فى الانتخابات. لذلك، فإن الصراع السياسى الداخلى الأمريكى يلقى الضوء مرة أخرى على روسيا، حيث يحاول بايدن التنصل من سلفه.
وأشار الخبير الروسى إلى أن هذه القصة سياسية، مشيرا إلى أن تقييم مجتمع الاستخبارات الأمريكية يفتقر إلى أى دليل. وأشار إلى أن الإدعاءات حول تدخل موسكو فى انتخابات 2020 لها هدفان، الأول زيادة تشويه سمعة ترامب الذى يزعم أن روسيا ساعدته، ووضع الأساس لمزيد من العقوبات.
من جانبه قال فلاديمير فاسيليف، الباحث فى معهد الدراسات الأمريكية والكندية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، إن إدارة بايدن تحدثت عن التدخل الروسى بدلا من تدخل صينى فى انتخابات 2020، وهو الموقف الذى يفسره الصراع بين الديمقراطيين والجمهوريين الذين يحاولون استخدام قضية العامل الأجنبى ضد خصومهم المحليين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة