توفير لقاحات كورونا أمر فى غاية الأهمية، تسعى إليه مختلف دول العالم، لتوفير حماية من الفيروس المستجد، والسيطرة على موجات الإصابة الكمية، التي تصيب عشرات الملايين حول العالم بين فترة وأخرى، وقد بدأت الدولة المصرية على مدار الفترة الماضية، تطعيم المواطنين من خلال موقع متخصص لتسجيل الحصول على اللقاح، يمكن الدخول إليه بسهولة لتسجيل البيانات والحصول على التطعيم، وفقاً للأولويات المتاحة، سواء كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة، أو الطواقم الطبية، وصولاً إلى الأشخاص العاديين.
التجربة أثبتت أن من يتقدم للموقع بتسجيل بياناته يحصل على اللقاح في غضون أيام قليلة، من خلال رسالة قصيرة على هاتفه المحمول، تخبره بمكان التطعيم وتوقيته، خاصة بعدما تمت مضاعفة النقاط التى يمكن الحصول على اللقاح فيها، وافتتاح 193 مركزاً جديداً، ليصل إليها المواطنون بصورة آمنة ومنظمة دون زحام أو تكدس، فى مختلف محافظات الجمهورية.
بالأمس وصلتنى رسالة للتوجه إلى مركز تطعيم "المصل واللقاح" فى المهندسين، لتلقى تطعيم فيروس كورونا، وبمجرد الوصول إلى المركز نحو الثالثة عصراً، كانت الأجواء هادئة ومنظمة، استقبال لائق من الموظفين في المكان المخصص للتطعيم، يطلب الموظف البطاقة الشخصية، وبعد التأكد من الرسالة التي وصلت من وزارة الصحة، قدم لى مجموعة من الأوراق لتسجيل البيانات الشخصية كاملة، من الاسم ومحل الإقامة، حتى رقم الهاتف، وبعد استيفاء هذه الأوراق، طلب منى الدخول مباشرة إلى الحجرة المخصصة لتلقى اللقاح.
الغرفة المجهزة لتلقى اللقاح في "فاكسيرا" على أعلى مستوى من النظافة والتعقيم، الكل يلتزم بالإجراءات الاحترازية، لا يمكن دخول أكثر من شخص في وقت واحد، يتم الحفاظ على التباعد الاجتماعى، ثم بدأت الطبيبة سؤالي هل هناك أدوية أتعاطاها أو أمراض مزمنة أعانى منها، أو أى أمراض مناعية، بالإضافة إلى السؤال عن الشعور بأى أعراض لـ كوفيد – 19، وهل هناك سابقة إصابة به حتى الآن، أو اشتباه أم لا ؟ وبعد جمع هذه الإجابات سألتنى عن نوعية اللقاح الذى أرغب فيه، فقد تم توفير اللقاحين الصينى "سينوفارم" والانجليزى "أسترازينيكا".
لم يتركنى الفضول الصحفى بعد تقديم الإجابات للطبيبة، وبدأت أسأل عن الآثار الجانبية للقاح، فقد كتب العديد من الأصدقاء والزملاء عن الأعراض المصاحبة له، والآثار الجانبية المنتظرة بعده، وقد أخبرتنى أن الموضوع يتفاوت من شخص لآخر، فهناك من تظهر عليه أعراض خفيفة مثل ارتفاع درجة الحرارة والصداع، وهناك من لا يشعر بأى أعراض، وكلاهما لا علاقة له بتأثير اللقاح أو مدى فاعليته، ويمكن الاستعانة بالمسكنات البسيطة، وخوافض الحرارة، للسيطرة على الأعراض بسهولة.
بعد استيفاء كل الأسئلة التي تدور في ذهنى عن اللقاح، تقدمت للممرضة التي جهزت الجرعة المطلوبة في ثوان معدودة، ولم أشعر بأى وخذ أو ألم خلال التطعيم، ربما ظهر الألم في منطقة الكتف بعد التطعيم بساعات، إلا أننى لم أشعر بأى أعراض حادة أو غريبة حتى الآن، وقد مر على التطعيم ما يقرب من 20 ساعة.
مجهود كبير ومشرف تقدمه الدولة المصرية فى مواجهة جائحة كورونا، من خلال وزارة الصحة، والأطقم الطبية، بالإضافة إلى التنظيم الرائع والدقة الكبيرة الموجودة في الموقع الإلكترونى الخاص بتسجيل اللقاحات، وهذا يدعونى إلى شكر المهندس أيسم صلاح، مستشار وزيرة الصحة لتكنولوجيا المعلومات، باعتباره المسئول عن منظومة التسجيل والمتابعة للحصول على اللقاح، والجهد الكبير الذى يقدمه لتوزيع المواطنين على مراكز التطعيم في مختلف محافظات الجمهورية، وفقاً لكثافة الأعداد والأولويات، وهذا جهد لو تعلمون عظيم.
رسالتى إلى كل مواطن يخشى الإصابة بفيروس كورونا:" سجل الآن في منظومة تلقى اللقاح، وستحصل عليه في أقرب وقت ممكن، اللقاح آمن وفعال، وأعراضه بسيطة، وليست كما يدًعى البعض، والحكومة توفره بالمجان لكل المواطنين البالغين، وعليك أن تسارع لهذه الفرصة، حتى ندخل الشتاء المقبل بصفر إصابات إن شاء الله".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة